قد يبدو ذلك غريبا، بل غير واقعي، في منطقة شاطئية، خاصة في بداية فصل الصيف، على ساحل المحيط الأطلسي، الذي يحظى بشهرة كبيرة في أوساط السياحة الداخلية، خاصة لدى سكان الرباط والدار البيضاء ونواحيهما.
أخص بالذكر بوزنيقة، وبالأخص القرى السياحية التابعة لجماعة واد شراط. ودون رغبة في الإشهار، سأذكر لمزيد من الدقة بعض المجمعات السياحية المعروفة، ألا وهي مجمعات إيفزيون السياحي (حوالي 500 شقة)، وماشاء الله وإدن (الذي يحتوي على نفس العدد من الشقق أو أكثر) على وجه الخصوص، والذين يمتلئان خلال أشهر يوليوز وغشت بالكامل.
بكل أسف، أجدني مجبرا لاستعراض أخبار من شأنها أن تخيب آمال وعزيمة أولئك الذين اختاروا هذه الوجهة لقضاء عطلتهم. شاحنات جمع النفايات المنزلية لم تجب أزقة هذه المجمعات السياحية منذ 4 أشهر (أربعة). يقال إن جماعة واد شراط، التي كان يرأسها في في وقت من الأوقات زميلنا المرحوم أحمد الزايدي، تراكمت ديونها لدى مكب للنفايات بالمحمدية، حيث بلغت مليون درهم، اضطر الدائن لرفض استقبال النفايات المنزلية من هذه المنطقة. وبذالك، يؤدي المقيمون، سواء كانوا دائمين أو موسميين، فاتورة عجز الجماعة عن حل مشاكلهم. وهكذا تتراكم النفايات المنزلية أمام العمارات منذ أربعة أشهر.
وقد لجأت المجمعات السياحية إلى اتخاذ حلول بديلة مؤقتة: حرق أكوام من النفايات المنزلية، لكن ذلك تنبعث منه روائح كريهة لم تتحملها الساكنة. الحل الثاني هو الاعتماد على عربات ثلاثية الدراجات ((triporteurs الذين ينقلون القمامة إلى نقطة تجميع في الصخيرات . ولكن، ما هو عدد الحاملات الثلاثية المطلوبة لهذا الغرض وإلى متى ىسوف يسري هذا الحل؟ وهذا الوضع المستمر منذ أربعة أشهر، رغم إبلاغ كافة الجهات، لا يزال معلقا حتى اليوم، في ذروة العطلة الصيفية.
وهكذا تزداد حيرة المجمعات السياحية التي لا تحتوي أصلا على شبكات الصرف الصحي، إضافة إلى قربها من واد الشراط، الذي يثير مشاكل مماثلة لتلك التي يواجهها واد أم الربيع (مياه الوادي لا تتدفق في البحر إلا بشكل ضعيف، وركود المياه في الوادي، حيث تصب شبكات مختلفة للصرف الصحي مختلفة)، نأسف أن المشاريع العقارية الكبرى لا تبدي أي اهتمام للبنيات الاجتماعية التحتية الترفيهية والرياضية (الملاعب الرياضية) للأطفال في مجمعات تأوي 500 شقة. وفي جميع الأحوال، نادرا ما تفرض البلديات والإدارة الترابية دفتر تحملات، تندرج فيه مثل هذه التوصيات.
ويعول السكان قبل كل شيء على عناية واجتهاد عامل بن سليمان لحل هذه المشاكل بشكل عاجل.
هكذا تزداد حيرة المجمعات السياحية التي لا تحتوي أصلا على شبكات الصرف الصحي