عبد اللطيف لبريني: مدينة طنجة في حاجة إلى ميثاق معماري تجاري 

عبد اللطيف لبريني: مدينة طنجة في حاجة إلى ميثاق معماري تجاري  مشهد عشوائي أضحى من المشاهد المألوفة في الفضاء العمومي
استضاف برنامج  بالعين المجردة الذي تبثه إذاعة طنجة الدكتور عبد اللطيف لبريني الباحث والمتخصص في مجال التعمير، وخلصت الحلقة لموضوع إشكالية القطاع التجاري بطنجة والعشوائية التي تعرفه العديد من المجالات التجارية، وخاصة الجانب المتعلق بالتعمير التجاري باعتباره يمثل آلية للاندماج الإجتماعي، والسؤال الذي بات يؤرق الكثيرين بالمدينة هو رهان التنمية التجارية وإصلاح التعمير من أجل تنمية متناغمة  للتجارة في محيطها، دون استثناء الاستراتيجيات المعتمدة فيما يخص إعادة تهيئة وتحديث  القطاع التجاري بالمدينة العتيقة مثلا، ومنهجية تدبير مراكز المدينة تجاريا، في سياق كسب رهانات التسويق والتعريف بالمدينة..
 
وهكذا قام عبد اللطيف لبريني في البداية بتعريف التعمير التجاري بأنه عبارة عن حقل يدخل ضمن التعمير بصفة عامة ،وهو مجال للتخطيط ولأنشطة تجارية  في رقعة معينة كجزء من مدينة من أجل ضمان سير عادي لنشاط تجاري وبطريقة منتظمة ،دون تدبير ارتجالي وعشوائي.
 
وفسر البريني ما يمكن ملاحظته اليوم بمدينة طنجة من الإرتجالية في التخطيط على صعيد الأنشطة التجارية التي تعرف بعض الأحياء بها تمركز محلات تجارية، تفتقد في معظمها إلى ذلك الضبط  الذي يمكن أن يمثل الخيط النابض بين هذه الفضاءات التجارية..
 
فقال لبريني إن الأشكال لا يمكن أن يقتصر على مستوى التخطيط، ولكن الإشكال بالأساس يقتصرعلى مستوى التدبير، فالمجال التجاري يقتضي وضع رؤيا استشراف وورقة طريق  يتم الجواب فيها عن السؤال كيف ندبر؟؟ وهي طريق يحصل حولها اتفاق وتلاؤم من أجل مشورة في التطبيق.. فما يقع من أنشطة تجارية ببعض المناطق يمكن اعتباره نوعا من العشوائية،التي تشوه صورة المدينة على مستوى مركزها  وكلما ابتعدنا من المركز نحو محيط المدينة، تكثر العشوائية وتغيب رؤية التدبير ..
 
فاستشراف مواعيد طنجة المقبلة  التي تتطلب الكثير من الضبط والعقلانية في التعامل مع العنصر الخاص بالتعمير خاصة وطنجة تتوسع عمرانيا وتتوسع كذلك من خلال التزايد الديموغرافي فلماذا لا يتم ضبط خارطة الطريق الخاصة بها  في إطار تصميم التهيئة؟.
 
لهذا أكد الخبير البريني أن تصميم التهيئة لا يمكن أن يؤطر كيف يصبح النشاط التجاري؛ فهو يحدد التنطيق على مستوى البناء..

فالمستعجل الان هو إعداد لوثيقة  تكون من طرف متدخلين من جماعة ومن غرفة التجارة، وسلطة الولاية، ووكالة حضرية، والجهة ووزارة التجارة وهذه الوثيقة هي "ميثاق معماري تجاري " بحيث اي شخص لا بد وأن يحترم مجموعة من القواعد داخل هذا الميثاق على مستويات المحل والأبواب الخ ..
 
اما طنجة والحالة التي عليها الآن فكانك لست في مدينة طنجة فكل واحد اختار لونا معينا وشكلا معينا للواجهة، ومحتلا بطريقة عشوائية المجال العمومي.. ولهذا فطنجة تحتاج إلى ميثاق معماري تجاري ..