النظام الجزائري لا يستطيع الحياة دون خلق معركة خارج البلاد ليشغل بها الرأي العام ويداري عن مشاكله الداخلية...إنه النظام الذي يشتغل ب"منطق الإدارة بالأزمات وليس بمنطق إدارة الأزمات" بتعبير الزميل المتألق والخبير في العلاقات الدولية د إدريس لكريني...فبعد أن فشل في نزع الصحراء المغربية من حضن أصحابها "! يتجه الآن صوب غزة من أجل تحريرها...أملي ان تسارع الدولة المصرية إلى فتح معبر رفح أمام جحافل الجيش الجزائري الجرار ، فالعالم في انتظار هذه اللحظة التاريخية التي هرمت من اجلها كل الدول...لقد أعلنها مدوية الرئيس تبون وإنها لكلمة هو قائلها: " افتحوا المعبر يا ناس" ومن الحماقة إهدار ما قال، وهو من هو، منقذ الشعوب، سالب العقول، محرر الدول و ضامن حق تقرير مصيرها ...لقد قرع طبول الحرب والجيش على أهبة الاستعداد، ولن يتراجع عن النزال ... رجاء افتحوا المعابر كي يشرع ثعالب الصحراء في معركة التحرير الكبرى لمحو بني صهيون من على الوجود وإلى الأبد ...
يقال -والعهدة على الراوي- إن جنود تبون الأشاوس المغاوير، لن يلقوا السلاح ، إلا بعد تحرير اوكرانيا وهم في طريق العودة، تأديبا لروسيا وتقويما لأخلاقها حتى يتحسن سلوكها مع ظاهرة عصره وسيد زمانه، الإمام المصلح والبطل المغوار، سيدي عبد المجيد تبون...
لكن، عندي سؤال لمعاليه الهمام، استقيته من تدوينة الصديق العزيز والباحث المعروف في قضية الصحراء المغربية سي أحمد نور الدين، هو إذا كان النظام الجزائري يهمه فعلا تحرير غزة ووجدانه بالكامل معها، لماذا إذن لم تقم الجزائر (جريا على عادتها) بسحب سفيرها من فرنسا التي سبق لرئيسها أن صرح بدعمه لإسرائيل في حرب الإبادة بغزة، قبل حتى ان تعلن اليوم موقفها الداعم لوحدتنا الترابية!؟ هل مشكل الصحراء -الذي لا شأن لها به أصلا- أهم لديها من قضية غزة!؟ لماذا سكاكين نظام العسكر حادة فقط على المغرب دونا عن سواه!؟ ليس لهذه المزايدة إلا تفسير واحد، هي أن هم النظام الجزائري منصب على الصحراء وعلى إستعداء شعبه ضد المغرب ولم يكن همه يوما على غزة، و إن ادعى عكس ذلك، ها هي الوقائع شاهدة تكذب ادعاءاته... لقد صارت مأساة إخواننا في غزة، مطية يركبها تبون في بهلوانيته الانتخابية المضحكة، هو الذي قام بقمع كل الحالمين بمنافسته على الزعامة، وصدق من قال إن شر البلية ما يضحك، و "كون كان الخوخ يداوي كون داوى راسو"..وها انت سي تبون بين لينا حنة يديك...و ابدأ اولا بسحب سفراءك من كل الدول التي تدعم حرب الإبادة في غزة انسجاما مع قناعاتك المزعومة، في انتظار ان يسارع النظام المصري بفتح معبر رفح، استجابة لدعوتك و إيذانا بدخول جندك إلى أرض فلسطين دخول الفاتحين..
رشيد لبكر، كلية الحقوق جامعة شعيب الدكالي بالجديدة