عبد الرحيم غريب: نفور المستثمرين من كرة القدم بالمغرب بسبب مسيرين مشبوهين فاسدين

عبد الرحيم غريب: نفور المستثمرين من كرة القدم بالمغرب بسبب مسيرين مشبوهين فاسدين عبد الرحيم غريب الأستاذ الباحث في الحكامة الرياضية
قال الدكتور عبد الرحيم غريب، الباحث في الحكامة الرياضية في تصريح لجريدة "أنفاس بريس" إنه عندما يتابع اليوم بعض المسيرين، فإنه يستحضر نماذج من مسيرين سابقين من المستوى العالي أمثال مكوار ودومو وبلخياط وبوعبيد والسملالي..، مشددا على أنهم مسيرون ن من ذهب،  تركوا بصمات واضحة على كرة القدم المغربية،  ولايمكن لأحد أن يبخس أعمالهم، إذ كانوا يشتغلون دون مقابل لأن الحافز لديهم كان هو الشغف بكرة القدم والارتباط بأنديتهم وحب الوطن.
 
وتابع الدكتور غريب أن المغرب ابتلي فيما بعد بمسيرين تحوم حولهم شبهات ومدانون في قضايا أخلاقية، همهم الأول والأخير استغلال الكرة كمصعد نحو منصب سياسي يضمن له الحصانة ويفتح لهم باب العلاقات مع أصحاب القرار، موضحا أن المشكل لايكمن في التشريع أو في الجهة الوصية وهي الجامعة الوصية على كرة القدم.
 
وتابع أن هناك أسبابا موضوعية فرضت هذا النوع من المسيرين، لأنه عندما تم التفكير في دخول كرة القدم المغربية لعالم الاحتراف، فإن الجهات المسؤولة لم تهتم بأدق التفاصيل؛ بعيدا  عن نظرة شمولية وخاصة جوانب التمويل والاستثمار.
 
وقال الدكتور غريب إن الاهتمام انصب بالأساس على ضبط التعاقد مع اللاعب والمدرب، مما أثقل الأندية بعبء مالي نظرا لمحدودية مدة العقود وضرورة تجديدها مقابل منح كبيرة. وأشار إلى أن متطلبات ونفقات التسيير داخل الأندية أصبحت مهولة، في حين ظلت المداخيل بدون تغيير لأن الأندية بقيت في زمن الهواية ولم تعتمد على مفهوم تجاري وتسويقي لإحداث توازنها المالي.
 
وقال محاور "أنفاس بريس" إن مناظرة الصخيرات سنة 2008  دعت فيها الرسالة لملكية إلى تجويد نظام الحكامة داخل منظومة الرياضة وتنويع مصادر تمويل الجمعيات الرياضية، فكان الجواب التشريعي عبر إنشاء شركات رياضية من طرف الجمعيات لتدبير الشق المادي فيها، موضحا أن الهدف كان هو الوصول إلى حكامة جيدة لأن الشركة تخضع لضوابط، مع فرض شفافية أكبر من الجمعية؛ في إطار  تدقيق الحسابات والخبرة المحاسباتبة وافتحاص الحسابات.
 
واستدرك أن هذه الخطوة لم تجذب المستثمر إلى مجال كرة القدم لأن بعض مسيري الأندية مشبوهون ومتابعون ولاتهمهم إلا مصالحهم الخاصة، وهكذا استمر نفور المستثمرين والناس الشرفاء من الكرة والأمثلة متعددة. فقد اعتقد البعض أن حل مشاكل كرة القدم هو أن  تؤسس الجمعية شركة وكأنها عصا سحرية، لكن القانون الشهير 30.09 تطرق إلى شركة مساهمة تجارية في الشكل في حين أن أكبر مشكل هو أن  الأندية لاتتوفر على نموذج اقتصادي وخطة مالي، كما تسير به الأندية المحترفة في أوربا، مقدما نماذج أندية محترفة حقيقية هي أرسنال ومانشستر يونايتد وريال مدريد، حيث الاعتماد إما على البحث عن مواهب كروية وتكوينها وبيع عقود اللاعبين أو الارتباط بعلامات تجارية وترويج صورتها في العالم أجمع والرفع من قيمتها الفرجوية الجذابة.
 
وختم الدكتور غريب حواره مع "أنفاس بريس" بأن نموذج الأندية المغربية مختل بسبب ارتفاع النفقات وضعف المداخيل وعمق الأزمات والنزاعات، ولن يستثمر فيها إلا مستثمر متعاطف أو مجنون.