هناك الكثير من القضايا في مدينة الدارالبيضاء يصعب على المرء فهمها أواستيعابها، ومن بين تلك القضايا عدم الإفراج عن بعض المشاريع التي استنزفت الملايير من الدراهم دون أن يستفيد منها المواطن البيضاوي، وهنا الحديث بالضبط عن المسرح الكبير وسط المدينة، والذي يوجد على بعد أمتار قليلة من مكتب محمد امهيدية، والي الجهة، ومن مكتب نبيلة ارميلي، عمدة البيضاء، بالإضافة إلى حديقة الحيوانات بعين السبع والخط الثالث والرابع لـ " الطرامواي " التي قالت العمدة ارميلي في إحدى دورات المجلس الجماعي للبيضاء أنه سينطلق خلال شهور يونيو 2024.
فماهي الأسباب التي تحول دون افتتاح هذه المشاريع، علما أنها تدخل ضمن المشاريع مخطط تنمية جهة البيضاء؟
إنه السؤال الذي حاولت "أنفاس بريس" أن تجد له جوابا لدى بعض الفعاليات في المدينة، والتي اتفقت على أمر واحد، وهو أنه من غير المعقول صرف الملايير من الدراهم في هذه المشاريع، وفي الأخير تبقى أبوابها موصدة في وجه السكان دون أن يعرف أحد موعد افتتاحها.
وأكد محمد بوراس، مهندس، في تصريح لـ "أنفاس بريس" أنه "من المفروض أن يكون لكل مشروع بداية ونهاية، ومن غير المعقول أن ينتهي المشروع، ولا يتم فتحه في وجه المواطن".
وتابع أنه من غير المعقول عدم الحسم منذ البداية في الجهة التي ستقوم بتسيير هذا المشروع، لأن هذا الأمر هو الذي يؤخر بداية وانطلاقة بعض المشاريع في الدارالبيضاء.
من جهته، شدد نور الدين ودي، مستشار جماعي سابق في صفوف حزب العدالة والتنمية بمدينة الدار البيضاء، على أن وجود بعض التجاذبات السياسية هو ما يؤدي إلى تأخير افتتاح بعض المشاريع.
وقال نور الدين ودي: "في زمن العدالة والتنمية في مدينة الدارالبيضاء تم تأجيل الحسم في مجموعة من المشاريع إلى حين إجراء انتخابات 2021، وهناك حاليا مشكل يتعلق بالجهة التي سوف تقوم بتسيير هذه المشاريع سواء أتعلق الأمر بالمسرح الكبير أم حديقة الحيوانات بعين السبع.
وأبرز المهندس محمد بوراس أنه لو كان يتم التشاور في مثل هذه القضايا لتم تجاوز الكثير من الإشكاليات، ومن بينها تأخر في افتتاح هذه المشاريع.
واعتبر مصطفى منضور، عن حزب التقدم والاشتراكية، أن مسألة عدم افتتاح المسرح الكبير وحديقة عين السبع، وانطلاقة الخط الثالث والرابع لـ "الطرامواي" مسألة غير عادية، مؤكدا أنه كان من المفروض قبل انطلاقة هذه المشاريع القيام بدراسة تستحضر كل المعطيات حول هذه المشاريع من البداية إلى النهاية.
وأضاف منضور أنه من غير الأسلم التوقيع على بعض الاتفاقيات التي تهم إنجاز المشاريع من قبل أعضاء المجلس دون معرفة كل التفاصيل المرتبطة بالعقار، والجهات التي ستقوم بعملية التسيير بعد إنجاز المشاريع، وطرق التمويل، حتى يتم ضمان إنجاز وافتتاح المشروع في وقته المحدد.
من جهته، أكد نور الدين ودي، المستشار السابق، أنه مع قدوم الوالي امهيدية بدأت بعض المشاريع تتحرك ومن بينها "الباصواي" الذي انطلق بعد شهور طويلة من عمليات التجريب.
وكان الكثير من البيضاويين يعتقد أنه مع التزام السلطات في الدارالبيضاء بإخراج الخط الأول لـ "الطرامواي" في وقته المحدد، وهو 12 دجنبر 2012، أن المدينة دخلت مرحلة جديدة في تدبير شؤونها، وأنه سيكون هناك حرص من قبل المسؤولين على إنجاز المشاريع وافتتاحها في موعدها المعلن عنه سابقا، إلا أن ذلك ظل مجرد حلم من أحلام اليقظة، لأن الكثير من هؤلاء المواطنين استفاقوا على منظر مشاريع انتهت، لكن ظلت مقفلة دون أن يعرف أحد لماذا، لأن السلطات أن تتعامل مع ذلك بمنطق " كم حاجة قضيناها بتركها".
ويُطالب العديد من البيضاويين بضرورة إيجاد حلول سريعة لهذه المشكلة، خاصة وأن هذه المشاريع تُعد من أهم المشاريع في المدينة، ومن شأنها أن تُساهم في تحسين جودة حياة المواطنين.