بلبودالي: المحمدية تعيش تراجعا رهيبا في عهد آيت منا

بلبودالي: المحمدية تعيش تراجعا رهيبا في عهد آيت منا عزيز بلبودالي وهشام آيت منا رئيس مجلس جماعة المحمدية
أكد عزيز بلبودالي، صحافي ومهتم بالشأن المحلي بمدينة المحمدية، أن صورة عاصمة الورود تراجعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وذلك رغم الكثير من المؤهلات التي تتوفر عليها هذه المدينة، وأضاف أن حدة المشاكل تضاعفت بشكل كبير خلال التجربة الجماعية الحالية.

 في سنوات الأخيرة تراجعت صورة مدينة المحمدية بشكل رهيب، ما هو السبب في رأيك؟
للأسف، فقد تراجعت مدينة المحمدية سنوات طويلة إلى الخلف، فقد كانت المحمدية خلال سنوات الثمانينيات القرن العشرين وقبلها مدينة متكاملة على عدة أصعدة بتوفرها على عدة معطيات ومن بينها تواجدها بين العاصمة الرباط والدارالبيضاء، ولقد كان المجلس البلدي في تلك الفترة وضع مخططا مستقبليا واعدا، ومن بين مشاريع هذا المخطط مسرح عبد الرحيم بوعبيد ودار الثقافة بالعربي ومركب الرياضة والترفيه..
 
لماذا لم تستغل المحمدية هذه القفزة، وما هي أسباب التراجع الذي عرفته المدينة؟
لقد كان وراء ذلك التجربة حزب الاتحاد الاشتراكي، ولكن بعد نهاية هذه التجربة انهارت كل هذه المخططات ودخلت المدينة في مرحلة التراجع، سيما مع النمو الديمغرافي الذي عرفته، حيث لم يتم مواكبة تزايد عدد السكان. و يمكن القول إن التراكمات التي عرفتها المدينة منذ حلول الألفية الحالية كرست الواقع السيئ التي تعرفه.
 
تتوفر المحمدية على عدة مؤهلات طبيعية وكذا وجود شركات الصناعية،  الأمر الذي يمكن أن يساهم في بروز مدينة رائدة، فما هو الخلل الذي تعرفه المحمدية والذي حال دون تحقيق ذلك؟
إن الخلل يكمن في الفكر التسييري الذي لم يواكب هذه التحولات في مدينة تعرف وجود عدة مؤهلات سياحية واقتصادية ورياضية وهي الشروط المساعدة على إحداث التنمية في المدينة، ولكن للأسف نحن اليوم نجني ما نزرعه، حيث ثم منح الأصوات لأناس لا يعرفون أهمية هذه المدينة.
 
هل يمكن القول إن المحمدية غير محظوظة بوجود منتخبين يترافعون عليها في البرلمان والحكومة؟.
للأسف لا يزال المال حاضر بقوة في العملية الانتخابية وهو ينتصر على التحليل المنطقي والعقلاني للأمور، فالمحمدية تتوفر على كفاءات كثيرة في مجالات مختلفة ولكن المال يلعب دوره بشكل كبير والتجربة الحالية تؤكد هذا المعطى، والدليل حاليا هو أنه ولو مشروع واحد تم إنجازه، علما أن نعيش العالم الثالث في هذه التجربة، وبالعكس فإنه معدل التراجع تفاقم، وإن حديقة "البارك" تحولت إلى أرض قاحلة.
 
لكن هناك من يقول إن عدم سقي هذه الحديقة بالماء الصالح للشرب هو الذي أدى إلى المشاكل التي تعرفها، ما هو رأيك؟
لقد تم انتخاب هؤلاء الأشخاص من أجل إيجاد الحلول لمثل هذه المشاكل،  ولقد وجدت مجموعة من المجالس المنتخبة حلول لقضية سقي المساحات الخضراء. وإذا كانت الشركة التي كانت تتكلف بحديقة "البارك" تعرضت للإفلاس فهذا لا يعني أن "نبقاو مربعين يدينا".
 
