كلما بدأت أيام شهر غشت في الإنقضاء وإطلالة شهر شتنبر تقترب إلا وانتصب سؤال الدخول الإجتماعي ورهاناته كتمرين مجتمعي يروم ضخ نوع من الحيوية داخل دائرة النقاش العمومي، ويسعى إلى إثارة الإنتباه إلى ما يمكن اعتباره أولويات مجتمعية ضاغطة يتعين على الفاعل السياسي التقاطها والتفاعل معها.
والواقع أنه مند فترة طويلة، لم يعد لهذا التمرين من معنى أو جاذبية أمام رتابة اجتماعية وسياسية تكاد تكون شاملة؛ غداها تقاعس الفاعل الحزبي وعجزه عن تأطير الديناميات الإجتماعية وتحويلها لأفق للفعل والتفكير، واكتفى بالمساهمة ذات الطابع المناسبتي لقضايا لا يتحكم في برمجتها ولا في اختيار الأشكال التي تناسبه للمساهمة فيها، كما لم يعد لهذا التمرين من مغزى بالنظر إلى تلك السلطة المتوحشة لمواقع التواصل الإجتماعي، ولهذا التواطؤ المكشوف كي تواصل دورها في تعميم التفاهة و الإلهاء.
أتصور أننا أمام جدول أعمال مكتف، وأمام لائحة طويلة من الملفات لعل أبرزها مدونة الأسرة ومضامينها الجديدة، تصفية البيئة الحقوقية وتمنيعها ضد خطر العودة والانتكاسة، وضع حد لهذا الإرتفاع المهول لكلفة الحياة، وتوسيع سوق الشغل وتقوية جادبية الإستثمار لخلق الثروة الوطنية واقتسامها العادل، بعيدا عن شعارات الدولة الإجتماعية وخطاباتها الحالمة. فضلا عن خلق بيئة اجتماعية محفزة للعمل تقدم أجوبة شاملة للحاجيات، وتنهي مع منطق العناد والتفاعل الفئوي والاستجابة تحت ضغط الاحتجاج.
استحضر هذه القضايا وغيرها وأترقب دخولا اجتماعيا بقضايا عديدة ولكن بدون مدافعين عنها وكل دخول اجتماعي ونحن في انتظار.