عبد الصمد ملاوي:هل ستسرع تحلية مياه البحر امتلاك المغرب للطاقة النووية؟

عبد الصمد ملاوي:هل ستسرع تحلية مياه البحر امتلاك المغرب للطاقة النووية؟ عبد الصمد ملاوي، أستاذ جامعي وخبير دولي في تكنولوجيا الطاقات المتجددة
لماذا‭ ‬تأخر‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية،‭ ‬هل‭ ‬يعود‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬عوامل‭ ‬جيو‭ ‬استراتيجية‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬امتلاك‭ ‬بلدان‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية،‭ ‬أم‭ ‬غياب‭ ‬الأطر‭ ‬والمهندسين‭ ‬والموارد‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية؟‭ ‬أم‭ ‬عوامل‭ ‬أخرى؟
 
ها‭ ‬هو‭ ‬نزار‭ ‬بركة‭ ‬وزير‭ ‬التجهيز‭ ‬والماء،‭ ‬أكد‭ ‬مؤخرا‭ ‬بمجلس‭ ‬المستشارين،‭ ‬ان‭ ‬محطات‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬الجديدة‭ ‬ستركز‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬الطاقات‭ ‬المتجددة،‭ ‬كما‭ ‬فتح‭ ‬المغرب‭ ‬النقاش‭ ‬مع‭ ‬الوكالة‭ ‬النووية‭ ‬الدولية‭ ‬لدراسة‭ ‬استخدام‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭. ‬وذلك‭ ‬بالنظر‭ ‬لعامل‭ ‬خفض‭ ‬كلفة‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬باستعمال‭ ‬مفاعلات‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭.‬
 
"أنفاس بريس"، ‬فتحت‭ ‬هذا‭ ‬النقاش‭ ‬مع‭ ‬خبراء،‭ ‬وأساتذة‭ ‬جامعيين،‭ ‬ننشر‭ ‬أجوبة‭ ‬عبد‭ ‬الصمد‭ ‬ملاوي،‭ ‬أستاذ‭ ‬جامعي‭ ‬وخبير‭ ‬دولي‭ ‬في‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الطاقات‭ ‬المتجددة‭:‬
 
في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬صار‭ ‬مطلوبا‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬بدائل‭ ‬أخرى‭ ‬للكهرباء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬تكلفة‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر،‭ ‬لأنه‭ ‬كما‭ ‬نعلم‭ ‬بأن‭ ‬معضلة‭ ‬التكلفة‭ ‬هي‭ ‬الرهان‭ ‬الكبير‭ ‬التي‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬محطات‭ ‬التحلية‭. ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬أصبح‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬استراتيجية‭ ‬تحلية‭ ‬المياه‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬التأثيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬وكذلك‭ ‬إيجاد‭ ‬هاد‭ ‬المادة‭ ‬الحيوية‭ ‬التي‭ ‬يبنى‭ ‬عليها‭ ‬الإقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وكذلك‭ ‬الحياة‭ ‬البشرية‭.‬
 
ومعلوم‭ ‬أن‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهربائية‭ ‬التي‭ ‬تولد‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬تعتبر‭ ‬رخيصة‭ ‬بالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬باقي‭ ‬المصادر‭ ‬الأخرى‭ ‬سواء‭ ‬المصادر‭ ‬المتجددة‭ ‬أو‭ ‬المصادر‭ ‬الأحفورية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬للأسف‭ ‬لا‭ ‬تعتبر‭ ‬ضمن‭ ‬المصادر‭ ‬المتجددة‭. ‬
 
وقد‭ ‬تأخر‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬استعمال‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬الكهرباء‭ ‬الضرورية‭ ‬لتحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭.‬
 
وهذا‭ ‬يرجع‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب:‭ ‬منها‭ ‬أسباب‭ ‬موضوعية‭ ‬داخلية،‭ ‬وأسباب‭ ‬دولية‭ ‬خارجية‭. ‬من‭ ‬بين‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬دفعت‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬التفكير‭ ‬جديا‭ ‬في‭ ‬استعمال‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنتاج‭ ‬الكهرباء‭ ‬الضرورية‭ ‬لتحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬سطر‭ ‬برنامجا‭ ‬وطنيا‭ ‬واستراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬طموحة‭ ‬للطاقات‭ ‬المتجددة‭ ‬التي‭ ‬تروم‭ ‬إلى‭ ‬إنتاج‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬الحاجيات‭ ‬الكهربائية‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬المقبلة،‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬2023.
 