ألا تعتقد أن إغلاق شركة "لاسامير" ساهم بدوره في تعميق المشاكل الكثيرة التي تعرفها المحمدية، وخاصة في القضايا المرتبطة بالبنيات التحتية وتشغيل اليد العاملة؟
-نسبيا يمكن القول إن إغلاق هذه الشركة ساهم في دوره في تعميق من حدة المشاكل، لأن "لاسامير" كانت معروفة بالمبادرات التي تقوم بها، حيث كانت تساهم في كل مجالات الحياة في المدينة، وللأسف من يدبرون شؤون المدينة لم يتمكنوا من تغطية الخصاص الذي تركته هذه الشركة.
 
في ظل تعقد المشاكل التي تعرفها المحمدية، ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه النخبة في هذه المحمدية، علما أنك قلت أنها تتوفر على عدة شخصيات في عوالم مختلفة؟
النخبة حاضرة ولكن صوتها للأسف لا يطغى على صوت المال والاغراءات. وكل المدن التي يتم تسييرها من قبل حزب رئيس الحكومة تكاد تعرف نفس المشاكل.
 
لقد قرر هشام آيت منا، الرئيس الحالي لبلدية المحمدية، الترشح لرئاسة فريق الوداد الرياضي، هناك من يقول إن نجاحه في مهمة رئاسة بلدية المحمدية هو الدافع وراء اختيار مغامرة رئاسة الوداد، ما هو رأيك؟
"يضحك"، واش "باغي ضحك عليا ولا على ولاد المحمدية" بالقول إنه نجح في المجلس البلدي، ما تم الحديث عنه خلال هذا الحوار يؤكد أن آيت منا فشل في مهمته بالمحمدية.
 
ولكن هل يمكن أن تحمله تبعات سنوات طويلة من المشاكل في المحمدية؟
أبدا، ولكن أتحدث فقط على التجربة الحالية، فقد تراجعت المدينة سنوات طويلة إلى الوراء، فرغم الملاحظات التي كنا نسجلها من حين إلى آخر على بعض المسؤولين في المدينة، لكنهم تركوا بصمة على مستوى التسيير، أستغرب كيف لرجل نجح في عمله لم يقم بإنجاز لو مشروع.
 
ولكن في اعتقادك ما هي الأشياء التي يمكن أن تغري أيت منا للترشح الوداد في ظل المشاكل الكثيرة التي تعرفها المحمدية؟
من الصعب على الإنسان أن يبتعد عن الأضواء والشهرة.

في السنوات الأخيرة قمت بتأليف مجموعة من الكتب في بعض القضايا الرياضية، كيف ترى واقع التأليف الرياضي بالمغرب؟
قبل أن أجيب على هذا السؤال، لابد بداية أن أؤكد على مسألة مهمة تتعلق بفريق شباب المحمدية الذي أحبه وهي أن يضع المنخرطين وقدماء اللاعبين والأنصار  يدا في يد من أجل مساعدة الفريق ووضع هيكلة جديدة. وبالعودة إلى سؤالك، فإن التأليف الرياضي لا يزال ضعيفا في المغرب مقارنة مع العديد من الدول، وذلك رغم التاريخ المشرف للرياضة المغربية، وهناك مشاكل في عملية التوثيق الرياضي، ولا تزال هناك اكراهات كثيرة تواجه الزملاء الذين يهتمون بالتأليف الرياضي ومن بينها ارتفاع مصاريف الطبع وغياب المعلومة، حيث في أغلب الأحيان يتم الاعتماد على الرواية الشفهية لبعض الأبطال الرياضيين. وأتمنى أن تهتم اللجنة الأولمبية بهذا الأمر، خاصة أنه تم الحديث في السابق على تخصيص دعم لهذا المجال.