قضى عدد من المواطنين ليلتهم في المستشفى الإقليمي ابن امسيك بالدار البيضاء، وهم يلتقون العلاجات بعد تعرضهم لتسمم جراء تناول ما يعرف ب "الخبزة العجيبة".
وحلت السلطات المحلية بالمحل الذي تم تناول فيه هذه الوجبة المتكونة من البيض والأرز والكاشير والبطاطس والمايونيز، والذي يقع بتراب مقاطعة سباتة، قرب القيسارية، وذلك صبيحة يوم الخميس 5 شتنبر 2024، وبعد تفحص المحل تم إغلاقه، واقتياد صاحبه للتحقيق بشأن الوجبات المقدمة.
وتوافد على المستشفى بشكل متفرق زمنيا، حوالي 30 حالة، تترواح أعمارهم بين 16 و40 سنة، كانوا يشتكون من مغص على مستوى المعدة، وارتفاع درجة الحرارة، وقيء وإسهال، وهو ما أكدته الدكتورة اعتماد متواضع، مديرة المستشفى في تصريح لجريدة "أنفاس بريس"، مضيفة أن نصف الحالات تلقت العلاجات الأولية وغادرت المستشفى، في حين ما زال الباقي تحت المراقبة الطبية، في ظل وضعيتهم المستقرة.
ولم تفصح الدكتورة متواضع عن سبب هذه الأعراض الصحية، مؤكدة أن الأمر يتعلق بتسمم غذائي، لايعرف لحد الساعة مصدره.
زوجة أحد ضحايا "الخبزة العجيبة" أكدت أن زوجها، تناول هذه الوجبة يوم الثلاثاء 03 شتنبر 2024، وقضى ليلته وهو يتألم على مستوى بطنه مع إسهال وقيء، وفي اليوم الموالي توجه نحو المستشفى، "لنفاجأ بأن الأمر لايتعلق بحالة واحدة بل بالعشرات ممن تناولوا تلك الوجبة من نفس المحل"، تقول هذه السيدة، وهي تخرج للتو من غرفة العلاجات.
داخل المستشفى أعلنت حالة طوارئ، حيث تم استدعاء أطباء وممرضين قصد فحص هذه الحالات، رغم أن الأمر يتعلق بتسمم على مستوى بسيط، تقول الدكتورة متواضع، مستطردة بالقول أن الطاقم الطبي قام بواجبه، وكل الحالات هي تحت المراقبة الطبية، نافية في نفس الوقت ما يشاع حول وفاة أحدهم.
بمحيط المستشفى تجمع العشرات من المواطنين من مختلف الأعمار، غالبيتهم من أسر وعائلات الضحايا، وذلك وسط إنزال أمني مكثف..
كل الشهادات التي استقتها جريدة "أنفاس بريس"، أجمعت على أن مصدر التسمم هو وجبة "الخبزة العجيبة"، بمكوناتها المذكورة، مبدين شكوكهم حول مادة البيض أو "الموطار"، باعتبارها مواد سريعة انتهاء الصلاحية.
بالانتقال إلى محل هذه الوجبة، فإن جيران صاحب المحل أكدوا بأنه فتح محله منذ شهرين، وهو يقطن بتراب مقاطعة سيدي عثمان، ويشتغل فيه مع مساعده، ويقدم وجباته طيلة اليوم من منتصف النهار إلى المساء، وتناقضت الشهادات في ما يخص جودة ما يقدم، بين من أكد أنه ليلتها تناول هذه الوجبة، ولم يتعرض لأي تسمم، في حين أبدى أسفه عدد من جيران صاحب المحل، مطالبين بتشديد المراقبة على ما يقدم، وخصوصا على مستوى التخزين في درجة حرارة معينة.