وعندما‭ ‬وضع‭ ‬المغرب‭ ‬اللبنات‭ ‬الأولى‭ ‬لهذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2009‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الإكراه‭ ‬المائي‭ ‬ذو‭ ‬أولوية،‭ ‬والإجهاد‭ ‬المائي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يعني‭ ‬بالحدة‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬المغرب‭ ‬حاليا‭. ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الست‭ ‬الأخيرة‭ ‬عرف‭ ‬المغرب‭ ‬فترة‭ ‬جفاف‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬الإكراه‭ ‬المائي‭ ‬ذو‭ ‬أولوية‭ ‬كبرى‭.‬
 
وأصبحت‭ ‬حتى‭ ‬سياسة‭ ‬السدود‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يتميز‭ ‬بها‭ ‬المغرب،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬كافية‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬السدود‭ ‬يعني‭ ‬ترتكز‭ ‬أصلا‭ ‬على‭ ‬التساقطات‭ ‬التي‭ ‬بدورها‭ ‬قلت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬أصبح‭ ‬المغرب‭ ‬مطالبا‭ ‬بالبحث‭ ‬على‭ ‬مصادر‭ ‬كهربائية‭ ‬أخرى‭ ‬جديدة‭ ‬للإستثمار،‭ ‬يعني‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭.‬
 
على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يحظى‭ ‬بثقة‭ ‬كبيرة‭ ‬لدى‭ ‬المنتظم‭ ‬الدولي،‭ ‬خاصة‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية،‭ ‬وهناك‭ ‬عدة‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أبرمها‭ ‬المغرب‭ ‬مع‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الأسباب‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬تأخر‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬الكهرباء‭ ‬الضرورية‭ ‬للمياه،‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر،‭ ‬وهو‭ ‬احتمال‭ ‬تحفظ‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬وحلفائهم‭ ‬عن‭ ‬إستعمال‭ ‬دول‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬بالخصوص‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬النووية‭.‬
 
حتى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الاستعمالات‭ ‬استعمالات‭ ‬سلمية،‭ ‬وهذا‭ ‬راجع‭ ‬بالأساس‭ ‬إلى‭ ‬التخوفات‭ ‬الموجودة‭ ‬لدى‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬الإنتشار‭ ‬النووي‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬مدى‭ ‬التأثيرات‭ ‬المحتملة‭ ‬لهذا‭ ‬الانتشار‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬وكذلك‭ ‬على‭ ‬التوازنات‭ ‬الجيوإستراتيجية‭.‬
 
هذا‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬فالإتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬والمعاهدات‭ ‬الدولية‭ ‬خصوصا‭ ‬معاهدة‭ ‬عدم‭ ‬انتشار‭ ‬الأسلحة‭ ‬المعروفة‭ ‬اختصارا‭ ‬بال‭ ‬إم‭ ‬بي‭ ‬تي،‭ ‬تفرض‭ ‬قيودا‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬النووية‭ ‬الحساسة،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬للاستعمالات‭ ‬السلمية،‭ ‬أو‭ ‬كذلك‭ ‬الاستعمالات‭ ‬البحثية،‭ ‬أو‭ ‬الاستعمالات‭ ‬حتى‭ ‬العسكرية‭ ‬أو‭ ‬استعمالات‭ ‬أخرى‭. ‬هذه‭ ‬مسألة‭ ‬مهمة‭ ‬جدا،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تعيق‭ ‬استعمال‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭.‬
 
‭ ‬نقطة‭ ‬مهمة‭ ‬أخرى،‭ ‬وهو‭ ‬نقص‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والخبرة‭ ‬اللازمة‭ ‬للإستثمار،‭ ‬يعني‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الضرورية‭ ‬للإنتاج‭ ‬النووي‭ ‬في‭ ‬المحطات‭ ‬النووية،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معلوم‭ ‬يعني‭ ‬تتطلب‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التكنولوجيات‭ ‬الخاصة‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬الضرورية،‭ ‬وكذلك‭ ‬التمويلات‭ ‬الكبيرة‭. ‬لأن‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬ليس‭ ‬سهلا،‭ ‬وقد‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أولى‭ ‬التحديات،‭ ‬وأولى‭ ‬العوائق‭ ‬التي‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬باعتبار‭ ‬المخاوف‭ ‬البيئية‭ ‬من‭ ‬تسرب‭ ‬النفايات‭ ‬النووية‭ ‬وتأثيرها‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬الطبيعة‭ ‬والإنسان‭ ‬والسلامة،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬عرف‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الكوارث‭ ‬جراء‭ ‬هذه‭ ‬المحطات‭ ‬النووية،‭ ‬كتشرنوبيل‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬ومحطات‭ ‬نووية‭ ‬في‭ ‬اليابان‭. ‬وهذه‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬امتلاك‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬النووية،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬وقعت‭ ‬هذه‭ ‬التسربات‭ ‬والكوارث‭ ‬التي‭ ‬لازال‭ ‬التاريخ‭ ‬يذكرها‭.‬
كل‭ ‬ذلك‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬العوائق‭ ‬التي‭ ‬تأخر‭ ‬بها‭ ‬المغرب‭ ‬عن‭ ‬العزم‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭.‬
 
