وجه الإعلامي والباحث عبد الله بوشطارت، ابن بلدة مستي في أيت باعمران، رسالة إلى عامل إقليم سيدي إفني الحسن صدقي يلتمس فيها التراجع عن تنظيم مهرجان ضخم للمنتوجات المجالية، أياما بعد تنظيم مهرجان سابق كبير في يوليوز الماضي، في وقت تئن فيه حاضرة وبوادي أيت باعمران من العطش والماء، في ظل التدهور الكبير الذي حصل في سلاسل الإنتاج المحلي والمجالي، بسبب الجفاف والتغيرات المناخية والهجرة القروية وتعسفات الرعاة الرحل، فلم تعد ساكنة الإقليم قادرة على انتاج المواد والمنتوجات التي كانت تزخر بها المنطقة؛ من عسل وأرگان وسمن وغيره".
وشدّد الباحث بوشطارت، في رسالته إلى عامل إقليم سيدي إفني، توصلت "أنفاس بريس" بنسخة منها، أنه "تنفيذا لمضامين الخطابات الملكية السامية، خاصة خطاب ذكرى عيد العرش لهذه السنة، الذي خصصه الملك لقضية الماء لما لها من أهمية بالغة في حياة المواطنين واقتصاد البلاد، وتبعا لمخرجات لقاءات واجتماعات رسمية كثيرة، على رأسها اجتماع وزير الداخلية ومسؤولي المؤسسات العسكرية والأمنية مع الولاة والعمال، على هامش حفل الولاء بمدينة تطوان، حث فيه الوزير رجال الإدارة الترابية وممثلي الدولة جهويا واقليميا ومحليا، على التنزيل الأمثل والتطبيق الأفضل وبوثيرة أسرع للتوجيهات الملكية السامية التي جاءت في خطاب العرش؛ لاسيما أزمة الماء والإجهاد المائي والحرص الشديد على خدمة المواطنين والإنصات لهم، وتوفير الماء الصالح للشرب، لساكنة المدن والقرى والمداشر والدواوير النائية، بعد توالي سنوات الجفاف".
ولم يفت الإعلامي بوشطارت مخاطبا عامل سيدي إفني بقوله: لا نشك في حرصكم الشديد على خدمة المواطنين والإنصات إلى همومهم، ووقوفكم على تنفيذ وتتبع المشاريع التنموية بإقليم سيدي افني حاضرة وبادية، من الساحل إلى الجبل، غير أنه، وباعتبارنا أحد أبناء الإقليم، الغيورين على تنميته بمقاربة شمولية تضع الإنسان في صلب الفعل التنموي، ووعيا منا بأهمية التنشيط الثقافي كرافعة تنموية واجتماعية أساسية في الدينامية الاقتصادية، فإنه، نرى تنظيم مهرجانين في أقل من شهر بمدينة صغيرة مثل سيدي إفني تعوزها الكثير من البنيات والفرص، يعد فكرة غير سليمة، لاسيما وأن المهرجان الثاني المزمع تنظيمه بعد أيام قليلة، وُضع له عنوان " مهرجان تثمين المنتجات المجالية والتنمية السياحية"، وهو الذي كان يسمى مهرجان الصبار في النسخ السابقة".
ونبّه الباعمراني بوشطارت، في رسالتة لعامل سيدي إفني صدقي إلى أن "إقليم سيدي افني عانى من استمرار سنوات الجفاف لما يربو عن ست سنوات متتالية. وتعلمون أيضا ما حصل لفاكهة الصبار من فتك تام بسبب الحشرة القرمزية، وهي المنتوج الوحيد والأول في المنطقة والأكثر انتاجا على الصعيد الوطني، وفرة وجودة، كما تجدر الإشارة إلى التدهور الكبير الذي حصل في سلاسل الإنتاج المحلي والمجالي، بسبب الجفاف والتغيرات المناخية والهجرة القروية وتعسفات الرعاة الرحل، فلم تعد ساكنة الإقليم قادرة على انتاج المواد والمنتوجات التي كانت تزخر بها المنطقة؛ من عسل وأرگان وسمن وغيرها، فالإقليم يتموقع في منطقة تمتاز بسيادة مناخ صحراوي جاف يزداد قحولة باستمرار".
وسار إلى أن "وسم مهرجان لتثمين منتجات مجالية وللتنمية السياحية؛ في مجال ترابي قروي وجبلي لم يعد قادرا على انتاج اي منتوج طبيعي ومحلي ومجالي؛ ليس فكرة صائبة؛ فإذا كانت شجرة أرگان هي ميزة هذا المجال بالأساس ؛ فوجب التذكير بأن جماعة لخصاص تعرف تنظيم مهرجان مهم حول أرگان وتم اختتام دورته الخامسة يوم أمس؛ كما يتم تنظيم مهرجان آخر في جماعة تيغيرت بنفس الاسم والتيمة، مهرجان أرگان، وهي جماعات تنتمي لإقليم سيدي إفني".
ولم يتوقف تشريح بوشطارت مما تعاينه حاضرة أيت باعمران من معاناة، بل عضّدها بما تئن منه اليوم من "صعوبات الحصول على الماء لتروي عطشها، وما يعيشه الإقليم من إكراهات تنموية من قلة البنيات والفرص، وصعوبة الولوج إلى الخدمات الاجتماعية العمومية وتفشي البطالة واتساع دائرة الفقر ومحدودية القدرة الشرائية الناتجة عن غلاء الأسعار جراء التضخم؛ ولتلك الاعتبارات وأخرى، حيث نرى أن تنظيم مهرجان تثمين المنتجات المجالية والتنمية السياحية، خاصة بعد تنظيم مهرجان كبير في يوليوز الماضي بنفس المدينة وبنفس المكان، يعد فكرة غير مجدية وغير سليمة ولن تكون لها نتائج مرضية وملموسة على الواقع المعيش للمواطنين".
وشدد الباحث والإعلامي الباعمراني على أنه " يلتمس من العامل توجيه ميزانية هذا المهرجان الضخم، في سبل إعادة إنتاج واستدامة الموارد والمنتوجات المجالية عن طريق دعم الفلاحين الصغار وتحفيزهم على الاستقرار في البوادي وسفوح الجبال؛ وفي تعزيز البنيات المائية بالإقليم عن طريق حفر آبار جديدة وتعزيز أسطول الشاحنات الصهريجية بالإقليم لتزويد ساكنة البوادي بالماء بأثمنة مناسبة ومحفزة، وبناء النطفيات وتعزيز شبكات تزويد الدواوير والمراكز السياحية بالماء مثل ميرلفت والكزيرة وافني وسيدي وارزگ وغيرها باعتبارها مناطق جذب سياحي خلال الصيف. فالحق في الماء هو حق في الحياة"، تشرح رسالة عبد الله بوشطارت.