محمد عزيز الوكيلي: وتبقى الجزائر فريدة.. بطل المعايير!!!

محمد عزيز الوكيلي: وتبقى الجزائر فريدة.. بطل المعايير!!! محمد عزيز الوكيلي
وقف رئيس الجزائر المنتهية ولايتُه في خطبة تدخل ضمن حملته الانتخابية، فتكلم عن فلسطين وكفاحه الشخصي من أجل نصرتها، وقال "إنه لن يتخلى أبدا عن فلسطين"... ثم أتبعها بالصحراء "الغربية" فأقسم "أنه لن يتخلى عن الشعب الصحراوي"، وأنه "سيظل يسانده حتى يؤسس دولته المستقلة"، فلم يفطن بذلك إلى أنه اعترف بعظمة لسانه بعدم وجود دولة اسمها "الجمهورية العربية الصحراوية"، لأنها لم تتأسس بعد حسب قوله!!
 
لكن، ما دخل فلسطين والصحراء المغربية في حملة انتخابية يفترض أن تُخصَّص للحديث عن منجزاته خلال العهدة المنتهية ومشاريعه المسطَّرة برسم العهدة الموالية؟!
 
ثم تحدث عن الاقتصاد، فصرّح بأن الجزائر "خرجت لتوها من التخلف"، وبأنها (ويالها من مصيبة) أصبحت الآن، أي بمجرد خروجها من التخلف، القوة الاقتصادية الثالثة عالميا (!!!)
 
والحال أنه لا يعلم أحد من العالمين، هل هي ثالثة بعد أمريكا والصين، أو بعد أمريكا وروسيا، أو بعد أمريكا وألمانيا، او أمريكا واليابان، أو كوريا الجنوبية، أو المملكة المتحدة، أو فرنسا، أو الهند وتركيا... والقائمة طويلة، علماً بأنه لا وجود للجزائر، ولو ضمن "العشرين الأوائل"، في كل إحصائيات وتقارير المنظمات الدولية المختصة، بل لا وجود لها حتى في طليعة قائمة اقتصادات إفريقيا والعالم العربي، باستثناء كونها مجرد "تاجر شنطة" يبيع الغاز والنفط ويستخدمهما في تسمين فئران البوليساريو على حساب شعب الجزائر المسطول، وفي عمليات ابتزاز تخدم نفس الفئران يعلمها الخاص والعام، أما على صعيد باقي مؤشرات النمو الاقتصادي فلا شيء يُذكَر!!!
 
سمعتُ أحد المؤثرين الجزائريين المقيمين خارج الجزائر والمحسوبين على المعارضة يقول: إن هذه الشطحة وحدها، يقصد "الاقتصاد الثالث عالمياً"، كفيلة بإسقاط اسم عبد المجيد تبون من لائحة المرشحين للرئاسة، لأنها تبصم على إصابة الرجل بمرض عقلي ونفسي ووجداني لا يليق بأي رئيس لأي دولة من دول المعمور أن يصطحبه معه إلى سُدّة الترشيح!!
 
والواقع أن هذا المؤثر معه حق، لأن القول بكون الاقتصاد الجزائري هو "الثالث عالميا" ينفي فعلاً وجود أيَّ انتماء لعبد المجيد تبون إلى أي فصيلة عاقلة مسؤولة ومكلّفة، ويجعله بالتالي "مرفوعاً عنه القلم" بكل ما تحمله العبارة من دلالات قادحة!!!
 
ما الذي يمكن ان يصف به المرء إنسانا كهذا يرشح نفسه لعهدة رئاسية ثانية في بلد وصل إلى أسفل سافلين في السياسة والدبلوماسيا والاقتصاد والثقافة... ولم يعد له أدنى حظ للنزول إلى أسفل من ذلك، اللهم إلا إذا كان النزول هذه المرة سيكون باتجاه سراديب "تحت أرضية" تعيش فيها أقوام سفلية لا علاقة لها بعالمنا، كما يذهب إلى ذلك ألقائلون بعوالم باطن الأرض!!
 
شخصياً، أعتقد أن الحد الأقصى للامسؤولية واللامعقول قد وقع تجاوزُه ولم يعد هناك سوى الهباء، وما فضيحة "مؤتمر تيكاد الياباني الإفريقي" ببعيدة، فقد شاهد العالم بأم أعينه وبالواضح والصريح عمّن نتحدث أعلاه، دولةً ورئيساً ومسؤولين وممثلين يُفترَض أنهم يقدّمون وطنهم بكل مكوناته ومقوّماته للعالم ولثقافات العالم... فأي صورة تلك التي التقطتها ووثّقتها الذاكرةُ العالمية والإنسانية عن ذلك الكائن الخرافي، الجزائري، الذي لا تشبهه في خُرافيته إلاّ ذاتُه؟!!
 
الأسئلة كثيرة ومتناسلة ولكن، بلا أدنى أمل في العثور على أي جواب يُشفي الغليل، ويجعلنا على الأقل نضع اسما أو وصفا مناسبا لشيء يعيش في عالمنا ويتقاسم معنا زماننا ويتحرك على مرمى حجر أو قاب قوسين منا أو أدنى... كان اسمه "الجزائر"؟!!
 
من يستطيع الإجابة فله منّي ألف ألف شُكر!!!
 
 
محمد عزيز الوكيلي، إطار تربوي.