ظهور الوباء
انتشر داء " بوحمرون" كالنار في الهشيم بإقليم فجيج، فحسب الأخبار التي وصلتنا من بعض المصادر فإن الوباء انتشر في عدة جماعات ودواوير ولم يسلم من الإصابة الصغار والكبار في السن.
وتجدر الإشارة إلى أنه أمام اختلاف المعطيات كان لا مناص من ربط الاتصال بفاعلين مدنيين ميدانيين بعين المكان للبحث عن المعلومة قصد تنوير الرأي العام ومده بكل المستجدات في حينها.
والملاحظ أن أغلب المناطق التي انتشر فيها الوباء تتسم بارتفاع نسبة الأمية، واستقحال الفقر المدقع وسط الساكنة. وهو ما اكدنا عليه في مناسبات متعددة.
حجم انتشار الوباء
أكدت كل المصادر التي اتصلنا بها حقيقة الخبر، واجمعت على أن الوباء انتشر في أربع جماعات من إقليم فجيج وهي: بوشاون وبومريم وبني تجديت وتالسينت. وينتشر بشكل ملفت في بعض الدواوير مثل :ايت عبدالله وكرابة وتيغزراتين وعافية والصليان وبريشكول وغيرها من الدواوير والأحياء الفقيرة.
وحسب مصادر حقوقية من عين المكان فقد تم تسجيل بعض الوفيات في صفوف الأطفال في الصليان وبني تدجيت وتالسينت وحالات تم نقلها إلى بوعرفة،، سنعمل على تجميعها ونشرها بعد التأكد من صحتها.
تزامن استفحال الوباء مع زيارة وزير الصحة
من مكر الصدف أن يتنامى عدد الإصابات بالوباء بعد زيارة وزير الصحة والحماية الاجتماعية لتالسينت وتدشينه لمستشفى القرب يوم 24 يوليوز 2024 ، وفي هذا السياق استغرب مصدر طبي وأكد أن الزيارة كانت عبارة عن ضحك على الذقون، لأنه لا معنى لتدشين مستشفى القرب بتالسينت دون توفير الموارد البشرية الكافية، ولا معنى لتدشين مستشفى بتالسينت واستمرار نقل المصابين إلى بوعرفة، علما أن هذا الوباء معدي وسريع الانتشار، وكان من الأجدر تطويقه ومحاصرته في بؤر انتشاره الأولى.
قطاع الصحة لم يقصر من مجهوداته ولكن ...
ودائما حسب نفس المصادر المختلفة التي اتصلنا بها، فإن قطاع الصحة إقليميا ومخليا قام بحملة تحسيسية في أواخر شهر مارس 2024 باشراك المجتمع المدني، حيث تم نشر الملصقات وتوزيع المطويات، بيد أن هذه الحملة لم تحقق الأهداف المرجوة منها، أي دفع المواطنين والمواطنات وخصوصا الأطفال للتلقيح. أن المديرية كما تضيف نفس المصادر المطابقة حذرت من وقوع الوباء قبل ظهوره، لكن أمام انتشار الجهل والأمية فقد تم رفض التلقيح، خصوصا وأنه انتشر في أوساط الناس أن هذا التلقيح هو تكملة لتلقيح" كورونا". وهذا ما جعل الغالبية تحجم عن التلقيح.
استئناف التلقيح من جديد
أمام هذا الانتشار الملفت للوباء بالجماعات المذكورة تحركت الجهة المختصة قصد تلقيح الأطفال والكبار في الدواوير المعنية، وهو ما يستدعي:
استنفار كل الطاقات والامكانيات البشرية واللوجستيكية للوصول إلى كل طفل وكل كبير غير ملقح؛
- تفعيل سيارات الوحظات المتنقلة والسيارات الرباعية الدفع لهذه الغاية؛
- ضرورة خروج الجهات المسؤولة عن صمتها ومد الرأي العام بكل المعلومات المطلوبة حول الوباء وحجمه، تفاديا لانتشار كل الأفكار المغلوطة.
الصديق كبوري/ فاعل حقوقي