13 غشت.. الذكرى 27 لرحيل القائد اليساري علي يعتة

13 غشت.. الذكرى 27 لرحيل القائد اليساري علي يعتة الفقيد علي يعتة
في مثل هذا اليوم من غشت 1997 رحل علي يعتة، المناضل المغربي اليساري، والقائد التاريخي لحزب التقدم والاشتراكية (الحزب الشيوعي المغربي سابقا).
 
بدأ الراحل علي يعتة نشاطه كعضو في خلايا الوطنيين المغاربة المناهضين للاستعمار الفرنسي، وأحد قيادات الكتلة الديموقراطية التي تزعمت المطالبة بالإصلاح، والديموقراطية في المغرب في تسعينيات القرن الماضي.
 
 
 المولد والنشأة:
ولد علي يعتة في 25 غشت 1920 في مدينة طنجة من أب جزائري الأصل ينحدر من منطقة القبائل بالجزائر الفرنسيةً استقر بالمدينة في 1911، وأم من منطقة الريف شمال المغرب. في تلك الفترة كانت طنجة -بحكم التقسيم الاستعماري- تخضع لنظام إدارة دولي.
 
 
الدراسة والتكوين:
على غرار جل أقران ذلك الجيل، التحق علي يعتة في الرابعة من عمره بكتاب قرآني لحفظ القرآن، وتعلم الأصول الأولى للقراءة والكتابة. وفي الثامنة من العمر، انضم إلى المدرسة الابتدائية الفرنسية العربية بمدينة طنجة.
 
وفي 1933 انتقل صحبة عائلته إلى مدينة الدار البيضاء، حيث التحق بثانوية ليوطي التي كانت واحدة من أشهر مؤسسات التعليم الحديث في البلاد. وبالنظر إلى ضعف الحيز المتاح للغة العربية، فقد تابع دروسا إضافية على يد بعض المعلمين الذين عرفوا بصلاتهم مع الحركة الوطنية.
 
في 1942 حصل على شهادة الدراسات التطبيقية العربية من كلية الآداب بالجزائر، وحصل في العام الموالي على شهادة أصول العربية من الجامعة نفسها.
 
 
الوظائف والمسؤوليات:
شغل علي يعتة عضوية في سكرتارية الحزب الشيوعي في المغرب في 1945 إلى جانب عدد من المناضلين ثم انتخب أمينا عاما للحزب الذي غير إسمه إلى الحزب الشيوعي المغربي.
 
بعد حل الحزب الشيوعي المغربي في السنوات الأولى للاستقلال تولى يعتة في 1968 منصب الأمين العام للحزب الجديد الذي حمل إسم "حزب التحرر والاشتراكية" بعد المؤتمر الثالث للحزب الذي انعقد بشكل سري. وتغير إسم الحزب مرة أخرى في 1974، وأصبح تحت إسم "حزب التقدم والاشتراكية". وانتخب الراحل سي علي أمينا عاما للحزب.
 
كان علي يعتة بالموازاة مع نشاطه السياسي صحفيا، إذ تولى إدارة، و تحرير جرائد الحزب منذ نسأته في الأربعينيات، كما انتخب الراحل نائبا برلمانيا في 1977 إلى حين وفاته سنة 1997.
 
 
المسار السياسي:
بدأ علي يعتة نشاطه عضوا في خلايا الحزب الوطني بالدار البيضاء بداية الأربعينيات قبل أن يلتحق عام 1943 بالحزب الشيوعي المغربي الذي كانت تسيطر عليه النخب الفرنسية، متحمسا بأنباء انتصارات الجيش الأحمر على جيوش هتلر في ستالينغراد.
 
أسهم علي يعتة ابتداء من منتصف الأربعينيات في تعزيز تمثيلية المناضلين المغاربة في الحزب حيث وصل إلى السكرتارية الوطنية للحزب، ليقدم بنفسه في صيف 1946 تقريرا سياسيا للجنة المركزية يطالب فيه بإنهاء "الحماية الفرنسية"، وإنشاء جمعية وطنية تأسيسية.
 
تعرض الراحل للسجن في أيام الاستعمار وبعد الاستقلال على السواء. فقد زجت به سلطات الاحتلال في السجن بالدار البيضاء والجزائر ومارسيليا وباريس، وعرف بعد الاستقلال زنازين المعتقل الشهير "درب مولاي الشريف" بالدار البيضاء، وسجن "العلو" بالرباط.
 
قاد حزبه في ظروف، ومنعطفات صعبة يظل أهمها خلال فترة حل الحزب، حيث حافظ على قاعدة الحزب وصولا إلى صيغته الجديدة باسم "حزب التحرر والاشتراكية"، ثم "حزب التقدم والاشتراكية"، وعمل عبر هذه المنعطفات على تكييف مواقف الحزب، ومرجعياته مع الواقع السياسي المغربي الأمر الذي جعله يتجنب مصير الكثير من الحركات الراديكالية ذات النهج الماركسي اللينيني.
 
دفع في اتجاه مشاركة الحزب في حركة المطالبة بالديموقراطية في إطار العمل المؤسساتي داخل البرلمان، وفي أواخر عمره، هيأ الأرضية المذهبية على مستوى حزبه للمشاركة في حكومة التناوب التوافقي التي أكملها خلفه في رئاسة الحزب إسماعيل العلوي.
 
ورغم أن حزب التقدم والاشتراكية كان محدود القاعدة الجماهيرية، والتمثيلية البرلمانية مقارنة مع ما يسمى بمجموعة "الأحزاب الوطنية الديموقراطية" مثل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال، فإن علي يعتة عزز حضور الحزب بنشاطه على المستوى الإعلامي مديرا لصحف الحزب، والبرلماني نائبا عرف بنفسه الخطابي، وفصاحته، وصوته الجهوري على منبر المؤسسة التشريعية.
 
المؤلفات:
خلف علي يعتة بعض المطبوعات بينها "بعد تحرير الجزائر، مراحل توحيد المغرب العربي" سنة 1962، ثم "الصحراء الغربية المغربية" الذي صدر في 1973، و"من أجل انتصار الثورة الوطنية الديمقراطية" الصادر في 1975.
 
نضالات وراء القضبان. وعدد من الكتب تهم مواقف الحزب من عدد من القضايا كالصحراء المغربية والامازيغية.
 
الوفاة
توفي علي يعتة يوم 13 غشت 1997 إثر حادث سير بالدار البيضاء.