تابت هشام: الاغتراب الثقافي وتأثيره على الطلاب المغتربين: تحديات وحلول

تابت هشام: الاغتراب الثقافي وتأثيره على الطلاب المغتربين: تحديات وحلول تابت هشام
تعيش فئة كبيرة من الطلاب المغتربين تحديات نفسية واجتماعية أثناء دراستهم في بلاد المهجر، وتأتي في مقدمة هذه التحديات "الاغتراب الثقافي"، أو كما يُعرف بالحنين إلى الوطن. هذه الحالة النفسية التي ترتبط بمشاعر الفقد، الوحدة، والتوتر، قد تؤثر بشكل كبير على استقرارهم النفسي وأدائهم الأكاديمي، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول كيفية تجاوز هذه المرحلة الصعبة وضمان النجاح الأكاديمي والتكيف الاجتماعي في بلد جديد.
 
الحنين إلى الوطن: ظاهرة شائعة بين الطلاب المغتربين
عند انتقال الطالب من بلده الأم إلى بلد آخر من أجل استكمال دراسته، يجد نفسه فجأة في بيئة جديدة مليئة بالتحديات الثقافية واللغوية والاجتماعية. من الشائع أن يشعر هؤلاء الطلاب بالحنين إلى الوطن، حيث يبدأون في مقارنة الحياة في بلدهم الأم مع الحياة في البلد المستضيف. هذه المقارنة قد تثير مشاعر سلبية مثل الشعور بالعزلة أو الاغتراب، خاصة عندما يجد الطالب نفسه بعيدًا عن دعم عائلته وأصدقائه.
 
تشير بعض الدراسات النفسية إلى أن هذه المشاعر قد تكون نتيجة لعدم القدرة على التكيف السريع مع الظروف الجديدة. يؤثر هذا الحنين إلى الوطن على القدرة العقلية للطالب ويؤدي إلى تقلبات مزاجية قد تعيق التركيز والتحصيل الدراسي.
 
تأثير الحواجز الثقافية واللغوية على الاندماج
أحد أبرز التحديات التي يواجهها الطلاب المغتربون هو التأقلم مع ثقافة جديدة تختلف في عاداتها، تقاليدها، وحتى في أسلوب الحياة. في بعض الأحيان، تكون الصدمة الثقافية قوية بما يكفي لتعزيز مشاعر العزلة. وفي حالات أخرى، يجد الطالب نفسه يواجه صعوبة في تكوين صداقات جديدة بسبب اختلاف العادات أو الحواجز اللغوية.
 
من ناحية أخرى، قد تؤدي الاختلافات اللغوية إلى صعوبات في الدراسة والتواصل اليومي. الطالب الذي لا يجيد اللغة المحلية قد يجد نفسه في مواقف معقدة تعيق تواصله الفعال مع زملائه أو أساتذته، مما يزيد من شعوره بالضغط.
 
التحديات الأكاديمية وضغوط النجاح
تضاف الضغوط الأكاديمية إلى قائمة التحديات التي يواجهها الطلاب المغتربون. فعلى الرغم من أن الطالب قد يكون ناجحًا أكاديميًا في بلده الأم، إلا أن التعامل مع نظام تعليمي مختلف قد يزيد من صعوبة النجاح الأكاديمي. كما أن الحاجة إلى إثبات الذات أمام أساتذة وزملاء جدد يزيد من العبء النفسي.
 
الطالب المغترب قد يواجه أيضًا ضغوطًا من أسرته أو المجتمع الذي ينتظر منه العودة بالنجاح والتفوق، مما يضع عليه عبئًا إضافيًا لتحقيق التوقعات.
 
توصيات للطلاب المغتربين للتغلب على الاغتراب الثقافي
للتغلب على الاغتراب الثقافي، يمكن اتباع بعض الخطوات التي تساعد في التكيف وتحقيق التوازن النفسي والأكاديمي:
1. الحفاظ على الاتصال بالعائلة والأصدقاء: التواصل المنتظم مع الأحبة في الوطن يساعد على تقليل الشعور بالحنين ويمنح الطالب الدعم العاطفي.

2. الاندماج في الحياة الاجتماعية: المشاركة في الأنشطة الطلابية والانضمام إلى النوادي والجمعيات يمكن أن يساعد في تكوين صداقات جديدة وتوسيع دائرة العلاقات الاجتماعية.

3. التعرف على الثقافة المحلية: بدلاً من مقاومة الاختلافات، يمكن للطالب أن يحاول فهم الثقافة المحلية والمشاركة في الفعاليات المجتمعية، مما يعزز الشعور بالانتماء.

4. تحسين المهارات اللغوية: إذا كانت اللغة تشكل حاجزًا، فإن الالتحاق بدورات لتعلم اللغة أو ممارستها مع الناطقين بها يمكن أن يساعد في التغلب على هذا التحدي.

5. طلب المساعدة النفسية عند الحاجة: لا ينبغي التردد في طلب المساعدة من المختصين النفسيين في حال الشعور بالضغوط أو الاكتئاب. العديد من الجامعات توفر خدمات استشارية مجانية للطلاب المغتربين.
 
ختامًا
الاغتراب الثقافي هو تجربة يمر بها العديد من الطلاب المغتربين، لكن مع التخطيط الجيد والبحث عن الدعم اللازم، يمكن تحويل هذه التجربة إلى فرصة للنمو الشخصي والتعلم الثقافي، مما يساعد في تحسين الأداء الأكاديمي وتحقيق النجاح في بلاد المهجر.
الأستاذ الباحث والمؤطر الجمعوي تابت هشام