تسويق اعلامي غير مسبوق لمشاركة الجزائر عبر رئيسها عبد المجيد تبون في مجموعة الدول الصناعية السبع، وذلك بتفسير صور لتبون مع قادة العالم حيث اوردت احدى الصحف الجزائرية، أن الرسالة وصلت إلى أبوظبي وأن الجزائر هي من كانت وراء عدم تمكن دولة الإمارات العربية المتحدة من الاستحواذ على "ناتورغا" الشركة العالمية الرائدة في تسويق الغاز.
وأكثر من ذلك تبون وبخ رئيس الإمارات حينما انحنى له هذا الأخير !! ليفسر ذلك بأن الإمارات رضخت إلى شروط الجزائر في الصلح بخصوص فرنسا في نظرة التعالي على دولة استعمرت الجزائر لأزيد من قرن ونصف من الزمن، ومع ذلك ما زال الجزائريون يمنون النفس في أن يمكثوا بفرنسا ويشتغلون بها ويدرسون أبنائهم بها.
ومع ذلك يضع تبون شروطه على ماكرون بخصوص الذاكرة واعتذار فرنسا عن الجرائم التي ارتكبتها في حق ابناء الشعب الجزائري إبان الاستعمار ... ملف قديم جديد يشكل حصان طروادة لنظام العسكر بالجزائر لدغدغة مشاعر المواطنين بملف يجهلون عنه الكثير ..ثم تحدث الإعلام بإسهاب كبير عن اتفاق تبون مع ميلوني رئيسة إيطاليا بخصوص الشراكة الاستراتيجية وعن الصور الملتقطة لفخامة الرئيس مع جون بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
لتكون الخلاصة حسب ‘علام الكابرانات أن مساهمة الجزائر في قمة الدول المصنعة كانت كبيرة جدا وأن الجزائر ستتحول إلى قطب صناعي واقتصادي سنة 2035.
نفس الاعلام تعمد عدم نقل خبر حجب إحدى القنوات الإذاعية وغلقها من طرف العسكر لا لشيء إلا لكونها تجرأت على تقديم الحقائق لمستمعيها.
ونفس الاعلام تحاشى، أيضا، ذكر أزمة تزويد ساكنة العديد من الولايات الجزائرية بالماء الشروب حيث تحول عيد الأضحى إلى يوم للاحتجاج على ندرة المياه وخاصة في تيارت التي خرج بها المواطنون وقطعوا الطريق للتنديد بعدم تمكنهم من مادة حيوية وهي الماء..
والأكيد طبعا أن مشاركة تبون في قمة السبع تدخل في سياق الدعاية للانتخابات الرئاسية المحسومة نتائجها مسبقا والتي لا تحتاج الا لتوابل من قبيل العظمة الدون كيشوطية المبنية على عقيدة ثم قال ماذا.
في بلاد قال أحد الحكماء:"منشربوش الما والراس ديما فالسما".
عزيز الداودي، فاعل حقوقي ونقابي