تهمس الأصوات غير المرئية بأسرار لا تسمعها إلا الروح المعذبة.
تطير الأفكار بعيدًا، مثل النوتات الموسيقية المتنافرة، لتشكل سمفونية فوضوية تفلت من كل انسجام.
ينقسم العقل إلى آلاف شظايا الزجاج، كل منها يعكس جانبًا من جوانب الواقع، لكنه لا يعكس كامله أبدًا.
تزحف الهلوسة كالأشباح في شبكة العنكبوت، بينما تنسج الأوهام حكايات خيالية، تحرف خيوط المنطق.
فالفرد، مثل الماشي على حبل مشدود على خيط فضي، يتأرجح بين الوضوح والارتباك، باحثًا عن التوازن في عالم ذي حدود غير واضحة.
تتحول العواطف، هذه الموجات المتقلبة، إلى عواصف لا يمكن التنبؤ بها، مما يؤدي إلى تآكل شواطئ الوعي.
الانفصام قصيدة غريبة، مكتوبة بكلمات متناثرة، لوحة سريالية بألوان متغيرة، لحن قد يسعى لفهمه بعض المتبصرين.
في هذه المتاهة العقلية، تكافح الروح لتجد مخرجًا، نورًا، وسلامًا داخليًا.
ماذا لو كان الفن والموسيقى والشعر مفاتيح لفك هذا اللغز، وتوفير الراحة لهذه العقول المتعبة.
الدكتور أنور الشرقاوي بتعاون مع الدكتور هاشم التيال، طبيب متخصص في الامراض النفسية في تقلبات العقل، حيث يرقص الواقع والوهم في فضاء غامض، يولد الانفصام.
الدكتور أنور الشرقاوي على يسار الصور والدكتور محمد تيال رئيس الجمعية المغربية للطب النفسي الديناميكي