موعد مع كفاءات مغاربة العالم

موعد مع كفاءات مغاربة العالم مصطفى صادوقي(يسارا)

عندما أراد الملك محمد السادس، تأسيس مجلس الجالية، أكد في خطابه ساعتها على إدماج مغاربة الخارج في المؤسسات الدستورية، لكن هذه التعليمات الملكية تعاقبت عليها حكومات أربعة دون تنزيلها، ودون أن تستفيد الكفاءات المغربية بدول الاستقبال، وبقي الحال على ما عليه، كما هي أمور كثيرة لم تجد الأذان الصاغية لحساسية المكون الحكومي من أحزاب وعلاقتها بالجالية المغربية القاطنة بالخارج، وكلما أتت حكومة إلا ولعنت الحكومة السالفة وحملتها مسؤولية تدبير القطاعات.

 

اليوم نحن في أمس الحاجة لتنزيل الخطاب الملكي بخصوص إدماج مغاربة الخارج في المؤسسات، خاصة لدينا كفاءات حقيقية لها من الاحترام والتقدير لمكانتها الوظيفية التي حققتها في دولة الإقامة، فازدادت تألقا ومراتب في العديد من التخصصات سننقل لكم نماذج في هذا الإطار .

 

فقد ارتأينا في هذه السطور أن تكون انطلاقتنا فتح إنارة حصرية على أحد المغاربة الذي هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودخل جامعاتها وحصل على شهادات عليا ودكتوراه تحمل اسم " مصطفى صادوقي ".

 

كثيرة هي خطابات الملك، التي بصمت على الإرادة الملكية في تسخير الطاقات المغربية بالخارج لتتولى بدورها المناصب العليا والاستفادة مما اكتسبته في الجامعات الدولية بما فيها التدريس والخبرة العلمية وباقي مجالات التنمية ومتطلباتها.

فما يحز في النفس أن جميع هذه الخطابات، بقت محبوسة في الأخبار وتصريحات الحكومات المتعاقبة وخرجات أمناء الأحزاب في الإعلام الوطني، ولا تجد مكانا على الواقع وفي الحياة اليومية.

 

كيف يسمح للتلاعب أو بتفريغ محتوى التعليمات الملكية لما يزيد عن 20 عاما حتى وصل الحال لما وصل إليه اليوم وفي جل الميادين؟ ومن المسؤول عن هذه السياسية التي قدمت المحسوبية على الكفاءة، وجعلت من المغرب يحتل الرتب الأخيرة في كل المؤشرات؟

 

عندما نادى ملك البلاد بإدماج مغاربة الخارج في المؤسسات، تصدر الدكتور مصطفى صدوقي مع نفسه قبول العرض، رغم المنصب الذي يرأسه بالولايات المتحدة الأمريكية، ولا بأس أن أذكر المسؤولين بأن الكفاءة مصفى صدوقي أستاذ ورئيس قسم العلوم بجامعة سانت جونز، حاصل على دكتوراه في الفيزياء النانوتكنلوجي وشواهد عليا في الهندسة من جامعة نيويورك بأمريكا، وهذه دوافع جعلته بروح وطنية أن لبي النداء في حالة دعوته لخدمة الوطن .

 

لقد تم تعيين رجالات في مناصب متعددة، لكنها أساءت التدبير، وهذا ما حصل في التعليم العالي الذي احتل الرتبة 154 دوليا، ولا جامعة مغربية سجلت من ضمن العشرة الأوائل، بل فوق المائة.

 

إن إعطاء الفرصة والانفتاح على مغاربة الخارج وتعيينهم في المناصب العليا، بعيدا عن المحسوبية والزبونية الحزبية، متأكدون أن المغرب سيعرف تطورا جنبا للدول المتقدمة والمتحضرة، خاصة بعد نقل التجارب الموضوعية على أرض الواقع من خلال رجالات خدومة مستعدة للمساءلة، وتراهن على تقدم جامعاتنا وتحيين مسارها وفقا للبرامج التي تجعلها ضمن الأوائل وتنهض بطلابها في مصاف طلاب العالم .

 

كيف لا وتجربة ما يزيد عن 20 عاما كرسها الدكتور مصطفى صدوقي بين الجامعات الأمريكية وتدريس طلابها من مختلف الجنسيات، كفاءته جعلت المسؤولين الأمريكيين على المستوى التعليمي يفخرون بالمواطن الأمريكي من أصول مغربية ويقومون بدعوته في كل المناسبات تقديرا لما يبدله من عمل في سبيل جودة الجامعات الأمريكية.

 

الدكتور مصطفى صدوقي قيمة مضافة في التأليف، فرغم انشغالاته بالميدان العلمي والتعليمي الأكاديمي والجامعي، فقد خط بريشته كتابين حول الصحراء المغربية، فقد ترافع من خلال المضمون على أن يسوي حق الحدود ومشروعية السيادة في الأقاليم الجنوبية مؤكدا أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، وأن الجمهورية الوهمية في طريق مسدود، فلماذا يتجاهل مسؤولينا مثل هؤلاء من رجال ونساء، لهم ولهن ما ينفع البلاد والعباد، أم أن الانتماء السياسي داخل أحزاب المغرب أصبح واجبا للمرور إلى كراسي المناصب العليا؟

 

لا نريد مغاربة منقسمين كما يحلو للبعض، فالتجارب أكدت أن اللون السياسي له أثره على التعيينات والمناصب، وهذا الأمر جعل المواطن داخل البلاد يشعر بالحيف وعدم المساواة، وأن المهاجر المغربي بدوره يتألم من نفود الأحزاب واستقوائها وتحكمها في التعيين على المستوى الإنتخابي، فلا يعقل أن يصبح رجل تعليم رئيسا للجنة المالية في البرلمان المغربي لكونه محسوب على حزب سياسي وليس لكفاءته .

فعندما نتصفح السيرة الذاتية للدكتور صدوقي، نجده حائزا على براءة الإختراع في العلوم (الطاقة والصحة) وحاضر في العديد من المؤتمرات بالولايات المتحدة الأمريكية والدولية، وأكثر من ذلك ساهم في تأسيس 3 مؤسسات ناشئة في فطاعات التصميم الطاقة لأنظمة التدفئة والطاقة البديلة والتهوية ومختلفات.

 

وسنوافيكم في مقال جديد بأهم الجوائز الدولية المحصل عليها وشهادات التكريم من كبريات المؤسسات.