مع حلول الصيف، وتزامنا مع الأعياد الدينية، يواجه مغاربة العالم معاناة حقيقية بسبب غلاء أسعار تذاكر الرحلات الجوية، والبحرية بشكل مبالغ فيه.
وفي تصريحات لجريدة "أنفاس بريس"، أكدت فعاليات جمعوية بأرض المهجر أن هذا الارتفاع المهول، صار يحول دون زيارتهم بلدهم الأم، صلة الرحم مع أسرهم، والتمست من الملك محمد السادس التدخل من أجل تخفيض الأسعار لتمكين مغاربة العالم، وأبنائهم من زيارة بلدهم .
وفي هذا الإطار، قالت شعوب حياة، فاعلة جمعوية بإيطاليا، عضو بالجامعة الملكية لكرة الطائرة و لاعبة سابقة بالمنتخب الوطني:" مع حلول عطلة الصيف، نشعر بحماس، وفرحة للعودة إلى بلدنا الحبيب، لصلة الرحم، إلا أننا نتفاجأ بارتفاع أثمنة تذاكر الطائرات، والبواخر بشكل صاروخي".
وأضافت، من خلال هذا المنبر نعلن عن رسالة مفتوحة، نلتمس من خلالها تدخل الملك محمد السادس، من أجل التراجع عن هذا الارتفاع، و مراعاة وضعية المهاجرين المغاربة الذين يعانون الأمرين، بين صلة الرحم، ومصاريف السفر الباهضة الثمن، حيث هناك أسرا من خمسة أفراد..، لا يعقل أن يصل ثمن التذكرة ألف أورو، لستة أفراد أو أزيد من أسرة واحدة.
من جانبها، استنكرت حياة البغوتة، رئيسة جمعية الرحمة ببلجيكا، هذا الارتفاع المبالغ فيه، وقالت في هذا الصدد:" أتكلم بلسان مغاربة بلجيكا، وهولندا أيضا، كل مغاربة العالم لهم حنين إلى وطنهم المغرب، ويحاولون جاهدين لتبقى الصلة بين أبنائهم، ووطنهم قائمة، إلا أن الإمكانيات المادية صارت تحول دون ذلك للأسف".
وأضافت المتحدثة ذاتها قائلة إن الجالية المغربية، وأبنائها متشوقون لزيارة بلدهم الحبيب، إلا أن أثمنة تذاكر البواخر، والطائرات المرتفعة لم تحقق لهم هذه الرغبة، وتساءلت:"كيف يعقل أن عائلة من أربعة، أو خمسة أفراد أن تؤدي كل تلك المبالغ المالية، فقد يصل المبلغ لسفرهم لمدة شهر واحد خمسة ألاف أورو، دون احتساب مصاريفها في المغرب، في ظل معاناة العديد من الجالية المغربية بأرض المهجر من صعوبة التوفر على تلك المبالغ.
بوقصبي توريا، الفاعلة الجمعوية بإيطاليا، بدورها نددت بالرفع من قيمة التذاكر موضحة، أن الجالية المغربية تحن، وأبناءها إلى زيارة بلدها الأم في العطلة الصيفية، إلا أن أثمنة تذاكر الطائرات، والبواخر صارت مخيفة جدا على رب الأسرة، موجهة رسالة مفتوحة إلى الملك محمد السادس، وكل الجهات المعنية بالتدخل للوصول إلى حل مناسب.
وتلتمس تريا الحل، من خلال تخفيض تلك الأثمنة، من أجل الإبقاء على الروابط الأسرية بين أفراد الجالية، من أجل الأبناء ترك روابط الصلة بين الأبناء، وأرضهم، وأجدادهم، وعائلاتهم في المغرب.
وفي السياق ذاته، وفي رسالة مفتوحة، تحدتث فاعلة جمعوية بهولندا باسم مغاربة هولندا المغتربين عن تفاجئهم بهذا الارتفاع المبالغ في التذاكر، مشددة على أن شركات الطيران مسؤولة عن قتل رغبة المهاجرين المغاربة العودة إلى بلدهم المغرب، وتدفعهم بالمقابل لقضاء إجازاتهم بالدول المجاورة.
وأضافت أن ربط مغاربة العالم لن يتم مطلقا بهذا الأسلوب، مطالبة بتقديم تحفيزات لهم، من خلال تخفيض أسعار التذاكر على مستوى الموانئ، والمطارات.
الهاشمي نورة، عضو الجمعية المغربية للتضامن، أكدت أيضا على أن ارتفاع أسعار التذاكر صار يشكل عائقا أمام الجالية المغربية بالديار الأوربية، مبرزة أن مصاريف التكفل بتذاكر عائلة قد تصل إلى خمسة أو سبعة أفراد، صار يحول دون العودة للبلد الأم بعد سنة مضنية في الغربة.
وشددت أن حضن الوطن مهم جدا لدى الجالية التي تعاني الغربة، مطالبة الحكومة بالتدخل لحل هذا المشكل، والتتخفيف من هذه المعاناة "يكفينا معاناة الغربة التي أتعبتنا..نريد الإنصاف من وطننا".
وعبرت هاجر منياني، عضو الفضاء ابمغربي الإيطالي للتضامن عن أسفها عن هذه الأسعار المرتفعة التي تزداد سنة بعد أخرى، مشيرة أن الأمر ومنذ جائحة كورونا صار قرار العودة إلى الوطن هاجسا لدى الجالية، الأمر الذي يجعل الأسرة الواحدة تنقسم، يسافر البعض وينتظر الآخرون إلى وقت آخر.
وطالبت المتحدثة ذاتها بمعالجة هذا المشكل، بتخفيض الرسوم مثلا لتخفيض سعر التذكرة، أو المبادرة بتخفيضات خلال عطلة الصيف بشكل استثنائي، لتشجيع الجالية على العودة إلى وطنهم، والتي سبق للملك محمد السادس أن أعطى تعليماته للجهات المعنية، لتمكين الأسر من السفر إلى ذويهم.