كريم بوعمران المرشح لرئاسة الحكومة الفرنسية، ولد وسط أسرة مغربية متواضعة سنة 1973 بفرنسا، ويرأس حالياً بلدية سان أوان، الواقعة على مدخل باريس الشمالي، في دائرة سين سان دوني.
هاجر والده مع أسرته إلى فرنسا ليعمل، كما الكثيرين من المهاجرين، في ورش البناء.
برز شغفه مبكرا بالسياسة وانخرط في الحزب الشيوعي، في عز قوته وهيمنته على غالبية المدن والضواحي المحيطة بباريس. سينتمي فيما بعد للحزب الاشتراكي.
قال في إحدى المقابلات التلفزيونية إنه بدأ بالمشاركة في المظاهرات منذ أن كان عمره 15 سنة.. نزل إلى الشارع لمساندة الساندينيين في نيكاراغوا وللمطالبة بإطلاق سراح نيلسون مانديلا...
انتخب عمران عضوا في المجلس البلدي لمدينته في سن الثانية والعشرين من عمره على لائحة الحزب الاشتراكي الذي كلفه لاحقاً بمهمات داخلية كثيرة؛ إذ عُين مسؤولاً عن قطاع المهن الحرة وبعدها عن قطاع التجديد، ثم ناطقاً باسم الحزب.
وباسم الحزب الاشتراكي، ترشح بوعمران لرئاسة بلدية سان أوان في عام 2014 التي ظلت طيلة 69 عاماً حكرا على الشيوعيين الذين خسروها لصالح اليمين.
قال عنه وليم دولانوي، الذي سبقه إلى رئاسة بلدية المدينة إنه "شخص محبب، يقتنص الفرص عندما تتوفر له، إلا أنه ليس انتهازيا وقد نجح في بناء نفسه من غير الاعتماد على الآخرين".
نجاح بوعمران في مساره السياسي جاوره توفقه المهني، حيث تخصص في الأمن السيبراني وشغل، في القطاع الخاص، مناصب رئيسية أكان في فرنسا أو في الولايات المتحدة التي عاش فيها لسنوات.
يقال عنه أيضا إنه يتقن فن التواصل والقدرة على جمع الأضداد، فضلاً عن كونه بسيطا في تعامله مع الناس.
ومنذ عام 2020، يرأس بوعمران بلدية سان أوان، التي يسعى على الدوام لتغيير صورتها وإنقاذها من التهميش والعنف.
في عام 2017، وبعد انسحاب برونو لورو، وزير الداخلية السابق والنائب المنتهية ولايته، الذي اعترف بالتوظيف الوهمي لبناته في المدرسة الثانوية في الجمعية الوطنية، رشح الحزب الاشتراكي كريم بوعمران كمرشح بديل يانيك تريجانس في الانتخابات التشريعية. حصلوا على نسبة 9.44% في الجولة الأولى ولم يعطوا أي تعليمات للتصويت في الجولة الثانية بين مرشح فرنسا المؤرقة ومرشح الجمهورية إلى الأمام.
كمرشح جديد في الانتخابات البلدية لعام 2020 في سان أوين سور سين، تعرضت قائمته للهزيمة بفارق ضئيل في الجولة الأولى من قبل عمدة UDI المنتهية ولايته ويليام ديلانوي. وفي الجولة الثانية، يوم 28 يونيو، فازت قائمة بوعمران بنسبة 38.1% من الأصوات. تم انتخابه بأغلبية 18٪ من الناخبين، في خضم أزمة كوفيد.
تميزت رئاسة بوعمران لبلدية سان أوين بعدد من التدابير، منها على الخصوص مكافحة انعدام الأمن بزيادة عدد ضباط الشرطة البلدية و فرض حظر تجول الساعة 10 مساءً على القاصرين غير المصحوبين بذويهم. وبشكل أعم، فهو يدافع عن مفهوم مدينة "آمنة، مسالمة، أخوية وبيئية. كما يهدف برنامجه إلى رفع المستوى التعليمي للأجيال الصاعدة.
في 24 نوفمبر 2022، سيتم انتخابه رئيسا للمجلس الإشرافي لشركة Société du Grand Paris (التي أصبحت في عام 2023 شركة والمشاريع الكبرى، وهي مؤسسة عامة تابعة للدولة مسؤولة عن إنشاء شبكة النقل Grand Paris Express، وهي وظيفة يقوم من خلالها بالنيابة عن أوليفييه كلاين، الذي تم تعيينه وزيرا منتدبا مسؤولا عن المدن والإسكان.
تبقى الإشارة إلى أن كريم بوعمران المرشح لرئاسة الحكومة الفرنسية هو متزوج وأب لثلاثة أطفال.