خالد أخازي: السكتة القلبية السياسية..  يوم قالت الرباط للأحزاب" تبا لكم "..

خالد أخازي: السكتة القلبية السياسية..  يوم قالت الرباط للأحزاب" تبا لكم ".. خالد أخازي
لا جدال أننا نعيش أعراض السكتة القلبية السياسية...
اختناق في الوسط...
شلل وتنمل أطراف في اليسار...
رعاش في اليمين... وشبه اليمين 
وأخنوش وإخوته أصيبوا بالزهايمر السياسي...
كأن السيد "أوجار" يخطب على منصة اليسار...
كأن البيلكي" يخدم في سبيل الله ...
كأننا في زمن مغربي ليس في حداد...
على ضحايا الفيضانات...
نحن أمة يقتلنا الماء والجفاف...
كأن إدريس الأزمي...نسي ماضيه...
والداودي....يريد شعبا في المعامل  وورشات الميكانيك بلغة إنجليزية راقية...
على شاكلة اليابان كما قال...
بالله عليكم هل في اليابان  ورشة ميكانيك وشحوم وزيوت محركات....؟
 بنكيران صاحب الكاغيط و الصمت الرهباني مازال يأسف على القانون الإطارللتعليم 
وعلى اللغة العربية المهددة للدين والهوية والقومية...
ونسي أن أكبر دولة إسلامية... تتعلم بالإنجليزية...
فكما أنقذه هو نفسه ابن عمه من التعليم الأصيل...
عليه أن يدعنا نتعلم بلغة العالم...
ونعبد الله بالعربية... كما يعبده الماليزي والسنغالي وحتى الباكستاني....
الرئة الحزبية  بلا هواء ينعش خلايا جثث سياسية لا تريد أن تعترف أنها " ماتت"... وأن التحنيط لا يعيد الحياة 
مهما حاولنا ضخ دماء الأمل في المشهد السياسي المربك والملغز  نصطدم بفرجة سياسية...  لا غير...
انتهى زمن كليلة ودمنة...
ودشن بأسماء الشباب زمن "عيرني نعيرك"...
فقد تفرغوا... ل" المعايطة" ونسوا أن هناك دعوات للهجرة الجماعية... وأن الأمر يحرجنا جميعا...
يحرج الكبرياء المغربي...  
كأنهم في بعد آخر...
ليس فيه سواهم...
وعداوة رد الصاع صاعين..
ونحن نسمع مساكين الوطن 
لا يهمنا غير حقيبة مدرسية...
وسقف بيت... من عرق
وطريق مسلكية في الغسق
وخدمة صحية بلا خجل
وقطرة ماء ودواء وعزاء وعزة نفس على باب مسؤول 
ومرشح يوصي عنا جدارمية...
وفاعل جمعوي يساعدنا لتصفية كلية ...
يكفينا صحافة تحكي لنا ما يقع في دهاليز الكرة....
وتدين روسيا...
وتوزع صكوك الغفران...
فالكرة آخر محطة قبل الردة....
هذا كلام آخر....
فمن يدري...؟ فالسياسة عاقة...
جاحدة...
سلوا " أبو الغالي"...
سلوا منتخبي العرائش...
سلوا... سجناء السياسة في سجن عكاشة...
ومن اغتنى بالسياسة استعبد بفزاعة الوشاية...
فالخير كل الخير... 
في سد كل باب يأتي منه " الغلوسي"...
وأَفْسِدْ في الأرض رهطا هنيا مهنيا...
حتى يحين الحين...
فلكل حصاد أوان...
فصناعة الأمل تذهب سدى...
لأننا في زمن سياسي ملتبس....
تتصارع فيه كيانات سياسية لم تعد تنتمي إليه...
كيانات حزبية... بعضها ينخره الفساد والفضائح...
وأخرى تعيش مجدا مزيفا بخطاب لم يعد صالحا... لأنه  استنفد قدرته القيمية أو التاريخية على التأثير...
نتائج الانتخابات التشريعية الجزئية في دائرة المحيط بالرباط...
ناقوس خطر... ومؤشر على الإفلاس الحزبي...
إننا نسلك طريقا سياسيا مجهولا...
والوضع مخيف ومريب...
 فهي جزئية لكنها مؤشر خطير... على زمن سياسي مرهق بالفضائح...
مؤشر لا يعنينا فيه نسبة العزوف...
لأن مغاربة دائرة المحيط لم يصوتوا...
كنت سأكون متفائلا  بنجاح مرشح الأحرار.. 
لا يهمني أن أتفق معه أولا...
لا يهمني أن أتفق مع تجربة حكومة الأحرار.. 
لكني...الآن خائف...
خائف من الغد الذي بدأ يهرب منا...
ولا نعرف من سيسطو عليه إن لم نسترجع الشعب...
فحي المحيط قال كلمته...
والرباط لا تنطق غير الحكمة...
القول ما قالته الرباط
صدقوها... مازال أمامنا الوقت لوقف العبث...
فهذه مصيبة...
والله مصيبة...
 في هذه الدائرة التي ديمغرافيا تجمع بين الطبقات الشعبية والطبقة المتوسطة والتي يبلغ عدد المسجلين  بها 179  ألف و36 ناخبا لم يصوت منها غير  11650، فيها 1963 ورقة ملغاة،  والباقي هو فقط 9687 صوتا المعبر عنه....
