قال رشيد أوراز، رئيس المعهد المغربي لتحليل السّياسات، إن " الشّعبوية مضرّة، ويكون ضررها قاتلا لما تكون ضدّ المنطق وضد أبسط القواعد السلوكية والاجتماعية".
هذا التعليق جاء ردا على الحملة التي تستهدف رجال التعليم الذين سيشاركون في عملية الإحصاء كباحثين ومراقبين، لأنهم سيحصلون على تعويضات مقابل ذلك، أي "يعني سيحصلون على تحفيزات مالية. وبالتالي فالذي يحركهم هو الحافز المالي، يا له من اكتشاف عظيم!! "
وعلى هامش وصف عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، للأساتذة بــ "العطّاشة"، على خلفية مشاركتهم في الإحصاء العامّ للسكان والسكنى لشهر شتنبر 2024، تساءل الدكتور أوراز: " وما الحافز الذي يحرك الآخرين ؟! وما هو الدافع الذي يحرك البقّال، والتّاجر والطّبيب والسّياسي والمغنّي والصّيدلاني وغيرهم الكثير؟!!.
ثم، كيف يمكننا أن نقنع كفاءات وأشخاصا متعلمين، استثمروا كثيرا في أنفسهم، وأنفقوا أموالا وسنوات مقابل ذلك للمشاركة في هذه العملية؟
وشدّد المتحدّث على أنّ "النظر إلى عملية الإحصاء كسبب لتحصيل بعض المال هو نظر قاصر، ورؤية شعبوية، ومحاولة لخلق نقاش من لا شيء. هذه العملية التي تجرى كل عشر سنوات هي الطريقة الوحيدة لإعادة تحيين البيانات العمومية والمعطيات للمساعدة على وضع سياسات عمومية أكثر كفاءة وجودة".
واعتبر الباحث أوراز، أن "عملية الإحصاء لا تقل أهمية عن التعليم، وخصوصا التعليم الموجه لأبناء الفقراء. وحسب معرفتي فالمشتغلون بالتدريس هم الأكفأ لملء استمارات الإحصاء العام وتدبير هذه العملية، بالنظر لمستواهم التعليمي الجيد وكفاءتهم التواصلية الأفضل ومعرفتهم الواسعة بالمجالات التي يشتغلون فيها. ولأنه لا يمكن إجراء هذه العملية خلال شهر غشت حيث العطلة الصيفية فلا يوجد تاريخ أفضل من شهر شتنبر".
أما من حيث اكتساب الخبرات المهنية، فيشرح الباحث أوراز قائلا: "قد تكون عملية الإحصاء مفيدة للمشاركين فيها من المدرسين، حيث ستزيد من معرفتهم بالأوساط الاجتماعية التي يأتي منها تلاميذهم، وربما ساهم ذلك في تجويد عملية التدريس بدورها."