موسى مريد: فريق مزيف..

موسى مريد: فريق مزيف.. موسى مريد
من أسباب عزوف أغلبية الساكنة و محبي الفريق الحقيقيين و مشجعيه عن حضور وتتبع مبارياته، هو أن الجميع فهم حقيقة أن هذا الفريق "ديال مولاه". و أن هاد "مولاه" لا يريد أن ينخرط أحد، و لا أن يعرف تشكيلة المكتب أحد، و لا أن يطلع أحد على ميزانية الفريق، ولا أن يناقشه أحد في اختياراته.. هو يبحث عن "عطاشة" ينفذون أوامره دون نقاش وكفى!
 
وهو أيضا  لا يبحث أن يتابع مبارياته أحد.. فنادرا ما تلعب المباريات بحضور الجمهور!! و إن حدث أن حضر البعض، فغالبا ما يأتي من خارج المدينة، حيث يستعمل تقنيات الإنزال الانتخابي، فيتم توزيع التذاكر بالمجان و توفير النقل المجاني! و يتجند الأتباع الذين لا علاقة لهم بالفريق ولا بالكرة لهذه العملية، كأن الأمر يتعلق بحملة انتخابية.. وهنا نتساءل:  هل هذا جمهور حقيقي؟!!..
 
يمكن "لمول الفريق" أن يطحن ميزانية جماعة، و يستغل أملاكها و وسائلها و موظفيها لخدمة الفريق، و يثقل كاهل الساكنة بالرفع للسقف الأعلى لمختلف الرسوم و الضرائب المحلية،  فيجمع الأموال بشتى الطرق لشراء 22 لاعبا يفوزون في بعض المباريات! و يجيش الأتباع لحضور بعض اللقاءات، و يستعمل بعض الأبواق للتهليل لنجاحه..لكن المشكلة هو أن هذا كله،  لا يجعله يؤسس فريقا حقيقيا.. حتى و لو حصل على مركز مهم او فاز بالبطولة !
 
هذا فريق مزيف بجمهور مزيف، بأهداف مزيفة بعيدة عن المجال الرياضي.. هذا فريق  لا يمثل احدا و لا يهدف الى شيء ، غير تحقيق طموحات شخص اناني في الترقي ، و قد سبق أن بحث عن ذلك فيما مضى في عدة فرق و فشل..
 
 و هذا النوع من الفرق لا يستمر و لا يدوم، قد ينجح حينا، لكنه سرعان ما ينهار.. و الأمثلة معروفة، فأين فرق الدليمي و البصري و غيرهما؟
 
الفريق الحقيقي يشعر لاعبوه و منخرطوه و جماهيره و مسيروه بشيء لا يفهمه و لا يحس به أبدا صاحبنا "مول الفريق"، شيء أكبر من الأموال المحلوبة والجماهير المجلوبة والأقلام المدفوعة الأجر..
 
الفريق الحقيقي يمتلك شيئا يسمى الهوية و الانتماء وحب الشعار والقميص . شيء يسمى التاريخ والتراث والأصل والمرجعية.. شيء يسمى العطاء والتضحية.. الفريق الحقيقي اكبر من الأشخاص ومن انانياتهم الضيقة، وطموحاتهم البليدة!
موسى مريد ، حقوقي وفاعل جمعوي