يتداول المهاجرون في السويد، قصة ذلك المواطن السويدي من أصول عربية، الذي اصطاد بعض الأرانب في أحد منتزهات مدينة مالمو، ولما أكلها أصيب بمغص حاد في بطنه، اضطر معه للذهاب للمستشفى، وعند سؤاله هل هذا المغص ناتج عن أكل الأرانب البرية، أنكر بشدة خوفا من العقوبات القانونية التي يفرضها القانون السويدي، وبعد أخذ ورد واشتداد الألم اضطر المواطن السويدي إلى الاعتراف بفعلته، وهو ما مكن لطاقم الطبي من إعطائه لقاح مضاد للآلام الناتج عن اكله للأرانب البرية، كما غرمته السلطات المحلية مبلغا ماليا عقابا له على أكله لهذه الحيوانات التي يحميها القانون.
قصة هذا المواطن السويدي من أصول عربية مع الأرانب البرية، يتداولها المهاجرون العرب في مالمو بكثير من المرح خصوصا وأن جل الجاليات العربية تحب أكل الأرانب غير أن القانون الخاص بحماية الحيوان السويدي رقم 1192 والصادر سنة 2018، يحظر المعاملة السيئة للحيوانات، ويفرض عقوبة تتراوح بين الغرامة المالية أو السجن لمدة أقصاها عامين أثنين.
تتميز السويد بمناظرها الطبيعية الخلابة ومساحاتها الخضراء الشاسعة التي تحتضن تنوعًا بيئيًا غنيًا. في المدن السويدية، تتعايش الأرانب بحرية في الحدائق والمنتزهات العامة، مما يعكس التوازن البيئي الذي تحرص الحكومة السويدية على الحفاظ عليه. تنتشر الغابات والمتنزهات الوطنية في جميع أنحاء البلاد، مما يوفر بيئة طبيعية لهذه الحيوانات البرية. التعايش السلمي بين الإنسان والأرانب في السويد يعكس اهتمام السكان بالحفاظ على البيئة واحترام الحياة البرية.
على النقيض، يعاني المغرب من نقص في المساحات الخضراء، وخاصة في المناطق الحضرية الكبرى. وتنتشر الكلاب الضالة بشكل لافت في شوارع المدن المغربية، ما يطرح تحديًا كبيرًا للسكان.
إذ تشكل الكلاب خطرًا صحيًا وأمنيًا بسبب الأمراض التي يمكن أن تنقلها وسلوكها العدواني في كثير من الأحيان. مشكلة الكلاب الضالة في المغرب، تتنامى بشكل كبير خاصة مع فشل الإجراءات التي اتخذتها السلطات من أجل الحد من تناسلها وتطهير الشوارع منها وضمان سلامة المواطنين.
في السويد، تعتمد إدارة الموارد الطبيعية على سياسات صارمة تهدف إلى الحفاظ على الغابات والمناطق الخضراء لاسيما أن الغابات تشكل 70 في المائة من مساحة السويد. تشجع الحكومة السويدية على إعادة التشجير وحماية التنوع البيولوجي، مما يعزز جودة الهواء والماء ويجذب السياحة البيئية. من جهة أخرى، يواجه المغرب تحديات في هذا المجال، وهي التحديات التي حالت دون توفر جل مدننا على منتزهات طبيعة تكون متنفسا لساكنة هذه المدن.
تولي الثقافة السويدية أهمية كبيرة للبيئة، حيث يشارك المواطنون بفعالية في الحفاظ على المساحات الخضراء ويظهرون وعيًا بيئيًا متقدمًا،..بدوره التعليم السويدي يشمل موضوعات حول أهمية البيئة، مما يعزز هذا الوعي من جيل إلى آخر.
في المغرب، رغم وجود وعي بيئي متزايد، إلا أن التحديات الاقتصادية والاجتماعية تعرقل الجهود المبذولة في هذا المجال. التوعية البيئية في المغرب بحاجة إلى تعزيز أكبر في المناهج التعليمية والإعلام.
بينما تستفيد السويد من مساحات خضراء شاسعة تتعايش فيها الأرانب مع الإنسان، يواجه المغرب تحديات كبيرة في توفير مثل هذه المساحات ويعاني من مشكلة الكلاب الضالة في المدن. تعكس هذه الاختلافات الفروقات في إدارة الموارد الطبيعية والبيئية والوعي الثقافي بين البلدين.