لاشك أن ديبلوماسية البؤس التابعة لدولة الجوار الشرقي للمملكة المغربية، لن تتوقف عن مناكفة المغرب من خلال تجديد الدفاع عن حضور ممثلي الكيان الوهمي، في كل لقاء دولي تشارك فيه منظمة "الاتحاد الإفريقي". وبالمقابل، لن نتردد في الرد على ذلك "اللعب الصغير" وإفشال خطط أعداء المغرب والمغاربة.
لكن، لأن نظام الحكم في دولة الجوار الشرقي "ما عندو شغل" سوى التحريض ضد المغرب، في غياب مشروع سياسي تنموي حقيقي تحمله دولة الجوار وتستهدف به مواطني ذلك الجزء من شمال إفريقيا، لن تتوقف ديناميكية السوء التي يرعاها "الجيران" في جميع اللقاءات الدولية التي يدعى إليها الاتحاد الإفريقي و الدول العضوة فيه. وفي كل مرة، سنعيش أحداث "البلطجة" وستتجدد حملات التضليل المقيتة لممارسي الإعلام ب "منطق الضباع"، الذين يهللون لانتصارات وهمية بما يعتبرونه تسجيلا لنقطة، هنا أو هناك، على "المروك". وستستمر القصة و لن تتوقف. لذلك، وجب القطع مع "لعب السلاكط" الذي يقوم به كراكيز نظام الكراهية والعداء، عبر تحقيق نصر استراتيجي مزلزل ينسف أحلام زمرة السوء و العداء.
وفي اعتقادي، يتطلب تحقيق النصر الاستراتيجي المطلوب، توجيه مزيد من الجهود الديبلوماسية إلى الدول الإفريقية التي لازالت لم تتخلص من وباء التحريض الذي تمارسه الجزائر، من أجل تعبئتها في حملة طرد الكيان الوهمي من عضوية الاتحاد الإفريقي، على اعتبار أنه كيان شبح و ليس "دولة"، وأنه وهم يوجد في مكاتب وزارة الخارجية في دولة الجوار الشرقي للمملكة المغربية، وفي محفظات فريق "بودي جارد Bodyguard" بمرتبة سفراء و ديبلوماسيين تابعين لذات الوزارة.
بالمقابل، علينا وطنيا أن نعي أننا لسنا بصدد معركة هامشية، بل نحن في حروب ديبلوماسية لا تتوقف، يتعين أن نكثف جميعا جهودنا لقصف قلاع المتربصين والمتآمرين والأعداء، ونسف حصونهم في ساحات الديبلوماسية و الإعلام، لتنكشف حقيقتهم لكل شعوب القارة الإفريقية والعالم.
في هذا الباب، أعتقد أنه لم يعد ممكنا أن تجري المعارك التواصلية، فقط، عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر مقالات و مبادرات بعض المدونين وكتاب الرأي. بل، صار من الضروري أن يقوم الإعلام المغربي، بصفة خاصة الإعلام الرسمي، بجهود أكبر لتأدية دوره كاملا في تعزيز التعبئة المجتمعية، عبر تطوير أسلوب إخبار الرأي العام الوطني و الإفريقي، ونشر تفاصيل تحركات الأعداء، و تعزيز شبكة البرامج الحوارية لتأطير النقاش العمومي من أجل تحقيق التجند المطلوب.
إن معركة الدفاع عن مصالحنا و وحدتنا الترابية، هي معركة مقدسة نحتاج فيها إلى أكبر قدر من التعبئة الوطنية التي على الإعلام، العمومي والخاص، أن يلعب فيها دوره كاملا في الإخبار و نقل الصورة الحقيقية، والترويج لصوت الشرعية والمشروعية حتى يصل إلى كافة الشعوب الإفريقية.
بذلك، ستتعزز جهود الديبلوماسية، الرسمية و الموازية، وسيكون ممكنا خلق رأي عام إفريقي شديد الوعي أن طرد الكيان الوهمي من الاتحاد الإفريقي، أصبح ضرورة ملحة لتحرير المنظمة من فساد من أدخلوا إليها خلسة ليعيقوا تنمية القارة.