عاتيق: بأي ذنب قتلت؟

عاتيق: بأي ذنب قتلت؟ سعيد عاتيق، فاعل حقوقي وجمعوي
سؤال سنكون ملزمين بالإجابة عليه نحن جميعا يوم العرض على رب العالمين ...
 
ولعل تيتم 21 أسرة هي جريرة ستطاردنا إلى يوم يبعثون أمام صاحب العدالة المطلقة، 
 
لن نجد جوابا ولا مبررا لتواطئنا جميعا في نكبة بني ملال وسيكون دفاعنا على نفسنا - مردودا - كون لفحات الشمس الحارقة هي الفاعل الضالع في المجزرة لأن النيابة العامة الإلهية ستدافع عن حقوق الأموات وسترد على تبجحنا بالدليل والبرهان والله يترافع على حق الهلكى مخاطبا إيانا: 
 
أو ليست بني ملال تزخر بعين أسردون المتدفقة شلالاتها الثلاث؟
 
وسيتلو على مسامعنا الكاسيطات والسيديات المحفوظة ديال الشفوي ديالنا ونحن نتغنى بتعزيز الجاذبية السياحية بفضل ماحبى الله بها بني ملال ...
 
لكن، أليست هناك عدالة فوق هذه الأرض الظالم مسؤولوها؟
 
أو ليس الإنسان خليفة الله في أرضه لإشاعة العدل وتيسير أسباب الوجود؟
 
أو لم يهرول المهرولون نحو مراكز المسؤولية الإلهية تلك كمفوضين على الله لبسط الأحكام العادلة ونشر الطمأنينة بين الناس؟
 
وهنا نعرج على حدود جغرافية يدبر شؤون عبادها مسؤولون متنوعون ومختلفون باختلاف وتنوع أسلاك المهام المنوطة بهم.
 
فمساء الأربعاء الأسود وصباح الخميس الحامية شمسه فصحت نجومه المكفهرة على نبإ حزين بل مخزي ولعين ...
 
هكذا كشفت المديرية الجهوية للصحة والحماية الإجتماعية بجهة بني ملال - خنيفرة حيث أفصح البلاغ  (دون خجل طبعا)  أن المركز الإستشفائي للتابع لنفوذ بني ملال سجل وفاة 21 حالة ...
 
والمسؤولية الجنائية هي الشمس اللعينة مع إدراج حيثيات ووقائع الفعل الجرمي لهذه الشمس الغدارة التي أطلقت العنان لموجاتها الحرارية القاتلة دون اتخاذ الإحتياطات اللازمة ولم تكثرت هذه الشمس المجرمة لحساسية فصل الحر وتهاونت في عملية تعديل موجاتها حسب الظروف والفصول ولم تراعي تلكم الشمس الغدارة لظروف الشيوخ والكهل والمرضى من ضيق التنفس ...
 
لعل ما كشفت عنه تلكم "المديرية الصورية " يجعلنا أمام جناية متكاملة الأركان حيث الضحايا والفاعل وأداة الفعل والتهاون والمسؤولية التقصيرة المفضي للموت دون نية إحداثه.
فهل نحاكم الشمس أم نطالب برأس "مووول الشمس"؟

 
لكن رب الشمس فوض بعضا من المسؤوليات لبني البشر وصار من البشر من يحمل صفة خليفة الله في أرضه لتدبير شؤون عباده بااش نكونوا "فاااص أ فاااص مع كحل الراااس الذي يتسابق لكل المسؤوليات وتبوأ كل المأموريات، وهنا نطرح السؤال:
 
من هم المسؤولون عن نكبة بني ملال؟
 
من يتحمل المسؤولية الجنائية في إزهاق أرواح 21 نفسا زكية بريئة؟
 
وعودة للأرقام والمعطيات التي كشفت عنها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان- وأكيد أنها معطيات حقيقية ولا تشوبها شائبة - فمسؤولية الدولة حاضرة بقوة ووزارة الصحة مطالب برأسها عاجلا وليس آجلا وكل الرؤوس المتورطة  لمنصة المحاكمة الجنائية.
 
إن حجم ونوع الكارثة لايسمح بفتح تحقيق ولاهم يحزنون، فالجريمة متكاملة الأركان والملف جاهز ومعطياته بالحمولة الثقيلة والمخزية تستوجب دق باب تلكم العدالة إن كانت هناك عدالة - لنقف على مدى توازن كفتي ميزانها، أم حتى ميزان العدالة عوج و مديكالي شأنه شأن الشمس التي لم تخضع للصيانة حتى حصل مااا حصل ...
 
أ وليست النيابة العامة  كونها  نائبة عن المجتمع أو الدولة في مطالبة القضاء بتوقيع الجزاء الجنائي على المتّهمين؟
 
أ وليست  النيابة العامة هي صاحبة الاختصاص الأصيل في تحريك الدعوى الجنائية حيث مكنها المشرع من كامل  الحق في تحريك الدعوى الجنائية.
 
لعل بني ملال المكلومة وهي تنعي موتاها 21 كقرابين في إطار التضحية من أجل إخراج من لهم الحق وكامل الحق في إعلان كلمة الحق وصوت الحق إن كان هناك بقية من الحق...
 
21 ضحية هم شهداء ...
 
21 ضحية هم فدائيون قدموا أرواحهم قرابين لكي يعيش بقية القوم دون خوف من موت مصطنع...
 
ماتوا وأرواحهم ترفرف بين لهيب الشمس لكي لا تسرق من بقية القوم أحدا، 
 
21 ضحية تقول (لا) لتزوير المحاضر ...
 
و (لا) لتغيير معالم الجريمة ...
 
و(لا) للإفلات من العقاب ... 
 
21 ضحية تسائلنا جميعا هل فعلا تلكم الوزارة تسهر على الحماية الإجتماعية كما تسمي نفسها؟
 
21 ضحية ومعها 22 أسرة مفجوعة تسائلنا جميعا :
 
واااش ما شي عيب وعار عليكم (مقصرين وناشطين قااالبينها شطيح على نغمات الكامانجا والوتار والطعريجة والبااارود وجثاميننا تشق طريقها صوب مثواها القسري وسط أفواج السكارى والثمالى بفعل الروج والماحيا في موسم ولاااد يوسف وهم يتلذذون عن بعد وقد يتلمسون مؤخرات الشيخات ويحتكون بالبزوووول دياال الطيطيزات اللواتي يظهرن مفاتنهن وسط شباب المنطقة المكبوت جنسا والمقهور عيشا ...
 
فهل نحقق العدالة لمن سرقت أرواحهم جبرا  من لدن سرااااق الحق في الحياة الذين لم يوفروا كليماتيزور بـ 2000 درهم وقارورة أكسجين كان على موووول المازوط وصاحب القراعي ديال الأكسجين أن يوفرها في مركز استشفائي وهو لايحمل من الإستشفاء إلا رمز كوبرا قاتلة.