ترجل الزميل الصحافي أحمد الهيبة وياه الشيخ ماء العينين، الذي كان من الرعيل الإعلامي الأول في الأقاليم الجنوبية، وذلك يوم الإثنين فاتح يوليوز 2024، بعد مشوار حافل في مهنة المتاعب، بدأه منذ سبعينيات القرن الماضي.
فيما يلي تصريح أدلى به زميله في إذاعة الداخلة، أحمد العهدي، وهو يرثي الراحل:
انتقل إلى جوار ربه، وقد أسلم روحه الطاهرة لباربها قيدوم الإذاعيين، أحمد الهيبة الشيخ ماء العينين، المعروف في الأوساط الإعلامية الجهوية والوطنية باسم الهيبة وياه، وهو يعد من الرعيل الأول من أبناء الأقاليم الجنوبية.
الراحل من مواليد 1949 بمنطقة تافودارت، ولج الحقل الإعلامي مستفيدا من فترة تكوينية بالدار البيضاء سنة 1974، وفي شهر أكتوبر من نفس السنة، عمل صحافيا بإذاعة صوت التحرير والوحدة بطرفاية التي كانت توجه برامجها السياسية، ضمن تقارير تروم دحض مغالطات الانفصاليين وخصوم الوحدة الترابية والكشف عن زيف أطروحاتهم الواهية.
في نونبر من سنة 1975، ساهم بجانب فريق إعلامي متمرس وأسماء وازنة مرموقة في عالم الإعلام، في تغطية حدث القرن العشرين، حدث الزحف الأخضر في المسيرة الحسنية السلمية، بجانب المتطوعات والمتطوعين.
في الفترة الممتدة من سنة 1979 إلى 1984 اشتغل بمحطة المسيرة للتلفزة التابعة للإذاعة والتلفزة بالعيون.
سنة 1985 شارك ضمن فريق إعلامي في تغطية أول زيارة ملكية ميمونة للعيون قام بها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني.
في الفترة الفاصلة بين سنتي 1985 و2005 أغنى الخزانة الإذاعية بإذاعتي العيون والداخلة الجهويتين بعدة برامج ذائعة الصيت، من قبيل "جولة الميكروفون" و"الوطن غفور رحيم"، قدمها ضمن برامج إذاعة العيون، و"حدائق المعرفة" و"خيمة الأدب والثقافة"، ضمن برامج إذاعة الداخلة، فضلا عن إنجازه لمراسلات للإذاعة المركزية. سنة 2005، خلفا لعزيز الشديري، عين الراحل رئيسا لمحطة الإذاعة الجهوية بالداخلة، وبقي بها إلى أن احيل على التقاعد سنة 2020، ليخلفه يونس الكنتي.
الفقيد الراحل خلال مساره المهني الحافل نظمت له عدة تكريمات في الداخلة والعيون وگلميم و الرباط.
من أهم إنجازاته النوعية نيله الجائزة الوطنية الأولى في استحقاق مسابقة "نجوم بلادي" ، التي نظمتها الإذاعة الوطنية سنة 2006 ، مشاركا ضمن برنامجه" حدائق المعرفة" في صنف الروبورطاج البيئي بموضوع له راهنية عالج فيه إشكالية تعرض الحيوان البرمائي الفقمة أو عجل البحر للانقراض وهي قضية تهم بلدان المغرب وموريتانيا وإسبانيا ، وكان موضوع اشتغاله موسوما بعنوان: "حتى لا تحتضر فقمة شواطئ جهة الداخلة وادي الذهب !"، متمما بحس إذاعي و نفس بيئي البحث الذي أنجزه الصحافيون الشباب بثانوية الإمام مالك التأهيلية بالداخلة، في إطار المسابقة التي تنظمها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة.
إن الفقيد أحمد الهيبة الشيخ ماء العينين(وياه)، حفيد المقاوم الوطني الكبير و القطب الرباني أحمد الهيبة الشيخ ماء العينين، سلخ من عمره المهني 46 سنة، تخللتها تغطياته الميدانية لمعارك وحدوية بطولية لقواتنا المسلحة الملكية المرابطة بتخوم الصحراء المغربية، واضعا راحته وروحه على راحة يده، مخلصا لشعارنا الوطني الابدي الخالد : الله الوطن الملك ..
نعم ست وأربعون سنة قضاها الراحل بشغف وصدق وامانة، خدمة للرسالة الإعلامية الإذاعية النبيلة الشريفة بكل حب ووفاء وعطاء، ويستحق منا جعل الأجيال القادمة العاشقة للحقل الإعلامي أن تطلع على تجربته ويكون القدوة ومصدر الإلهام...
المشمول بعفو الله احمد الهيبة الشيخ ماء العينين (وياه) اب لثلاثة أبناء، حاصل على وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة، ووسام المسيرة الخضراء..
فلترقد في لحدك منارتنا الإعلامية الشامخة الباذخة هنيئا مريئا بما أعطيت..
وانت تغادرنا فقيدنا العزيز رجاء بلغ سلامنا لجيل إعلامي نوعي غادرنا إلى دار البقاء، محمد بنددوش وبنعيسى الفاسي وآخرين.. فكلكم أديتم الواجب وصنتم الأمانة في مهنة المتاعب بكل وطنية خالصة صادقة وبكل وفاء قل نظيره وعز مثيله.. لروحكم السلام فيضا روحيا عظيما..
فاللهم برد تربته، ونور مرقده، وعطر مشهده، و طيب مضجعه، وآنس وحشته، واعتق رقبته ورقابنا من النار ياعزيز ياغفار ويارحيم وياستار.
إن لله وإنا إليه راجعون.