والتصويت الذي أراد أخنوش أن يقدمه في مؤتمر شبيبته، كمباركة لحزبه وتحالفه، وتجديد الثقة في برنامجه،  هو تصويت إسقاط مبكر للحكومة...
هو إعلان من الرباط عن أفول تجربة حكومية أرهقت المغاربة...
 فمرشح حزب التجمع الوطني للأحرار حصد 4685 صوتا للحصول على المقعد الانتخابي...
كأنه حصد الريح في حقل الشيح...
لا يهمنا الرجل...
فالمعاقب ليس هو...
بل المنظومة السياسية كلها...
قد حصل على المقعد النيابي، لكنه مشكورا عرى ما خفي من بؤس سياسي.... ومن فوبيا حزبية...
فهل هذا نجاح...؟
نعم فاز الأحرار وخسر الوطن...
فاز أخنوش وحلفاؤه وتجرعنا آخر رمق في منسوب الثقة...
هذه فضيحة... لسياسة جريحة....
هذه فضيحة لأحزاب لم تعد تنتمي لزمن مغربي آخر....
فضيحة صاخبة ومحرجة...
لأن  حزب الأحرار وهو يخوض هذه الانتخابات كان مؤازرا بأحزاب الأغلبية وبعض الوجوه الانتخابية المحلية مما يسمى المعارضة...
 أما مرشح الاتحاد الاشتراكي   فقد حصل على 2711 صوتا...
لن أعلق على الرقم...
أترك الأمر لسي إدريس...
صاحب أكبر انتظار في غرفة" دابا عيطو عليا"...
صياد ماهر لمقاعد المؤسسات الدستورية...
صاحب " معارضة جلالة الملك"...
أترك الكلمة لأصحاب النعمة وطريق زعير...
أترك الكلمة لأصحاب كراسة " التوفيق بين الدراسات والقرابات"...
وكل "علماء" زمن البؤس السياسي...
 مرشح العدالة والتنمية  حصل على 1452 صوتا...
لقد خسر البيجيدي حتى معاقل الطبقة الوسطى المؤيدة له...
 أما مرشح حزب فيدرالية اليسار في الرتبة الأخيرة ب 836 صوتا.
هذه المعطيات مخيفة...
لا الأحزاب الحاكمة أقنعت...
ولا المعارضة حصدت نجاحا من إخفاقات حكومة أخنوش...
الكل في حيص بيص...
المغاربة... بحي المحيط...
أدانوا اللعبة السياسية...
وقطعوا آخر شعرة لهم مع الأحزاب...
فإن نطقت الرباط فصدقوها...
فالقول قول المحيط....
مهما رقص شباب الأحرار وصفق شباب العدالة والتنمية...
  فنسبة المشاركة الانتخابية  لم تتجاوز 6.51 %... نسبة تسائل الجميع...
الكل متهم....
أين الشعب...؟
كأنه يوم كسوف شمس السياسة...
ماذا يقع....؟
يجب القيام بشيء ما لاستعادة الثقة قبل فوات الأوان...
والمشكل... أن الثقة مفقودة في كل خطاب سياسي...
  هذه أدنى نسب للمشاركة الانتخابية....
الصحة السياسة تقاس بميزان المشاركة...
و الصورة مؤلمة مخيفة دالة عن مدى فقدان المغاربة الثقة في الخطاب الحزبي...
هذه مصيبة بكل ما تحمل الكلمة معنى...
الكل خسر... إلا المقعد فقد ربح الفراغ..
حتى الأمل ... يتضاءل كل يوم...
والخوف كل الخوف من السكتة السياسية...
لن أتحدث عما راج من استعمال المال والجاه...
لن أتحدث عن النفوذ والعهود...
وليكن...
كنت أتمنى أن يربح الوطن...
فحتى تجار الانتخابات لم يجدوا ما يشترون....
شكرا لفتيت...
نشرت غسيل الكل بكل تجرد...
لكي نفتح أعيننا...
على لعبة سياسية لم تعد تمتعنا...
ولكيانات سياسية تعيش على وهم الأمجاد...
شكرا لفتيت...
اليوم عريت وهم فرسان تحارب الطواحين...
تعيش على مجد من رمل...
ماكرة أنت أيتها السياسة....
تعرين شهوة السلطة...
ووهم فرسان البارود البارد
وتفضحين كل النزوات الخفية...
من المتاع الغرور...
إلى  مباهج المول وشركة الموتور...
والفاهم يفهم...
من المهدي إلى حرم المحروم من الراء...
من زاوية مولاي عبد السلام إلى شركات التأمين عن الظلام...
من خطيب أنقرا... وزبد الدوحة...
إلى إخوة"  أبو الغالي" ليلة قبضوا عليه متلبسا باللقوة...
أيتها السياسية...
يا هادمة المعابد والكهوف والمغارات...
يا فاضحة... الغربان  في سرب الحمائم ...
لا يهم... من يأتي إليك...
فكلهم سواء في السعي للجاه... 
كلهم سواء في الهرولة حد السقوط الأخلاقي نحو فتنة السلطة...
الداعية كالخطيب...
والمنابري كالحلقاوي....
الشعب فقط حجة...
وانتخابات حي المحيط
محاكمة شعبية للأحزاب...
وإعلان وشيك لموت السياسة...
وسط الإفلاس والكساد الحزبي...
من البديل...؟
تلكم هي المصيبة...؟
خالد أخازي، روائي وإعلامي مستقل