محمد شروق: أولمبياد باريس.. أيها الفاشلون المتشبتون بالكراسي إرحلوا تلبية لنداء الملك 

محمد شروق: أولمبياد باريس.. أيها الفاشلون المتشبتون بالكراسي إرحلوا تلبية لنداء الملك  محمد شروق
الألعاب الأولمبية  مناسبة رياضية لتقدم فيها الجامعات والاتحادات الرياضية كل أربع سنوات نتائج عملها وبرامجها وخططها. هي مثل يوم  الامتحان الذي يعز فيه المرء ويصعد إلى المنصة أو يهان بالإقصاء في الأدوار الأولى، هذا إن حظي بالمشاركة.
 
الرياضة المغربية عموما وفي أولمبياد باريس 2024 تقدم الدليل على العشوائية و"البريكولاج" التي تعتمده الجامعات الرياضية المغربية.
 
فالمغرب يشارك ب19   صنفا فقط علما أن برنامج الألعاب الأولمبية الصيفية يتضمن 32 نوع رياضة، بما في ذلك 28 رياضة أولمبية "أساسية". وأربع رياضات اختيارية اقترحتها اللجنة المنظمة لباريس، مما يعني أن المغرب غائب تماما عن 13 رياضة.

حتى الملاكمة التي كانت تضمن لنا ميدالية نحاسية منذ دورة سيول بكوريا الجنوبية (1988) حاضرة بباريس بالمنتخب النسوي فقط.

وألعاب القوى التي كانت تصول وتجول في الحلبات العالمية، بل كان المغرب هو الخامس في الترتيب العالمي سنة 1999، هاهي تضع آمالها على سفيان البقالي فقط.
 
حتى كرة القدم التي تحقق في باريس ما لم تحققه من قبل، فإنها تؤكد بالملموس مقولة الشجرة التي تخفي الغابة. لاعبون جلهم تكونوا في أوروبا يمثلون بلدهم الأصلي مع توفير الجامعة لجميع الإمكانيات المادية والبشرية واللوجستية، في الوقت التي تعاني فيه جميع الأندية المغربية من أزمات مالية وتدبيرية خانقة ومتوالية، بل  هناك أندية عريقة مهددة بالاندثار مثل مولودية وجدة كما وقع لنهضة سطات واتحاد سيدي قاسم وشباب الريف والاتحاد البيضاوي الحسيمي...
 
إن الملك محمد السادس الذي أدرك مبكرا الدور الكبير للرياضة في تقديم صورة مشرقة عن المغرب أمام العالم، تبرع من ماله من أجل إعطاء الرياضة المغربية كل الدعم المادي من أجل جعلها تتبوأ أحسن المراتب. 
 
وهكذا تم في سنة 2008 خلق اللجنة الوطنية لرياضة الصفوة، وبفضل إرادة الملك محمد السادس، منحت الحكومة لهذه اللجنة الموارد المالية واللوجيستيكية من أجل الإشتغال في ظروف مثالية. وقد تم تخصيص غلاف مالي بلغ 330 مليون درهم.
 
في البداية كانت هناك ست رياضات للاستفادة من البرنامج، بدعوى أنها الوحيدة التي يمكن أن تمثل المغرب في الألعاب الأولمبية، فكانت هناك (ألعاب القوى، الدراجات، التايكواند، الجيدو، الملاكمة، والسباحة).
 
وبالفعل تم دخول أبطال هذه الرياضات في معسكر طويل الأمد، من بداية البرنامج إلى حلول تاريخ بداية الألعاب الأولمبية، وقد وفرت لهذه الجامعات كل الظروف من أجل جلب أحسن المدربين، وبمواصفات عالمية من دون أن يكون هناك تفكير في الهاجس المادي. كما أن الأبطال استفادوا من منح مالية لم يكونوا يحلمون بها، إذ خصصت لهم 20 ألف درهم شهريا، كما أن المدربين المغاربة استفادوا من منحة بلغت 30 ألف درهم. إضافة إلى ذلك، وحتى تكون للجامعات المشاركة في البرنامج الفرصة للاستفادة من خدمات الأجانب، فقد تم تخصيص منحة شهرية بلغت 10000 دولار، لكل مدرب أجنبي.

برنامج الصفوة منحنا فقط ميدالية في التزحلق على الجليد في أولمبياد لندن 2012. بعد ذلك ارتفع عدد الرياضات المستفيدة إلى 12 رياضة.

 ولم يكتف الملك بالدعم المالي فقط، بل رسم خارطة طريق واضحة المعالم للرياضة الوطنية من خلال الرسالة التي وجهها الى المناظرة الوطنية الثانية للرياضة سنة 2008، تلكم الرسالة التي أصبحت دليلا لأنها شخصت مواطن العلل ووصفت العلاج بدقة، لدرجة أن صداها مازال إلى يومنا هذا.

فبشكل مباشر، أشار الملك إلى المتطفلين على الحقل الرياضي الذين جعلوا من الرياضة مطية للارتزاق وتحقيق أغراض شخصية.
 
واليوم وبعد مرور 16 سنة يطرح السؤال: 
هل تغير شيء، وهل حققت الرياضة آمال الملك وأحلام الشعب؟
هل أعطت الملايير التي وضعت رهن إشارة الجامعات والنخب الرياضية الميداليات للمغرب النتائج المرجوة؟ 
هل أصاب الخجل مرتزقة الرياضة بعد سماع إدانة الملك لهم وانسحبوا أم ظلوا متشبتين بالمناصب والميزانيات؟ 
الواقع ينطلق بوضوح ويقول إن الرياضة الوطنية تتدهور سنة بعد أخرى في غياب نظام الحكامة داخل الأندية والجامعات..غياب نظام التكوين والتأطير والنجاعة والديمقراطية في التسيير.

 
هناك حالة الجمود التي تتسم بها التنظيمات الرياضية، وضعف نسبة التجديد التي تخضع لها هيآت التنظيمات الرياضية التسييرية، وانحصار الخلاف حول التعاقب في اعتبارات أو صراعات شخصية أو فئوية ضيقة.
 
إن عدد رخص الممارسين للرياضة الذي لايناسب عدد سكان المغرب، ولم يتم تأهيل الرياضة المدرسية والجامعية.
وهل يتم الكشف بشفافية عن مالية الأندية وميزانيات الجامعات الرياضية رغم إنشاء شركات رياضية؟
هل يلعب الإعلام الرياضي دوره في متابعة الشأن الرياضي بكل مسؤولية وحرية والتزام تام مع أخلاقيات الرياضة والمهنة الإعلامية.

 
اليوم وبعد 16 سنة ماتزال مضامين الرسالة الملكية بما تحمل من  إدانة للمتطفلين والفاشلين حاضرة.
وهاهو أكبر تجمع رياضي عالمي يكشف الحصيلة الحقيقية.
فيا أيها الفاشلون متى ترحلون أم أن كراسي المسؤولية أصبحت جزء من أجسامكم؟