أريري: كيف تجنبت الذهاب في "بياص لابيلانص" بمدينة تولوز !

أريري: كيف تجنبت الذهاب في "بياص لابيلانص" بمدينة تولوز ! الزميل عبد الرحيم أريري بساحة الكابيتول بمدينة تولوز ( يمينا) وبحديقة ويلسن
اليوم 5 يوليوز 2024، وبعد خيبة التسجيل في ماراطون مدينة تولوز الفرنسية، قررت الإقلاع عن عادتين سيئتين بمجرد عودتي للمغرب. الأولى الامتناع عن تناول فطور الشفنج كل صباح، عند محل "هتلر" بزاوية شارعي بئر إنزاران والروداني بالبيضاء، فيما العادة الثانية الإمساك عن أكل "قطبان بولفاف" بمطعم شارع عبد الرحيم بوعبيد بحي الوازيس وأكل "الكرعين" عند حسن بزنقة سقراط بحي المعاريف.
 
ما شجعني على المبادرة بالتسجيل في المسابقة الاحتفالية الخاصة بالجري بمدينة تولوز، (la corrida)، أن المنظمين حددوا مسارين للجري: مسار واحد للهواة وللراغبين في "لقصارة والنشاط"، والمسار الثاني مخصص لمحترفي الجري ولمن اعتادوا الجري وممارسة هذه الرياضة كهواية ثابثة بشكل شبه يومي.
 
توهمت في بداية الأمر أن مسار الهواة و"أصحاب النشاط"، سيكون قصيرا ولا يتطلب سوى الجري لبضع دورات حول ساحة "الكابيتول" الشهيرة، Capitole، خاصة وأني أعلم أن مساحة هذه الساحة الشهيرة لا تتعدى هكتارا وربع الهكتار، فإذا بالشابة الحسناء التي تسجل الراغبين توضح لي أن المسار المحدد للهواة هو 3 كيلوميترات وبأن الانطلاق سيكون من ساحة "الكابيتول" وليس الجري حولها.
 
هنا "تفشوا لي الروايض وتجمد لي الما في ركابي"، لأن مخزوني من الطاقة و"العرق والجهد" لا يكفي سوى ل600 أو 700 متر، وحتى 1000 متر، لكن أن تصل المسافة إلى 3000 متر، فلا أظن أن أي طبيب يسمح لي بخوض هذه التجربة، حتى لو كان "ربيب خالة نسيبة بنت عمتي"!
 
شكرت المكلفة بالتسجيل، وتوجهت لأتجول في الشوارع والأحياء البهية بمدينة تولوز ، حيث استمتعت حقا بحدائقها ومنتزهاتها المتناثرة في كل حي وكل درب.
 
لم أندم على الجولة بالمدينة. فتولوز، التي لا يقطنها سوى 500.000 نسمة، تضم 170 منتزها و13ساحة/حديقة square، فضلا عن وجود 160.000 شجرة في شوارعها وأزقتها الممتدة على طول يقارب 5000 كيلومتر تقريبا، بشكل يجعل حصة كل مواطن بتولوز من المساحات الخضراء حوالي 20 متر مربع، بينما منظمة الصحة العالمية توصي بحصة 10 أمتار لكل مواطن(للمقارنة هناك أقل من متر مربع لكل مواطن بالدار البيضاء!). لدرجة أن 90% من سكان تولوز لا تبعد عن مقر سكناهم حديقة أو منتزها إلا ب 15 دقيقة مشيا على الأقدام. وهو ما لاحظته في المناطق الست (les 6 secteurs)، التي تتكون منها البلدية.
 
في المساء كان علي العودة إلى ساحة "الكابيتول" حيث كانت الانطلاقة لماراتون "الكوريدا"، بحثا عن الوصفة السحرية التي تجعل المرء يجري لمسافة 3 كيلوميترات، بل والجري لعشرة كيلوميترات ، دون أن ينهي السباق محمولا على "بياص لابيلانص" !