يعتبر حدث اغتيال أبو العبد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب طهران عملية اختراق أمني للعمل الإيراني وتشويه لمكانة وسمعة إيران في الشرق الأوسط إضافة إلى تأثيرها البالغ على مشروع إيران الاستراتيجي في المنطقة.
كما أن اغتيال اسماعيل هنية على أرض إيران يستوجب ردا إيرانيا، لأن إيران في موقف حرج وما وقع يشكل إهانة كبيرة لها ولسيادتها في الوقت الذي تعتبر فيه إيران ملاذا آمنا لحماس ولباقي الفصائل الفلسطينية وعجزت عن توفير الحماية لضيفها الشهيد اسماعيل هنية الذي كان فيه بطل المقاومة الفلسطينية يتنقل بين عديد من البلدان.
إن اغتيال الشهيد اسماعيل هنية وزعماء المقاومة في نظر إسرائيل يمثل مشروعا أمنيا بل هو في الواقع عمل عبثي ويمثل مرحلة جديدة من الصراع الإقليمي بالشرق الأوسط.
إن دولة الكيان الإسرائيلي المصنوع غربيا تروج في الحرب الحالية غير المتكافئة لشمولية العداوة. فهي لم تكتف باعتبارها المقاومين والمجاهدين على الأرض أعداء وإنما شملت بالعقاب أقاربهم حتى ولو من بعيد، بل إنها قتلت الأجنة في البطون من منطلق أنهم مشاريع مقاومة في المستقبل البعيد وبالتالي خم اعداء إسرائيل.
إن العدو الصهيوني الغاشم في الحرب على غزة يأخذ من الزمان بعدين هما الحاضر والمستقبل وذلك بالتأسيس على بعد آخر وهو الماضي بما يحمل من ذكريات إبادة ومعاناة لليهود من طرف الغرب عموما وخاصة أوربا
إن استمرار إسرائيل في الحرب والاغتيالات للزعماء الفصائل الفلسطينية، يبين على أن إسرائيل لا تعبأ بقرارات المحكمة الجنائية الدولية. ما يهمها هو حماية دولة إسرائيل من الزوال وتوسيع دائرة الحرب. كما أن المجرم نتنياهو أراد المساس بقدرة الرئيس الإيراني الجديد على إعادة فتح حوار في المنطقة. وما يقوم به نتنياهو يؤكد أن إسرائيل تمضي دون رادع لتحقيق أهدافها حتى ولو وصل بها الحال لشن حرب اقليمية شاملة وان الولايات المتحدة الأمريكية تبارك ما تفعله إسرائيل بالمنطقة لكنها تبيع سياسة الخداع الاستراتيجي بتبني خطابات دبلوماسية واعلامية ترفض ما يفعله.