وجهت جمعية رعاية مقبرة سيدي بوجبارة بتزنيت طلبا للتدخل ورفع الضرر إلى كل من وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وعامل إقليم تيزنيت حول الوضعية الحالية لبعض مساجد المدينة العتيقة بتيزنيت إضافة إلى بعض المقابر المغلقة في وجه دفن موتى المسلمين.
وأوضحت الهيئة في رسالتها أنه "بخصوص المساجد المتواجدة بالمدينة القديمة لتيزنيت، فإن الأمر يتعلق بمسجدين من اقدم المساجد التي بنيت بمدينة تيزنيت على وجه التحديد (مسجد آيت امحمد وهو أول مسجد بني في تاريخ المدينة العتيقة تيزنيت ومسجد إداكفا المعروف بمسجد للازنينية بجوار العين اقديم وله ارتباط وثيق بقصة وتاريخ مدينة تيزنيت، ذلك أن هذين المسجدين تم اغلاقهما في وجه المصلين منذ سنة 2017 بموجب قرار عاملي عدد 2027/02 مؤرخ في 2027/05/25 قصد اتخاذ اجراءات بغرض الاصلاح والترميم، ومنذ ذلك الاغلاق والساكنة تشتكي باعتبار هذا المرفق حيويا في الحياة اليومية فبالإضافة إلى دور المسجد في أداء الشعائر التعبدية الدينية يلعب مسجد الحي أدوارا مهمة أخرى كتعليم القرآن الكريم وتحفيظه وتجويده، وكونه فضاء البرامج محو الأمية التي تشرف عليها وزارتكم كما أن للمسجد أدوار اجتماعية ودينية اخرى تخص المواسم الدينية المعروفة منذ القدم بمدينة تيزنيت وعلى رأسها الموسم السنوي الديني الصوفي للولتيتيين، والذي يعتبر مسجد ايت امحمد من الاماكن التي اعتاد الوافدون اتخاذه مزارا للقيام والذكر والمبيت طيلة فعاليات هذا الموسم بتيزنيت.
وأكدت رسالة الجميعة أنه " خلال شهر رمضان من كل عام والذي يعتبر محطة دينية خاصة تزداد معه معاناة الساكنة، وتضطر مع هذه الوضعية إلى التنقل إلى مساجد بعيدة عن أحيائها لأداء الصلاة والتراويح وقد ازداد استياء الساكنة مع بطء الاشغال السابقة التي تمت مباشرتها بعد ابرام صفقة الاصلاح والترميم التي توقفت منذ مدة دون بلوغ المأمول ليتم إغلاق أوراش الاشغال ووفقها نهائيا لأسباب لا نعلمها، وأيا كانت فقد طال زمن الانتظار أكثر من اللازم فتحولت بعض جنبات المسجدين إلى نقط سوداء للنفايات وتجمع المتسكعين.
وأمام هذا الوضع، يشرح مسؤولو الجميعة، " لا يسعنا سوى التوجه إلى سيادتكم للنظر في شان هذين المسجدين والتعجيل بإنجاز أشغال الاصلاح والترميم آملين منكم تحقيق طلب الساكنة التي تنتظر على أحر من الجمر بإتمام الاشغال وفتح المسجدين بعد طول انتظار."
اما بخصوص المقابر تقول الجمعية، " نخص بالذكر "مقبرة سيدي عقوب" الملاصقة للمسجد الكبير جنوبا و"المقبرة المنسية" الواقعة بحي اضلحا شرق مقبرة سيدي عبد الرحمان أو كما هو متعارف عليه بتيزنيت بـ " بين المدائن" أي شرق الطريق الذي يفصل بين المقابر. هاتين المقبرتين لا يسمح بالدفن بهما لموتى المسلمين بمدينة تيزنيت وهكذا كانت شهادات تم استقراؤها من بعض الشهود من مسني ساكنة أحياء المدينة العتيقة عن عمر يناهز التسعين سنة، حيث لم يذكر أحد منهم أن جنازة توجهت للمقبرتين قصد الدفن، فرغم امتلاء المقابر الأخرى بالقبور وصعوبة ايجاد مكان للدفن بها نجد هاتين المقبرتين في وضعية "ممنوع الدفن، مما يستدعي تدخل سيادتكم والتنسيق مع المجلس العلمي قصد تصحيح هذه الوضعية وفتح المقبرتين امام دفن موتى المسلمين إضافة إلى ضرورة إدراج ضريح سيدي عقوب ضمن برامج الاصلاح واعادة تهيئة المعالم الدينية بالمدينة العتيقة بشراكة مع الجهات المعنية، حيث أن استمرار وضع المقبرتين على ما هو عليه سيدخلهما في مزيد من النسيان في وقت تحتاج فيه المدينة العتيقة إلى أماكن لدفن موتى المسلمين.
وتأمل الهيئة التدخل في الموضوع العناية بالشأن الديني ومرافقه و كل ما يخص الأمن الروحي للمجتمع المغربي".