مصطفى الإدريسي: شتان بين إضاءة دجنة القصري وإضاءة دجنة العلامة المقري

مصطفى الإدريسي: شتان بين إضاءة دجنة القصري وإضاءة دجنة العلامة المقري مصطفى الإدريسي
عطفا على مقال السيد عبد الجليل القصري ، الذي جاء ردا على رأينا في موضوع "توحيد خطبة الجمعة..رفع اللبس " ، وقد اتخد لمقاله عنوانا سماه :" إضاءة الدجنة عما في توحيد الخطبة لنقض وظيفة الجوامع من خدعة " ، وهذا العنوان هو استعارة من منظومة العلامة الشيخ المقري ، وهي : " إضاءة الدجنة في عقائد اهل السنة " ولست ادري هل صاحب المقال اشعري العقيدة ام لا ، لكنه مع الاسف اساء استعمال هذه الإستعارة وادعى ان " توحيد الخطبة خدعة.." ..هكذا..، وهو وصف انعكس في مادته ، فلم يضئ دجنة بل زاد في التعتيم بسبب ما اعترى مادته من الانفعال وسوء الظن، ولا أدل على ذالك من تكراره ثلاث مرات للفظة " الاستبداد " ، وادعى في آخرها بأن توحيد الخطبة " رعاية للاستبداد والفساد !!!؟" وهذا هو "اطلاق الكلام على عواهنه " الذي رمانا به تعسفا.
 
إننا تعلمنا من فقهائنا الاجلاء قاعدة تقول :" وليس كل راي يعتبر سوى ما كان فيه حظ من النظر " والنظر المطلوب هو الذي يكشف ما خفي من المعلوم بشرط النزاهة والموضوعية ولا يتم ذالك الا بتخليصه من الذاتية وشوائب النفس ونزواتها، وهو ما لم يتوفر في مادة صاحبنا .
 
لقد تساءل في مادته عن الجهة التي .."قامت برصد الفرق.." وادعى ان القول بوجود مسافة بين الدين والتدين ، هو "استنتاج واهم.."، وحسبي ان احيله على العدد 88 من مجلة "مغرب اليوم الجديد " بتاريخ 26 نونبر 2010 ، والذي تضمن ملفا مستفيضا بعنوان :" المغاربة والنفاق الديني..كيفاش "
 
وأشار الملف الى دراسات وبحوث علمية ميدانية تؤكد على أن "الممارسة الدينية لدى المغاربة، تظهر تفوقهم في الجانب التعبدي ، مقابل تراجعهم في الجانب السلوكي " ، ولا يتسع المجال لسرد نتائج كل تلك الدراسات ، لكن الحقيقة التي لا يردها الا مكابر او معاند هي كما ذهب احد الباحثين ، أن : "التناقض الديني سمة العصر الحاضر " .
فهل من الرزانة والمسؤولية ان نصف علماءنا ب "الضلال المبين" لانهم قاموا بواجبهم واجتهدوا بوضع خطة ل "تسديدالتدين"!؟

 
أي ضمير ديني هذا دأبه وديدنه!!؟ والمجتهد مأجور على كل حال ولنا كل الثقة في نوايا علماءنا الأفاضل .
ثم ان مادة سي عبد الجليل ، جاءت لتتهكم على خطة توحيد الخطبة وشبهتها ب "الطبيب الذي يصف دواء واحدا لجميع المرضى "..هكذا..

 
ألم يعلم صاحبنا بان الدواء صنفان : وقائي وعلاجي وباللغة الفرنسية : le traitement préventif et le traitement curatif، وان الدواء الوقائي يكون جماعيا ، كالتلقيحات ضد الاوبئة والدواء العلاجي قد يكون فرديا او لمجموعة تتشابه اعراضها ، ويكون بحسب الحالات ، وهو ما قصده صاحبنا ، لكن ومع قليل من التؤدة ، كان ليدرك بان خطبة الجمعة هي بمثابة الدواء الجماعي الذي يلقن الجماعة اسباب الوقاية من الأمراض التي تفتك بالتدين وترمي به بعيدا عن مقاصده الربانية السمحة .

أما القول بأن الخطاب في الجمعة خاص لمن جاء يبحث عنه وانه لا بد من مراعاة الفئات المختلفة من الناس .. فاطلب من صاحب المقال ان يطلع على المشروع الاصلاحي جملة و تفصيلا وان لا يتعامل مع المعطيات بانتقائية لغرض في نفسه .
 والله تعالى ولي القصد وهو يهدي السبيل .