قال الشرقاوي الروداني، الخبير في الدراسات الجيو استراتيجية والأمنية في لقاء مع قناة " دويتشه فيله " إن دول الساحل الإفريقي ودول جنوب الصحراء تربطهم علاقات استراتيجية مع المملكة المغربية بسبب وجود روابط تاريخية وروابط دينية، وروابط سياسية، مشيرا بأن المغرب يعتبر هذه الدول عمقا استراتيجيا بالنسبة إليه، مؤكدا بأن المغرب حريص كل الحرص على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة، التي تعرف انتشار الجماعات الإرهابية، حيث أصبح المغرب في السنوات الأخيرة يفكك مجموعة من الخلايا المرتبطة بتنظيم " داعش " في هذه المنطقة.
وأضاف الروداني أن التحولات التي تعرفها هذه المنطقة وخاصة منطقة الحدود الثلاث ما بين بوركينافاسو ومالي والنيجر التي تنشط فيها الجماعات الإرهابية بشكل كبير يؤثر على الأمن القومي والوطني للمملكة المغربية، مشيرا بأن المغرب يعتبر آخر حصن لهذه الجماعات للوصول الى دول غرب أوروبا وخاصة منطقة المتوسط ومنطقة الأطلسي، وبالتالي من الطبيعي جدا أن يقدم المغرب مشروعا استراتيجيا من أجل هذه الدول للخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وتهيء جميع الظروف لخلق تنمية اقتصادية وتنمية انسانية شاملة.
وأكد الروداني أن مشروع الميناء الأطلسي بالداخلة هو مشروع ذو بعد جيو استراتيجي لدول الساحل الإفريقي ودول جنوب الصحراء، باٌلإضافة الى مشروع ربط البنية التحتية لهذه الدول ودول غرب إفريقيا بالأطلسي في إطار
المبادرة الجديدة للملك محمد السادس من أجل ضمان انخراط الدول الأفرو أطلسية وعددها 23 دولة في جيو استراتيجية الأطلسي والتي كانت محط إشادة كبيرة من الدول الغربية، خاصة ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية ودول غرب أوروبا.
وأوضح الروداني أن التطورات والتغيرات على مستوى المنطقة خاصة التغيرات المناخية وتداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية على دول غرب إفريقيا ودول الساحل وجنوب الصحراء أصبحت تلقي بظلالها على الأمن والاستقرار وعلى التنمية الاقتصادية والبشرية.
وفيما يتعلق بعلاقة المغرب بموريتانيا أشار الروداني أن علاقة المغرب مع موريتانيا هي علاقة استراتيجية، مضيفا بأن موريتانيا ستكون دولة محورية في مشروع ميناء الداخلة الأطلسي على اعتبار التقدم والتطور الذي تعرفه الأقاليم الجنوبية خاصة بعد إطلاق المشروع الكبير لتنمية الأقاليم الجنوبية والذي رصد له غلاف مالي يقدر بحوالي 100 مليار درهم، مشيرا بأن تطور البنية التحتية لهذه المنطقة سيجعل هذه المناطق حزام استراتيجي اقتصادي يتحرك في الزمان والمكان، مؤكدا بأن الرؤية الاستراتيجية لموريتانيا لن تكون خارج التاريخ وأن دخولها في هذا المشروع الاستراتيجي هو مسألة وقت، فالتعبير السياسي لمجموعة من القادة بموريتانيا يظهر - بحسب الروداني - بأن هناك تملك لرؤية الملك محمد السادس في انخراط دول الساحل الإفريقي وجنوب الصحراء فيما يسمى بجيو اقتصادية الأطلسي .