يرى زكرياء بلحرش، باحث بمعهد "إيرانوس" للدراسات الاستراتيجية، أن إيران تحاول إيران جاهدة زرع أذرعها المسلحة داخل بؤر توتر خارج منطقة نشاطها التقليدية (الخليج والشرق الأوسط) مستهدفة مساحات جديدة في آسيا والقرن الإفريقي والسودان ومنطقة الساحل وجنوب الجزائر، في محاولة منها خلق نقاط ارتكاز جديدة تدعم نفوذها الدولي وتعزز أنشطتها غير المشروعة.
من المعلوم أن إيران ظلت تركز على ما سمي بالقوس الشيعي لكن حاليا امتد تغلغلها ليشمل دائرة كبيرة تمتد من المغرب الى اندونيسيا عبر ذراعها حزب لله؛ فكيف تقرأ ذلك؟
تحاول إيران جاهدة زرع أذرعها المسلحة داخل بؤر توتر خارج منطقة نشاطها التقليدية (الخليج والشرق الأوسط) مستهدفة مساحات جديدة في آسيا والقرن الإفريقي والسودان ومنطقة الساحل وجنوب الجزائر، في محاولة منها خلق نقاط ارتكاز جديدة تدعم نفوذها الدولي وتعزز أنشطتها غير المشروعة، وتكسبها أوراق تفاوضية جديدة.
ظلت إيران تشتكي من العقوبات الاقتصادية ومن الحصار فمن أين لها بهذه الإمكانيات لتمويل هذا الحضور عبر عدة جبهات؟
ترتكز غالبية التمويلات الإيرانية من الاتجار في السلاح في السوق السوداء وأيضا بيع المحروقات عن طريق شبكات التهريب الحدودية مع باكستان، علاوة على أن عملاء طهران يديرون شبكات واسعة النطاق عبر مختلف القارات متخصصة في الدعارة والاتجار بالبشر والمخدرات والطرق غير المشروعة لجلب تمويلات واستعمالها لصالح الجماعات المسلحة والجهادية التابعة لنفوذها.
إيران لا تكتفي بالتغلغل في القوس الشيعي والدائرة الكبيرة التي أشرنا إليها بل لها حضور في أوروبا الغربية وخاصة بلجيكا من خلال الجاليات العربية هناك وفي أمريكا اللاتينية وما تورط إيران وحزب لله في تهجير أبناء الامازون إلى تركيا الا دليل واحد على هذا التغلغل فماهي غاية إيران من ذلك؟ وماهي وسائل اشتغال أذرعها في الخارج؟
إن غاية المد الشيعي من التغلغل في صفوف الجاليات العربية داخل أوروبا الغربية وأمريكا اللاتينية هو فتح ممرات جديدة تستطيع من خلالها التسلسل إلى الدول العربية من خلال تجنيد عرب هذه الدول واستعمالهم كحصان طروادة، وقد لجأ النظام الملالي إلى هذه الخطة بعد أن بات من الصعب عليه تجنيد عملاء له خارج منطقة نشاطه في الشرق الأوسط.
تعتمد الأذرع الإيرانية على اختراق الجاليات العربية في أوروبا الشرقية، أمريكا اللاتينية من خلال الفعاليات التي ينظمها المجتمع المدني مثل الجمعيات الخيرية والدينية والمنظمات الحقوقية ومن المرجح أنها تستعمل في هذا الإطار عناصر سنية المذهب كواجهة للتسهيل عملية التجنيد، كما أنها تستعمل كواجهة شركات تجارية، وسياحية، الغرض من كل هذا هو تحقيق الاحتكاك المباشر مع الجاليات العربية واستقطابها عبر مختلف الطرق.
μ كيف تنظر إلى مفارقة تعاطف بعض المغاربة مع حزب الله في الوقت الذي يتورط فيه هذا الأخير في دعم البوليساريو وزعزعة الاستقرار في الصحراء المغربية؟
في الحقيقة، ما كان لمغاربة أن يتعاطفوا مع حزب لله لولا أن حركات الإسلام السياسي في المغرب قد مهدت الطريق لهذا الأمر من خلال ترويجها لأطروحة وجوب دعم "حلف المقاومة" الذي تقوده طهران لتحرير فلسطين. وقد ارتكزت حركات الإسلام السياسي داخل المغرب في تقوية هذا الطرح ليشمل حماس وباقي الفصائل الفلسطينية بتلقيها الدعم الإيراني للهجوم على إسرائيل، إضافة إلى تبني تيارات يسارية متطرفة متحالفة مع الإسلاميين لهذا التوجه مثل المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، وكذلك الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إضافة إلى الآلة الدعائية التي يقودها بعض النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات اليوتيوب، هذه العناصر مجتمعة نجحت إلى حد ما في جعل عدد من المغاربة يتعاطفون مع حزب لله بالرغم من تورطه مع البوليساريو في محاولة المساس بالوحدة الترابية للمملكة واستهداف مصالح المغرب المشروعة.