استعادت الحياة الاقتصادية ديناميتها المعهودة بفضل المجهودات المبذولة لإصلاح وتأهيل الشبكة الطرقية المتضررة جراء زلزال الحوز، وذلك بعدما مكن تأهيل الطرقات من ربط جماعات ودواوير الإقليم بمختلف المراكز الحضرية، وتسهيل تدفق حركة الأشخاص والبضائع.
وساهم إصلاح الطرق، التي تمثل العصب الأساسي للنشاط الاقتصادي، بشكل كبير، في عودة الحركة التجارية وتعزيز الاقتصاد المحلي، خاصة الأنشطة السياحية، مما انعكس إيجابا على المقاولات المحلية والمهن الصغرى.
ويندرج، في هذا الصدد، مشروع تأهيل الطريق الوطنية رقم 7 الرابطة بين تحناوت وتارودانت، لاسيما المقطع الرابط بين ويركان وثلاث نيعقوب الذي يعد أحد الأوراش الأساسية للبرنامج الاستعجالي لإعادة تأهيل إقليم الحوز، بهدف إعادة بعث الدينامية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية في المنطقة.
وفي هذا السياق، قال رضوان آيت ديوان، صاحب مأوى سياحي في ويركان، إن "تأهيل الطرق ساهم في تعزيز السياحة بالمنطقة"، مشيرا إلى أنه "بفضل أشغال إعادة تأهيل وإصلاح الطرق، أصبح الوصول إلى المأوى أسهل بكثير وآمنا بالنسبة للسياح".
وأضاف آيت ديوان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "إعادة تأهيل الطرق مكننا من إعادة وضع نشاطنا السياحي في السكة الصحيحة، وتعزيز جاذبية المنطقة، وتقوية تدفق السياح نحو مناطق تتميز بمناظر جبلية جميلة وهادئة".
وأشار إلى أن بناء الطرق في المناطق الجبلية يمثل رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية في المنطقة، مما يمكن من فتح فرص جديدة أمام الشباب لإحداث مشاريع سياحية مبتكرة، مثل النزل البيئية، ومراكز المغامرات، ومشاريع الجولات الإرشادية".
ودعا، بالمناسبة، شباب المنطقة "إلى عدم الاستسلام من أجل تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، وعدم الانكسار أمام التحديات، واستخلاص الدروس والاستفادة من كل تجربة".
من جانبه، عبر رشيد بوتسافت، وهو حلاق ينحدر من جماعة ويركان، في تصريح مماثل، عن سعادته لرؤية المشاريع الطرقية الكبرى الملموسة المندرجة في إطار مجهودات إعادة الإعمار بعد الزلزال، مشيرا إلى أن الأشغال تتقدم بوتيرة جيدة.
وقال إن "الطريق الرابطة بين تحناوت وتارودانت كانت تشكل، في السابق، تحديا كبيرا بالنسبة لنا، خاصة في فصل الشتاء حيث تكون الوضعية سيئة بسبب الانقطاعات المتكررة الناجمة عن الأمطار الغزيرة"، مضيفا أن هذا المقطع الطرقي له أهميته الحيوية بالنسبة للتنمية السوسيو- اقتصادية بالمنطقة.
وعبر بوتسافت، الذي أشاد بجميع الذين ساهموا، من قريب أو بعيد، في وضع لبنات هذه الإنجازات، عن الأمل في استمرار هذا الزخم من المشاريع الواعدة، لاسيما في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة.