رشيد لبكر: الصدمة الأولمبية.. نحو سياسة عمومية بديلة لتدبير الشأن الرياضي

رشيد لبكر: الصدمة الأولمبية.. نحو سياسة عمومية بديلة لتدبير الشأن الرياضي رشيد لبكر

لم أقف كثيرا عند النتائج الصفرية التي خرجت بها المشاركة المغربية في الألعاب الأولمبية ولم تثر هذه الحصيلة المؤسفة استغرابي. لقناعتي بأن المسألة تحصيل حاصل والحصاد مجهود عمل وليس انتظار للذي يأتي ولن يأتي ...

 

مشاركتنا تساءل السياسات العمومية المنجزة في المجال الرياضي، والتي لا تحتاج إلى جهد استقصائي للكشف عن ضعفها وبيان عورها، يكفي طرح السؤال عن عدد الملاعب الرياضية المنجزة في كل جماعة - حتى لا نقول في كل درب أو مركز حضري- لنعرف الجواب...لا شيء. فمن اين لنا الحلم بالميداليات وقد علمنا ان السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة...أما الجامعات فقضية أخرى، ومن موقعي كمواطن اتساءل: ما أدوارها ومن أصحابها وكيف وفي ماذا تنفق الدعم الذي تتلقاه منا نحن معشر الملزمين بالجباية....

 

مشاركة المغرب في أولمبياد فرنسا تقتضي فتح ملف الرياضة في بلادنا، لاسيما وأن الرياضات لم تعد في عالم اليوم، مجرد تسالي وألعاب للفرجة بل صارت أوراقا دبلوماسية على غاية من الأهمية ومخطئ من استهان بها واستهتر بأدوارها وأثرها على دينامية النشاط بالبلاد في شتى المجالات ...

 

الرياضة، أيضا، ميزانيات ضخمة وانشغال حكومي وسياسات عمومية وخيارات وطنية يجب التخطيط لها ومساءلة المعنيين بها عن النتائج المحققة وعن دواعي الفشل والإخفاق، وانظروا، عندما حظيت كرة القدم بالعناية اللازمة وحمل الأمر فيها على محمل الجد قفزت في بلادنا من حال إلى حال...

 

المطلوب اذن شن عملية تطهير شاملة في قطاعات الرياضات وتجفيف ينابيع الريع وتنحية الفاشلين ثم العمل على إسناد المسؤولية إلى اصحابها ومحاسبة من كان السبب في هذا الهوان الاولمبي...الرياضة أخيرا، التزام وعمل وتخطيط ومثابرة وقيادة ثم حظوظ متساوية... وقديما قال الغيوان: " ماشي بصياح الغراب تطيح الشتا...والله ما قفلنا إلى فورنا"...كل الدعم والتشجيع لفريقنا الوطني الذي أنقذ ماء وجهنا...