تطوان.. ما دلالة جرأة "فراخ" الوزير التوفيق في صلاة عيد الأضحى وعلى الرأي العام!

تطوان.. ما دلالة جرأة "فراخ" الوزير التوفيق في صلاة عيد الأضحى وعلى الرأي العام! أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ونائب الخطيب مصطفى الرباطي (يسارا)
يظهر  أن  شناقة "الريع" في الحقل الديني بتطوان ، لم ترقهم مادة "أنفاس بريس":"تطوان.. خطيب صلاة عيد الأضحى بترتيب وتلغيم علاقة المغرب بإسبانيا! "،في أعقاب مادة: "دلالات خطبة وصلاة عيد الأضحى المبارك لجلالة الملك بتطوان " التي حررها الخطيب محمد المشكوري ونائبه مصطفى الرباطي، بموقع "بريس تطوان"، فانبرى الرباطي "مولا نوبة" في رهان  الخطابة مستقبلا، حسب منطق مادتهما، لتكييف همساته  بصفحته على الفايسبوك على هذا النحو.:"أنَّى للسفينة أن تصلَ إلى برِّ الأمان، والخَرْقُ يأتي من ركابها،؟ ".وأضاف همسة أخرى:"إن استمرارَ النَّقْدِ، وتَكْرَارَهُ، دليلٌ على قُوَّةِ النَّجاح الحَاصِلِ، وتمَكُّنِ أهلِه". 

وهكذا نلاحظ في المجمل من خلال حالة الثنائي المشكوري-الرباطي، في ظل ما أصبح عليه تدبير المجلس العلمي ومندوبية الشؤون الإسلامية من إدمان تنفس التدليس،أن الذين يبغونها عوجا لا يكتفون بتحصيل مغانم انحرافهم، وكفى. بل يعمدون فوق هذا، إلى "السنطيحة"، بالتنظير للفساد وتبريره.والأخطر في كل هذا ،هو محاولة الاختباء في جلباب السمو المغربي، أمام صمت الجميع .وهذا ملمح من حالة الضعف التي تمر بها البلاد، أمام تغول منظومة الفساد الأصولي في الحقل الديني.

فالمادة التي حررها هذا  الثنائي،كدعاية بئيسة لشخصيهما  ،وتحت عنوان السمو المغربي للتضليل،تضمنت أخطاء في الرصد التاريخي تهم الأستاذ التوفيق كمؤرخ ،لما اعتبرا أن تطوان"كانت عاصمة للدولة المرينية والدولة الوطاسية"، ،وتهمه كذلك كوزير،لما اعتبرا في شأن صلاة أمير المؤمنين في تطوان، أنه "في كل مرة يتم اختيار خطباء أجلاء معظمهم متخرجون من معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات".وكل هذا مجانب للحقيقة.
ولا يخفى أن هذه المادة، وهي تجير ما حصل، كانت تهيء الأجواء في المرة القادمة، لمولا نوبة.هكذ تشتغل عقلية شناقة الريع بدون حياء..

 
كما نلاحظ في تفاصيل همستي الرباطي،كيف ابتدأ بمسحة المظلومية ،وهو المساهم في مخطط خرق السفينة .وانتهى بزهو التمكن الأصولي في نجاحه في خرق هذه السفينة، وتبخيس وظيفة النقد في التصدي لذلك.
 
ونحن على وعي بهذه الحقيقة في اعتراف الرباطي، بأن جرعة النقد القليلة في الحقل الديني ،فشلت في وقف زحف الترسيم الأصولي  في البلاد،وهو كوهابي خريج معهد تكوين الأئمة ،خير تعبير عن هذا التمكن، وأن الوزير التوفيق وضع بغالبية الأئمة والمرشدين، وبأذرع هذا التمكين كذلك، في المجالس العلمية والتعليم العتيق، لغما إديولوجيا خطيرا لمستقبل البلاد، إذ لم تتجند البلادلتبطل مفعوله ،فسنتحسس من الآن  أوجه تعبيرات انفجاره في المستقبل.وأكيد أن في مضمر هذا الكلام قوانين فيزياء التاريخ،سيلتقطها حكماء البلاد، وسيبحثون لها عن شواهد من التاريخ .أما من هم في موقع التدبير الديني،فغالبيتهم لم ينجحوا بعد في امتحان تخلية النفس من نزوعات الأحقاد الإديولوجية،لمعانقة أفق الحقيقة بكل تجرد،بما ينسجم وسمو تصريف أعباء تحملات مرجعية إمارة المؤمنين.ومن ثم فلن ننتظر منهم فضيلة الإصغاء.فزهو السلطة، هو كذلك من العوائق الإبستيمولوجية حتى في التفكير.لذلك يظل مخاطبنا هو صوت العقل ، في صفوف مواطينينا ونخبتنا المسكونين ب"تمغربيت"،وصوت العقل والحكمة أيضا،في كل مراتب المسؤولية المتجردة ،من كل الأهواء الشخصية والأديولوجية.

وبما أن الرباطي ، فضل إخراج العينين،رغم حساسية الموضوع،فأبان عن موقع اصطفافه،فإن هذا يهم الوزير التوفيق في مطلب وضع منتوجه الاستثنائي في عدم الانضباط الإداري والمذهبي على محك فقه المآلات.أما نحن فسنواصل مهمة فضح الزيف، إيمانا بكل الأطر المؤسساتية  الناظمة  لأسس عيشنا المشترك، بما فيها مقتضى البيعة في باب إسداء النصح.
 
 
وحري بالذكر في باب التمييز بين المستويات،أن تنظيم صلاة العيد في شقها المادي كان ناجحا.ولا بد في هذا الصدد،من تحية المواطنين ومختلف المتدخلين على تفانيهم .أما في شق اختيار الخطيب ونائبه ومضمون الخطبة والأداء،فالأمر كارثي في معناه.ولا عبرة بادعاء الخطيب بأنها أفضل صلاة وأحسنها على الإطلاق ،علما أنه بهذا الإدعاء،وشواهد الحال تكذب ذلك،يكون أيضا في موقع سوء الأدب مع من سبقه من خطباء المدينة؛الأساتذة :عبد الغفور الناصر و إسماعيل الخطيب و محمد الناصر وتوفيق الغلبزوري...حيث شفافية الاختيار ،ووضوح الرسائل وجودة الأداء والسمت..فهناك فرق بين مرحلة سابقة، وهذه التي ابتليت بها تطوان الآن، من "التبزنيس" الديني والجرأة على يسر الدين ، و والجرأة أيضا على حرمة المقام، الذي توزن أموره بميزان الذهب ، وتحاط رسائله بالقراءات العشر  ،حسب أعراف المغاربة في توقير المقام السامي،حيث مع الأسف، ابتذل شناقة العيد كل شيء.
 
و ما زال في نفاضة الجراب ، من تفاصيل بؤس العبث فيما حصل،ما يستوجب تدقيق عيون الغربال في باب اليقظة، لوضع حد  لمثل تسللات الجرأة هاته."وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ"!