التايب: وفاة المختار بنعبد لاوي.. لله ما أعطى وله ما أخذ

التايب: وفاة المختار بنعبد لاوي.. لله ما أعطى وله ما أخذ يونس التايب
تلقيت ببالغ الأسى والحزن، نبأ رحيل المثقف والمفكر المغربي الدكتور والأستاذ المختار بنعبدلاوي، الرئيس المؤسس لمركز الدراسات والأبحاث الإنسانية" مدى"... وأستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء ...
 
عرف الراحل، رحمه الله، بتميز نشاطه و سعيه المستمر للدفاع عن محورية الثقافة والفكر في دينامية بناء واقع وطني قادر على إنتاج شروط التنمية، يكون فيه الإنسان مستعدا للدفاع عن الهوية الوطنية مع القدرة على الانفتاح و التفكير بعقلانية، دون تنطع ولا انسلاخ تافه ولا تهافت بليد ...
 
كما كانت للفقيد مساهمات ملموسة في الحقل الجامعي وفي حقل المجتمع المدني، وهو يستحضر بقوة العلاقة الوثيقة بين الحقوقي والسياسي والفكري والنضالي المجتمعي، مؤمنا بضرورة وواجب التفكير العميق لاكتشاف عوامل القوة والاعتماد عليها لبناء الذات المجتمعية...
 
ومما كان يميز الدكتور العبدلاوي عن كثير ممن سواه من المثقفين، هو تشبثه بأمل كبير في إعادة إحياء الفضاء المغاربي، سياسيا وثقافيا واجتماعيا، عبر إعادة الحياة للتاريخ المشترك بين المملكة المغربية والجزائر لما فيه مصلحة الشعبين والدولتين ...
 
رحم الله الأستاذ المختار العبدلاوي وغفر له وأسكنه فسيح جناته... وخالص التعازي والمواساة لأسرته الصغيرة و لكل أصدقائه وطلبته ....
 
للأسف الشديد، في زمن كثر فيه التافهون و كثرت مظاهر الرداءة والعبث، تتهاوى كل يوم صروح ثقافية وفكرية أصيلة في وطننا برحيل عدد من مثقفينا وأصحاب الرأي المتميزين، في غفلة منا وربما دون أن ننتبه إلى فداحة الخسارة ...
 
لذلك، أتمنى أن ننتبه، وتنتبه السلطات المعنية، إلى أهمية تكريم كل مفكرينا و مثقفينا ما داموا احياء بيننا، وهذا التكريم مستحق على اختلاف وتنوع القناعات والمشارب الفكرية، حيث الأهم هو استثمار قدرات بعض أبناء وطننا على تحفيز الذكاء الفردي لبناء وعي حقيقي وذكاء جماعي، والاستفادة من إسهامات الجميع في بناء مغرب مدمج لكل أبنائه ...
 
نعم، لكل أبنائه لأننا نحتاج إلى جميع أولاد البلاد الذين يستعملون عقولهم في ما ينفع الناس، ويتتبعون الواقع و يتفاعلون معه، و يمارسون حرية الانتقاد الهادف ويساهمون في إنتاج حلول وأفكار، وهم في ذلك ملتزمون بالخط الوطني بصدق، ولا يشتغلون وفق أجندات خصوم الوطن، ولا يقبلون على أنفسهم التآمر أو الخيانة ...
 
ما عرفته عن الراحل السي العبدلاوي، رحمه الله، أنه كان واحدا من هؤلاء المثقفين الذين أحبوا المغرب وحلموا بمستقبل مشرق له و لأبنائه ...
 
إنا لله وإنا إليه راجعون...