ولكن‭ ‬هناك‭ ‬مؤشرات‭ ‬أخرى‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يحظى‭ ‬بثقة‭ ‬مهمة‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬امتلاك‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬السلمية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬استعمالها‭ ‬مستقبلًا‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهربائية‭ ‬الضرورية‭ ‬لتحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭. ‬
 
وللتذكير‭ ‬فقط،‭ ‬فإن‭ ‬المغرب‭ ‬منخرط‭ ‬تقريبا‭ ‬في‭ ‬جل‭ ‬المعاهدات‭ ‬الدولية‭ ‬والمواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالسلامة‭ ‬وبامتلاك‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬النووية‭ ‬للأغراض‭ ‬السلمية،‭ ‬نذكر‭ ‬من‭ ‬بينها،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أنه‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬1957‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الأعضاء‭ ‬المؤسسين‭ ‬للوكالة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬وقع‭ ‬على‭ ‬معاهدة‭ ‬عدم‭ ‬انتشار‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬1968‭.‬
 
وأصبح‭ ‬طرفا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المعاهدة‭ ‬في‭ ‬1970،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬وقع‭ ‬البروتوكول‭ ‬الإضافي‭ ‬لاتفاقية‭ ‬الضمانات‭ ‬الشاملة‭ ‬مع‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬في‭ ‬شتنبر‭ ‬2004،‭ ‬وهو‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬عزز‭ ‬موقع‭ ‬المغرب‭ ‬وعزز‭ ‬التزامه‭ ‬بالشفافية‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬للأغراض‭ ‬السلمية‭.‬
 
نذكر‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمان‭ ‬النووي‭ ‬سنة‭ ‬1994،‭ ‬والتي‭ ‬دخلت‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬سنة‭ ‬1996‭.‬
بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬انخرط‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تأهيل‭ ‬العنصر‭ ‬البشري،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬استعمال‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬للأغراض‭ ‬السلمية،‭ ‬إذ‭ ‬تعاون‭ ‬مع‭ ‬فرنسا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إتفاقية‭ ‬التعاون‭ ‬النووي‭ ‬السلمي‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬سنة‭ ‬1989‭ ‬والتي‭ ‬بموجبها‭ ‬تمكن‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاقية‭ ‬من‭ ‬التدريب‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭.‬
 
وفي‭ ‬سنة‭ ‬2014،‭ ‬وقع‭ ‬المغرب‭ ‬اتفاقية‭ ‬أخرى‭ ‬تتعلق‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الاستخدامات‭ ‬السلمية‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية،‭ ‬سواء‭ ‬إنتاج‭ ‬الكهرباء‭ ‬أو‭ ‬إجراء‭ ‬الأبحاث‭ ‬العلمية‭ ‬الضرورية‭ ‬باستعمال‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭.‬
 
والمغرب‭ ‬في‭ ‬الحقيقة،‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬بنيته‭ ‬التحتية‭ ‬النووية‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬إذ‭ ‬باشر‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬خاص‭ ‬وهو‭ ‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬للطاقة‭ ‬والعلوم‭ ‬والتقنيات‭ ‬النووية،‭ ‬سنة‭ ‬1986،‭ ‬وهذا‭ ‬المركز‭ ‬يعهد‭ ‬إليه‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يعنى‭ ‬بالبحث‭ ‬والتطوير‭ ‬والتدريب‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬النووي‭.‬
 
والمغرب‭ ‬بالفعل‭ ‬امتلك‭ ‬مفاعلا‭ ‬نوويا‭ ‬للأبحاث‭ ‬العلمية،‭ ‬وهو‭ ‬مفاعل‭ ‬صغير‭ ‬يوجد‭ ‬بمنطقة‭ ‬المعمورة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الرباط،‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬تشغيله‭ ‬فعليا‭ ‬سنة‭ ‬2007،‭ ‬وكان‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬ودعم‭ ‬مباشر‭ ‬من‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭.‬
 
المغرب‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬واعية‭ ‬باستعمال‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الإكراهات‭ ‬الطاقية‭ ‬الحالية‭. ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬كالصين‭ ‬او‭ ‬روسيا‭ ‬أو‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أو‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬كلها‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬عازم‭ ‬فعليا‭ ‬ومستقبلا‭ ‬للانخراط‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهربائية‭ ‬على‭ ‬الخصوص‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬نووية‭ ‬واستعمالها‭ ‬في‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر،‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬من‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬التي‭ ‬يركز‭ ‬عليها‭ ‬الإقتصاد‭ ‬الوطني‭.‬