وجاء إنخراط حسن بن خليفة، بعد معاينته لمجموعة من الأحداث التي شكلت ترجمة حقيقية لحضور وعي وطني بالمدينة المنجمية "لوي جانتي" وبلاد أحمر. ومن هذه الأحداث، نستحضر الزيارة التي قام بها السلطان محمد بن يوسف في 25 ماي سنة 1942م، إلى بلاد أحمر، والاستقبال الذي حظي به من طرف الحمريين وقائدهم السيد العربي بلكوش.
فقد أظهرت قبيلة أحمر، من الفرح والسرور بمقدم السلطان ما بقى بها رمزا ما دامت الأيام، ولا غرابة في ذلك، فإن قبيلتي أحمر وعبدة من القبائل المشهورة بالطاعة والإخلاص للمخزن، فقد اجتمعت فرسان القبيلتين على متون جيادها بألبسة فاخرة وسروج مزركشة، وقوادهم في زيهم الرسمي يتقدمهم القائد العربي بلكوش صاحب الحفلة.
وعند وصول السلطان إلى دار القائد، استقبله رئيس الديوان الملكي الفقيه محمد معمري، والجنرال مارتان وخليفته وباقي حاشيته، وحاكم ناحية أحمر "المسيو بيسو" وخليفته وحاشيته، والقائد السيد العربي بلكوش وباقي القواد (محمد بن التهامي التهيمومي، عبد الله الوزاني، عبد الكبير، عبد الرحمان، عبد السلام بن عيسى بن عمر، محمد الزرهوني،) كل على حدة، والقضاة الأفاضل السيد محمد العسال، والسيد محمد العبادي، كما حضر أيضا باشا أسفي السيد الحاج الطاهر المقري.
وبعد أداء مراسيم الاستقبال قدموا الثمر والحليب، ثم صعد حفظه الله إلى المنزه المخصص لجلالته، وجلس يشاهد ألعاب فرسان القبيلتين الحمرية والعبدية الذين أظهروا من الفروسية ما انشرح به صدر صاحب الجلالة، وبعدما استراح قليلا قدمت لجلالته الأواني الفضية الرفيعة والحلويات المتنوعة.
وبعدما تناوله حفظه الله كؤوس الأتاي، مدت موائد الأطعمة، وكان جوق الطرب المدرسي المراكشي تحت رئاسة المطرب السيد محمد الصبان، يشنف الأسماع. وبعد الأكل والشرب، أخذ قائد المشور لجنابه العالي القواد والأعيان، فتقدم أولا باشا أسفي الحاج الطاهر المقري وحظي بالمثول بين يدي جلالته، ثم باقي القواد، وفي الأخير تقدم صاحب الحفلة القائد العربي بلكوش وقدم ستة من جياد الخيل هدية لمولانا أمير المومنين، ثم تقدم حاكم الناحية وحاشيته وودعوا صاحب الجلالة وكافة الحضور، ثم ركب جلالة الملك نصره الله سيارته الميمونة، وهناك تفرق ذلك الجمع الحفيل داعيا لمولانا طول البقاء ودوام العلا.
وقد تمت هذه الزيارة في سياق صعب، تتمثل في المراحل الحرجة من الحرب العالمية الثانية، وتواجد جيوش الحلفاء بالشواطئ المغربية، والموقف الفرنسي من تحركات السلطان، ومحاولة سلطات الحماية إلغاء (الزيارة) من برنامج الرحلة السلطانية، ورغم ذلك فقد أظهر السلطان عزمه الأكيد على زيارة القائد العربي بلكوش أحد خدامه الأوفياء.
تشير الرواية الشفوية، إلى أن القائد العربي خلال هذه الزيارة، وتعبيرا عن رضاه، تحمل تغذية كل الذين حضروا حفل استقبال السلطان محمد الخامس، وذلك فرحا ونشوة بالزيارة الملكية لبلاد أحمر.
تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944م، وتوقيع كل من الفقيه المستاري وبالخدير، والبوعمراني عليها من إقليم أسفي الذي كانت قبيلة أحمر تشكل جزءا منه.
اعتقال وطرد مجموعة من طلبة القرويين من فاس إلى بلدانهم، من بينهم الشاب أحمد بن ابراهيم الذي تزعم الحركة الوطنية ببلاد أحمر، إلى جانب مجموعة من الوطنيين من بينهم القائد محمد وأخيه عبد الله بلكوش.
تشكيل لجنة لجمع التبرعات أشرف عليها القائد العربي بلكوش، وتعين الفقير العربي لوديكي أمينا لها.
صدور جريدة العلم، وبداية توزيعها ب "لوي جانتي" تحت إشراف الشاب أحمد بن إبراهيم.