نشطاء أمازيغ يعتبرون إدراج لغتهم في "غوغل ترجمة" يعزز مساعي حمايتها من الاندثار

نشطاء أمازيغ يعتبرون إدراج لغتهم في "غوغل ترجمة" يعزز مساعي حمايتها من الاندثار الحفاظ على التراث الثقافي واللغوي للأمازيغ

بات بإمكان المتصفحين ترجمة النصوص الأمازيغية بسهولة من جميع اللغات إلى اللغة الأمازيغية والعكس صحيح بعد أن أضاف محرك الترجمة الفورية “غوغل ترجمة” اللغة الأمازيغية إلى خدمته الخميس.

 

وتتيح الخدمة أيضا إمكانية الاختيار بين أحرف التيفيناغ الأصلية لهذه اللغة، أو الأحرف اللاتينية المعدلة ما يعزز من إمكانية استخدامها وتعلمها من قبل جمهور أوسع.

 

والأمازيغية لغة قديمة يتحدث بها سكان مناطق واسعة في شمال أفريقيا، بما في ذلك الجزائر والمغرب وتونس وليبيا. وقد تم الاعتراف بها كلغة رسمية في كل من الجزائر والمغرب.

 

ورحب نشطاء أمازيغ بهذه الخطوة التي اعتبروها ضرورية للحفاظ على لغتهم المهددة بالاندثار. ويرى هؤلاء أن ما يصون اللغات هو جعلها مترجمة إلى لغات أخرى ما يكسر عزلتها عن الثقافات واللغات الأخرى. وقال الأستاذ المغربي والمترجم إلى اللغة الأمازيغية عبدالواحد بتبغ إن الترجمة الآلية تعد من أهم الخدمات التي تقدمها شركة غوغل عبر خدمة غوغل ترجمة، وهذه الخدمة ستسهل التواصل بين الأشخاص الذين يتحدثون لغات مختلفة، وتساعد في تجاوز الحواجز اللغوية في مجالات متعددة مثل الأعمال والتعليم والسفر وقد توسعت الخدمة لتشمل العديد من اللغات منها الأمازيغية.

 

واعتبر عبد الواحد بتبغ أن إضافة خاصية الترجمة من طرف غوغل تعد خطوة إستراتيجية تسهم في تعزيز التواصل بين الأفراد من مختلف الخلفيات اللغوية والثقافية. وهذه الأهمية تتجلى في عدة جوانب رئيسية تشمل التواصل العالمي، الحفاظ على اللغات والثقافات، تعزيز الاقتصاد العالمي، ودعم التعليم، مضيفا أن إدراج لغات جديدة، خاصة تلك التي تكون مهددة بالاندثار مثل الأمازيغية، يساعد في حفظ هذه اللغات ونقلها إلى الأجيال القادمة.

 

وتابع “هذا يسهم في الحفاظ على التراث الثقافي واللغوي للأمم والشعوب، ويعزز التنوع الثقافي العالمي. وتعد الترجمة الآلية وسيلة فعالة لتوثيق هذه اللغات وتسهيل تعلمها”.

 

ويعود الفضل في إضافة الأمازيغية إلى خدمة غوغل ترجمة إلى عدد من النشطاء الأمازيغ. وكانت البداية في 9 فبراير 2017 عندما طالب نادي الترجمة ومجموعة من النشطاء غوغل بتضمين تمازيغت في خدماتها.

 

ومن بين هؤلاء النشطاء برز اسم محند ولد الشيخ، وهو مناضل أمازيغي متقاعد مقيم في كندا أشرك مجموعة من الأمازيغ من الجزائر، ليبيا، المغرب، واثنين من الشباب القبائليين الذين فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم.

 

وتجري جهود أخرى لتعزيز اللغة الأمازيغية، بما في ذلك مساعي نشطاء لإدراج تاقبايليت لهجة سكان منطقة القبائل الجزائرية في متصفح فايرفوكس. وتختلف اللهجات الأمازيغية من دولة إلى أخرى وحتى بين مناطق الدولة الواحدة أحيانا. ويقول مراقبون إن إدراج الأمازيغية في غوغل للترجمة ليس مجرد خطوة تقنية، بل هو اعتراف بأهمية هذه اللغة ودورها في الثقافة والتراث العالميين، لافتين إلى أن هذا الإنجاز يعكس الجهود المستمرة لتطوير اللغة الأمازيغية بعيدًا عن الدوائر الرسمية، ويعزز من حضورها في العالم الرقمي.

 

وينظر هؤلاء إلى القرار على أنه خطوة كبيرة نحو الحفاظ على هذه اللغة القديمة وتعزيزها خصوصا وأنها طالما كانت لغة شفوية، وعرفت بأسماء مغنين مثل إيدير ومعطوب وآيت منغلات، مشددين على أنه إنجاز يستحق الاحتفاء ويعكس قوة الجهود المجتمعية في حماية وتطوير التراث اللغوي، حيث أنه من خلال هذه الخطوة يُمكن للغة الأمازيغية أن تصل إلى جمهور أوسع وتظل حية في عصر التكنولوجيا الرقمية.

 

لكن بتبغ يرى أن هذه الخدمة تعوقها تحديات لأن الترجمة المتاحة حاليا ليست ترجمة دقيقة مئة في المئة، حيث تحتاج الكثير من العمل والاشتغال الكثيف، لافتا إلى أن أكبر التحديات هو جمع بيانات لغوية كافية لتدريب نماذج الترجمة.

 

وتابع “بعض اللغات، مثل الأمازيغية، لديها موارد محدودة على الإنترنت، مما يجعل من الصعب تجميع نصوص كافية لبناء نموذج ترجمة دقيق وفعال”.

 

ولفت عبد الواحد بتبغ إلى أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في المغرب عليه أن يدخل في هذا الخط لأن لديه بيانات هائلة لحدود الساعة تتوزع بين المعاجم وترجمات كتب ونصوص تاريخية أنثروبولوجية وغيرها، وبالتالي مسألة جمع البيانات على شكل “ذواكر: مفرد ذاكرة” مهم للغاية.

 

عن: العرب