تُعدّ ظاهرة سرقة أملاك المواطنين رغم تحفيظها بما يضمن تأمينها. تخصّصا تمتهنه مافيا العقارات؛ فقد استشرى الأمر في البلاد حتّى بتنا نخشى على "بهائم" الفلّاحين في القرى والبوادي، ونوصيهم بتسجيلها والتّحوّط لكلّ شيء، والحذر من هذه المافيا التي لم نجد نحن المتضررين السّبيل إلى محاربتها، ناهيك عن إيقافها والمحافظة على أملاكنا.
بات الجميع عرضة للخطر، وباتت الأملاك سهلة النّهب. فالاستيلاء عليها يحصل بالحيلة واستغلال الثّغرات القانونيّة التي توسّعها الرّشوة والفساد الإداريّ وانعدام الضمير..
فالاستيلاء على عقّارات الغير، تتمّ بوسائل قانونيّة، أو عن طريق جهات نافذة لها دراية واسعة بالقانون، ولهم معرفة بطرق اشتغال الجهات المخوّلة بكتابة العقود وتحفيظها، وكلّ ذلك يتمّ بتعاون مع بعض المهنيين الذين ُيعبدون طرق التّرامي وتسهيل عمليّات الاستيلاء على عقّارات المواطنين التي وجدت في وضعيّة قانونيّة، متأرجحة استمرّت عقودا من الزّمن!..
إنّ العصابات المتخصّصة في الاستيلاء على عقّارات الغير؛ تقوم باستغلال المعلومات والمعطيات الخاصّة المتعلّقة بأملاك المواطنين من أجل التّزوير والتّرامي على ممتلكات مغاربة العالم والأجانب..
فإلى متى سيستمر هذا الظّلم في بلد عُرفت دولته بتطبيق القانون وإرساء الحقّ والعدالة؟.
من يوقف هذا العبث المسيء لبلد تميّز في القارة السّمراء بحسن أداء أبنائه في كلّ المجالات، ولا سيّما الرّياضيّة منها، حتّى نافس أبطالها طليعة دول العالم!؟..
نناشد المسؤولين الغيورين، العمل على إيقاف هذه المهزلة بالضّرب على أيادي الفاسدين، فإنّ إفسادهم يؤثّر على الأداء وعلى المعنويّات؛ فإنّه لا أخطر على المواطنين الشّعور بغياب الأمن، وليس في الأخلاق ما أذمّ من السّرقة وأكل المال بالباطل.
قال الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلّم محدّثا كعب بن عجرة: (يا كعب بن عجرة الصّلاة قربان، والصّوم جنّة، والصّدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النّار، يا كعب بن عجرة لا يدخل الجنّة من نبت لحمه من سحت، النّار أولى به).
خافوا ربّكم، وأخلصوا لوطنكم، واهربوا من الحرام هروبكم من النار، وتوقفوا عن هذا العبث؛ وكونوا سندا لقائدنا الحريص على السّير بالبلاد نحو التّقدم والرُّقي والازدهار.