عزيز الداودي: مهزلة الانتخابات الرئاسية بالجزائر.. تبون يحصل على اكثر من 94%من الأصوات

عزيز الداودي: مهزلة الانتخابات الرئاسية بالجزائر.. تبون يحصل على اكثر من 94%من الأصوات عزيز الداودي
كما كان منتظرا أعلنت السلطة الوطنية للانتخابات بالجزائر عن فوز الرئيس المنتهية ولايته بعبد المجيد تبون بأكثر من 94%من الاصوات المعبر عنها فيما تقاسما كل من مرشح حزب حركة السلم المحسوب على الإسلاميين وحزب جبهة القوى الإشتراكية اقدم حزب معارض نسبة 6% الباقية.
 
النتيجة طبعا لم تكن مفاجأة والانتخابات في عمقها كانت صورية ومسحومة للمترشح الذي كان مدعوما من طرف الاوليغارشية العسكرية والمدنية بالجزائر.
 
وبالتالي هذا العسكر تفادى اللجوء حتى للدور الثاني وحسم الموقف بالرغم من المقاطعة الواسعة لهذه الانتخابات من طرف الشعب الجزائري وهو ما دفع بالسلطة الى تمديد توقيت الادلاء بالاصوات الى ساعة إضافية.
 
نسبة 94%اذن تتناقض جملة وتفصيلا مع المعايير الديمقراطية خصوصاً في بلد نخره الفساد واهلكته البيروقراطية الإدارية .
 
حيث تعطلت التنمية واستشرت العطالة في صفوف العديد من الشباب الذين لم يجدوا من بد سوى امتطاء قوارب الموت للهروب الى الضفة الأخرى من المتوسط املا في مستقبل أفضل.
 
ناهيك عن عزلة النظام عن محيطه الإقليمي وعمقه الاستراتيجي حيث افتعل العداوة مع المغرب وجعلها نهجا لسياسته الخارجية يعلق شماعة احباطاته المتتالية عليها.
 
ونفس الشي وان بدرجة أقل مع كل من مالي والنيجر وجزء كبير من ليبيا . وحتى القضية الفلسطينية التي يزعم أنه دائما بجانبها وواقفا معها ضالمة او مظلومة حسب تعبير الطغمة العسكرية .
 
لم يسمح ولو لمظاهرة واحدة مناصرة للقضية الفلسطينية بالجزائر خوفا من ان تتحول الشعارات ضد ألنظام وتطالبه بالرحيل.
 
وبالتالي فمطلب الدولة المدنية والدستور الديمقراطي مازالا بعيدين المنال في بلد له من الإمكانيات الطبيعية ما يؤهله بأن يكون رائدا اقتصاديا فعليا على المستوى القاري والافريقي.لكن العسكر اختار طريق تهريب اموال الشعب وتكديسها في البنوك الأوروبية والامريكية لحسابه الخاص.وجعل من تبون وغيره من الرؤساء السابقين اراكوزات ينفذون اوامر العسكر والا فان مصيرهم سيكون الأقالة او الموت.
 
ورغم أن العسكر بالجزائر يصنع الرؤساء منذ ما يزيد عن 63 سنة اي منذ إستقلال الجزائر.الا ان درجة التحكم بلغت اوجها في عهد الرئيس تبون الذي يفتقد لكاريزمية الرئيس الراحل بوتفليقة وللعديد من الشخصيات الجزائرية المرموقة التي تحدت العسكر في عدة مناسبات وكشفت عن دوره القذر في المشهد السياسي. ومثال ذلك الزعيم التاريخي لحزب جبهة القوى الإشتراكية الراحل الحسين ايت احمد.
 
ومولود حمروش وعلي بن فليس والطالب الابراهيمي وغيرهم كثيرون همشت ادوراهم واقصو من من تنظيماتهم السياسية وخاصة حزب جبهة التحرير الوطني والذي لا ننسى فيه مصير الراحل عبدالحميد مهري الذي كرس حياته لبناء الحزب بعيدا عن الطغمة العسكرية الحاكمة ليجد نفسه منبوذا ومطرودا من نفس الحزب. في حين كافأ ذات الغسكر الجنرال خالد نزار المتورط في جرائم الإبادة الجماعية ابان العشرية السوداء التي راح ضحيتها ازيد من 126000مواطن ناهيك عن المفقودين في التسعينات من القرن الماضي ومع ذلك استفاد من العفو واستقبل استقبال الابطال بعد ان عاد من منفاه الاختياري خوفا من ان يطاله حكم محكمة العدل الدولية.
 
كان شيئا لم يقع ومارس حياته الطبيعية الى ان نفق كما تنفق الحيوانات والطيور.
 
ليبقى الشعار الخالد للجزائريين اثناء حراكهم المبارك الذي استمر لازيد من سنة قبل أن تلتهمه الجيوب المناهضة للتغيير." يتنحاو كاع"