أكادير: موسم "إيموران" بأورير.. ملاذ عشّاق التّبوريدة والتّجارة والباحثات عن طرد نحس "العنوسة"

أكادير: موسم "إيموران" بأورير.. ملاذ عشّاق التّبوريدة والتّجارة والباحثات عن طرد نحس "العنوسة" صخرة "تامسوفت" ملاذ للفتيات العوانس الراغبين في تحقيق حلم الزواج، والحصول على "شريك الحياة"
على بعد نحو 17 كيلومترا شمال مدينة أكادير، وبمحاذاة الطريق الوطنية رقم 1، تتواصل فعاليات موسم "إيموران" السنوي، التابع إداريا للجماعة الترابية أورير، والذي يدوم ثلاثة أيام، (يختتم يوم الإثنين 2 شتنبر 2024)، عبر أنشطة التبوريدة والتجارة، صارت معه صخرة "تامسوفت" ملاذ للفتيات العوانس الراغبين في تحقيق حلم الزواج، والحصول على "شريك الحياة".
 
 
في جولة عبر موسم "إيموران"، فضاء للتبوريدة منظّم تشرف عليه الجماعة الترابية لأورير بمعية عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة والسلطات المحلية ومنظمين من شباب جمعيات المنطقة الغيورين، يستقطب أهالي المنطقة وزوارها من المصطافين، داخل المغرب وخارجه، وعلى مقربة منه، يقام رواق خاص بالتجارة التي تعرف بها المواسم التجارية والدينية في كل أرجاء المغرب، حيث المنتجات المجالية المحلية تسوّق، وسلع رخيصة تباع، وفواكه وحلويات تناسب مستوى الزبناء، مما قلّ ثمنه، وبحث المواطن عن "بركة الموسم فيه"، يشرح محمد بوني، أحد أبناء المنطقة في حيثه لـ"أنفاس بريس".
 
وغير بعيد عن موقع "التبوريدة و"السوق الشببي" المؤقت للتجارة، تستقطب صخرة "تامسوفت" (تجويف صخري تلتطم به الأمواج) صار ملاذا للفتيات العوانس اللواتي لم ينن حظهن من الزواج، فيكون الموسم السنوي لإيموران مناسبة للقدوم إلى الموقع، وهن الوافدات من داخل الجماعة الترابية لأورير وخارجها، ومن كل مناطق المغرب وحتى خارجها، يصدّقن بأسطوره مفادها، أن كل عانس، ينبغي أن تجلس على "التّجويف الصّخري" (تامسوفت) وتنتر أن تلطمها سبعة أمواج، حتى تطرد حظها العاثر من العنوسة، وتصير عروسا خلال الأيام المقبلة، وفي أقل من سنة".
 
 
زيارة لصخرة "تامسوفت"، تؤكد أن العشرات من الفتيات العوانس، بعضهن يرافقن أخوانهن أو أخواتهن، وبعضهن يرافقن الأمهات على وجه الخصوص بعضهن يستطلع المكان ويخجل في مباشرة المهمة لطرد النحس، وأخريات ينتظرن غروب الشمس لتجريب حظهن، علّهن يظفرن البركة، وآخريات، وهن كثر، ينتظرن بزوج فجر اليوم حتى وقت الضحي، حيث يغيب الرجال والشباب عن الموقع، ليباشرن المهمة في هدوء وراحة بلا ضجيج، هكذا تروي فتيحة، ذات الـ34 ربيعا لـ"أنفاس بريس".
 
 
وتعدّدت أصل "إيموران" (التي تعني العشاق بالأمازيغية) بين من ينسبها إلى قصة حب أسطورية جمعت حبيبين من المنطقة، تحديا كل العوائق في سبيل أن يجمع بينهما سقف واحد، وبين بطولة قبائل إداوتنان التي أبلت البلاء الحسن وانتصرت على البرتغاليين وطردتهم من هذه الصخرة التي شيد فيها يوحنا لويس قلعة لم تكتمل ولم يتبق منها أي أثر، حيث البطل في الأمازيغية يسمى "مورّان"، ورواية ثالثة تربط بالإسم البرتغالي للمنطقة إبان التواجد الاستعماري. حيث أن القرية معروفة بالبرتغالية باسم "بيم ميراو"، قبل أن يتم إجلاء البرتغاليين من القرية ثم إجلاؤهم بشكل كامل من أكادير في مارس 1541، والتي ما تزال آثار القلعة موسومة عليه.