سيكون من المفيد، مواصلة حفريات نفاضة الجراب في صلاة عيد الأضحى، عبر نافذة الهمسة التالية للإمام المرشد مصطفى الرباطي، نائب خطيب صلاة العيد: "إن فضيلة النهي عن المنكر تكون بالمعروف لا بالمنكر نفسه.عن الآمرين بالمعروف والنهي عن المنكر أتحدث!".
فرحلة الهمسات بمثل هذا القول المسبوك، في غياب العمل الذي نص عليه العلماء الربانيون، بالنظر إلى ما حف نازلة صلاة عيد الأضحى من دسائس، يبين حجم النفاق المستشري في الحقل الديني. وهو ما يمس في العمق، مصداقية أي "مشروع" تسوقه وزارة التوفيق، فيصبح من لغو الكلام، أو من ديماغوجية التضليل والفساد والإفساد.
من هنا تمنحنا هذه همسة الرباطي، إمكانية السؤال التالي: ما هو مستند المعروف الذي أتى به من منطقة عمله من أمسا خارج تطوان، ليدوس على حق الإمام المرشد، الذي يوجد مسجد الحسن الثاني في منطقة عمله؟ وهل كان التمهيد لهذا القفز على الحواجز بريئا، بإسناد الخطابة له في أحد المساجد في تطوان بصفة مؤقتة، بدل الإمام المرشد لتلك المنطقة، وتصدر حاضنة النشر، لتجيير هذه الخطوة في خريطة الزحف المدروس؟ فأين المعروف، وأين المنكر في ما حصل؟.
كما تمنحنا همسته فرصة الحديث من خلال تشخيص تلبيسات النازلة، عن منظومة الفساد في تدبير الشأن الديني في تطوان. وأكيد أنه في تشخيص منكر ما حصل، هو نهي عنه. بل إن الإحاطة بمشهد التدبير المافيوزي لشناقة ريع العيد، هي "كفارة" بالنيابة، على طريق تطهير سمو اللحظة والنسك، والمقام والمدينة، من دنس المرجفين وجشع المتسولين، وحماية المبطلين.
1- إن مسطرة اختيار محمد المشكوري، خطيبا لصلاة العيد شابتها تلاعبات. فكونه خطيبا خارج إقليم تطوان في سبتة، لا يسمح له أن يكون خطيبا لصلاة العيد في تطوان. وكونه عضو المجلس العلمي بتطوان، وقد عينه وزير الأوقاف، لا يسمح له بأن يكون خطيبا. على خلاف تعيينات صاحب الأمر السابقة لأعضاء ورؤساء المجالس العلمية، تمنحهم صفة حق ممارسة الخطابة، حتى وإن لم يكونوا خطباء. ولا أظن أن الوزير التوفيق في حاجة إلى تنبيهه في باب الرمزيات أيضا، كما تم من قبل، في باب البروتوكول..
كما أن ممارسة المشكوري الخطابة في سبتة، وهو وهابي الاعتقاد والمسلك، وقطعة منه معتقة حتى النخاع بإسبانيا،في المنطقة التي كانت تضم سابقا في جنباتها، التجمعات المعلنة للوهابية المعولمة، كل هذا يعني ،أن فراخ الوزير التوفيق تمكنوا من وضع فخ خطير للدولة في صلاة العيد، قد يؤثر سلبا، من طرف اليمين الإسباني، على العمل المريح الآن، لمرجعية إمارة المؤمنين بسبتة.
2- إن الوعي برمزية صلاة العيد وهي تختلف عن صلاة الجُمع،ما كان يسمح بالإتيان لها بشاب وهابي من غير مسجده. فقد سبقت صلاة العيد وراء خطيب شاب مغربي بنفس المسجد،(هو مسجد تعيينه)، ثم صلى رئيس المجلس العلمي بعد ذلك. وكل هذا مقبول.لكن منطق التداول، كان ينبغي إفساح المجال لوجوه الخطابة بتطوان سمتا وعلما وإشعاعا،وليس السقوط في قبضة شناقة الريع. لذلك يتحمل رئيس المجلس العلمي، ومندوب الشؤون الإسلامية، مسؤولية العبث الذي حصل.ويعلم الأستاذ التوفيق طبيعة التدخلات الجارية للإبقاء على الفساد في تطوان كما هو. وقد يحمله ذلك على استحضار الفترة التي كان ينصحه فيها "الرجال"، وهو يقارن واقع الحال من تلاعب "العيال" ومحمياتهم.
3- أما في شأن اختيار نائب الخطيب،فقد وقع العدول عن الأستاذ محمد الدحروش عضو المجلس العلمي،وخطيب بتطوان، وتم استبداله بالإمام المرشد مصطفى الرباطي.وقد تدخل المشكوري لدى مندوب الشؤون الإسلامية لهذا الغرض.إذ أن المشكوري والرباطي يشكلان ثنائيا في استحقاق "الزرود"، والعمل الميداني المشترك في تسويق المخطط الأصولي.
وكما وقفنا على سعي هذا الثنائي في "بريس تطوان"، ليكون الرباطي صاحب النوبة في خطبة الصلاة المقبلة، فهناك الآن سعي، ليتولى الرباطي، تسويق صورة المشكوري في أوساط الأئمة المرشدين، لترتيب تعيينه مع رئيس المجلس العلمي،في موقع العالم المشرف عليهم، بدل العالم الحالي المشرف، الأستاذ يوسف احنانة. وهذا جانب من لعبة العيال في مسخ المعروف بتطوان.
4- أما في ما يتعلق بمضمون الخطبة، فقد تم تفويض الخطيب إعدادها مع رئيس المجلس. وقد فات وزير الأوقاف، أن يدقق فيها، بما يلزم على ضوء الخرجات الأصولية في موضوع النحر. وهكذا مرر الخطيب حمولة التشدد الأصولي، مما يبين غياب الوزير عما يعتمل من تدافع في المجتمع، وبالتالي فهو يعيش عزلة في وزارته، وهي مفخخة بالأصوليين والتقنوقراط فتم الدوس على يسر الدين.كما تم الدوس على وظيفة أمير المؤمنين في باب ضمان الطمأنينة الروحية للمواطنين. وكل جرأة هذا الدوس تمت مع الأسف في حضرة المقام.
5- وفي أداء الصلاة والخطبة، حصلت أخطاء في التكبير وقراءة الفاتحة ،وتضمين الدعاء في الخطبة الأولى على غير العادة، مما يبين عقلية النفاق الأصولي، فوقع الإستدراج لإنهاء الصلاة قبل الأوان. لكن الله سلم ،فانتصرت النية عما سواها.
ومع كل هذا، خرج شناقة الريع بدون حياء للقول بأنها أفضل صلاة، لتعبيد الطريق أمام "مولا نوبة".
أفلا يطرح كل هذا الخرق في السفينة، مطلب التدقيق أكثر في عيون الغربال، لركوبها؟