كشفت معطيات جديدة لمنظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، حول الدول الأفريقية الأكثر استقطاباً للإستثمارات الأجنبية المباشرة سنة 2023، أن المغرب جاء في الرتبة 16، ب1مليار دولار فقط.
في هذا السياق، حاورت "أنفاس بريس"، يوسف كراوي، رئيس المركز المغربي للحكامة والتسيير،
حول أسباب تراجع المغرب في جلب الاستثمارات الخارجية بإفريقيا، علما أن المراتب الأولى جاءت من نصيب مصر ب9 مليار دولار، ثم جنوب إفريقيا 5 مليار دولار، وأثيوبيا ب3 مليار دولار.
ما تعليقك على الأرقام الخاصة بتراجع الاستثمارات الأجنبية بالمغرب؟
تراجع المغرب سنة 2023 إلى الرتبة 16، في الوقت الذي احتلت مصر وجنوب إفريقيا الرتبة الأولى والثانية على التوالي في جلب الاستثمارات بإفريقيا. وهذا يعود لعدة أسباب، أولا سنة 2023 كانت صعبة على الاقتصاد الوطني: جفاف، نسبة بطالة مرتفعة، قطاع صناعي لا يخلق فرص الشغل بما يكفي، مناخ الأعمال غير سليم سجل تزايد إفلاس المقاولات وغياب الثقة السياسية، ناهيك عن ضعف التواصل الحكومي. كل هذه العوامل تؤدي إلى أن المستثمر الأجنبي لا يضع الثقة في المغرب من أجل تفعيل الاستثمارات المباشرة.
ماهي أسباب تراجع الاستثمارات الخارجية بالمغرب علما أنه توجد وزارة مكلفة بالاستثمارات، ووكالة خاصة بتنمية الاستثمارات والصادرات؟
المشكل أعمق من وجود وزارة مكلفة بالاستثمارات، دورها الإشراف على السياسسات العمومية لتشجيع الاستثمار المحلي والخارجي، بل هو مرتبط بمشكل الثقة السياسية وماهو مشروط بسلامة وصحة الاقتصاد الوطني، قيمة مضافة إنتاجية مرتفعة، معدل نمو الاقتصاد الوطني 6 إلى 7 في المائة، تراجع البطالة، دعم وتمويل المقاولات، وتقليص حالات الإفلاس. وهذه الأسباب أيضا لا تشجع المستثمر الأجنبي أن يطلق مشاريع بالمغرب. بل أكثر من هذا كان على الوزارة الوصية أن تشتغل على تبسيط الإجراءات والمساطر، خصوصا الاستثمار الخارجي، الرقمنة والمدة الزمنية لمعالجة ملفات تراخيص الاستثمار، تيسيير وتوفير الوعاء العقاري، فضلا عن الحاجة إلى دور أكثر نجاعة للمراكز الجهوية للاستثمار. كذلك أشير إلى ضرورة وضع دفتر تحملات أمام الاستثمارالأجنبي من بينها خلق فرص الشغل، التكوين، ونقل المهارات والتكنولوجيا إلى المغرب.
هل هناك عوامل أخرى تعيق جذب الاستثمارات الخارجية؟
لا يجب أن يظل تسويق الاستثمار بالمغرب مقتصرا فقط على محور طنجة - الرباط - الدار البيضاء - الجديدة، بل يجب التعريف بمناطق أخرى ذات إمكانات طبيعية وموارد مهمة تتطلب استثمارات قوية منتجة للدخل ومدرة للثروة، أقصد مثلا الجهات الجنوبية والجهة الشرقية.