خليل البخاري: إضاءة تربوية حول المناهج التربوية

خليل البخاري: إضاءة تربوية حول المناهج التربوية خليل البخاري
أن المؤسسات التربوية تعمل على رفع مستوى وكفاءة ونهارا التلاميذ. فهنام ضرورة كبيرة إلى إنشاء علاقة تفاعلية بين المؤسسات التربوية مع مجتمعها المحلي لضمان عدم حصول تقاطع مع ثقافته وعاداته ومعتقداته لما قد يسبب ذلك من أزمات قد تفشل العمل التربوي وتؤدي إلى فشل المناهج التربوية.
 
ويجب أن تعمل المؤسسات التربوية على معالجة مواطن الضعف والقصور بضمان دعم المجتمع المحلي لجهود أسرة التربية والتعليم وتحقيق التطور المنشود يجب أن يتم اعداد المناهج التربوية والكتب المدرسية بعناية كبيرة وفق استراتيجية واضحة لتتلاءم مع حاجات الإنسان.
 
والمجتمع ان المنهاج التربوي يعني ما يمكن أن تقدمه المدرسة وتعمل على ترسيخه من قيم نبيلة ومعارف ومهارات للتلاميذ لمساعدتهم في بناء شخصيتهم التربوية بشكل سليم يؤهلهم ليكونوا في مستوى المسؤولية في المستقبل أان بناء المنهاج التربوي الصالح والسليم ليس بعملية تقنية عملية واجرائية فقط بل هي مسألة بناء واصلاح كبيرة وصعبة ومعقدة يجب أين يتم التحاور والتداول بعملية بناء المنهاج بأسلوب شامل سياسي وسوسيو ثقافي. وهنا يتوجب أن تدخل في صياغة المنهاج التربوي القيم الأخلاقية والمبادئ مع استيعاب رؤى الأحزاب والتنظيمات النقابية والمؤسسات الإنتاجية بمعنى آخر يجب اشراك في إعداد المنهاج كل المؤثرات على سياسة البلاد واقتصاده اضافة إلى الانتباه الطبيعة شخصية التلميذ نفسيا وثقافيا واجتماعيا في تصميم وهيكلة وبناء وتطور المنهاج أن عملية بناء المنهاج التربوي هي عملية حية ومتواصلة التفاعل مع الظروف والأحداث الداخلية والخارجية، كما أن عملية بناء المنهاج في عملية متغيرة وفقا للمستجدات ان الضعف والقصور في مناهجنا التربوية سيؤدي حتما إلى تبديد لوقت التعلم وهدر الأموال وضعفا بالمخرجات.
 
ومن بين عوامل ضعف المناهج التربوية مشكلة الجمود وعدم مسايرة المستجدات والواقع الداخلي ان التلميذ لا يتأثر بما يتعلمه بقاعة الدرس فقط ولا يتأثر بالمنهاج التربوي المنفذ فقط وإنما يتأثر بشكل أكبر بأساتذته التربويين وأفعالهم وسلوكهم وأخلاقهم داخل وخارج المؤسسة التعليمية، كما يتأثر التلميذ ويتفاعل سلبا أو ايجابا بالعواطف التي ترافق سلوك وأداء مدرسيه في قاعة الدرس وهذا ما يفرض على وزارة التربية الوطنية العمل على تأهيل الموارد البشرية لتكون منسجمة مع الرؤية الإستراتيجية ومع تقرير المشروع التنموي الجديد ان المنهاج التربوي لا يمكن أن يكون وحده هو الحل الاصلاحي بل يجب أن يرفقه إصلاح قيمي وثقافي مجتمعي أيضا وتوجه إعلامي كبير لغرض رفع المستوى الفكري والثقافي وزيادة الوعي للمجتمع ودفعه بالإتجاه الصحيح لتقديس قيم التسامح ونبذ العنف والكراهية والسوء.
 
وهنا يبرز دور المؤسسات التربوية والثقافية والاندية التربوية ودور الشباب في المساهمة الفعالة في ترسيخ القيم التربوية النبيلة والصالحة ليتكامل دورهم مع دور المؤسسات التعليمية اضافة الى المنهاج التربوي وآلية تنزيله على أرض الواقع يأتي دور آخر هو دور بناء شخصية التلميذ وذلك بالتركيز على الأنشطة المدرسية وتفعيل دوره في الحياة المدرسية وتعزيز ثقته بنفسه ان وزارة التربية الوطنية لا تتحمل لوحدها المسؤولية الإصلاحية ولغرض تهيئة المنهاج التربوي بشكل سليم وصحيح ان نحن بحاجة اليوم الى وقفة تأمل وتفكر لوضع حجر الأساس في محله الصحيح وعدم التسرع في اتخاذ القرارات الارتجالية والانفرادية.
 
ينبغي دراسة ومناقشة مضامين المشروع التنموي الجديد والرؤية الاستراتيجية بجدية وتأئل وتبصر مع الانفتاح على مناهج بعض الدول الرائدة في مجال التعليم لغرض وضع منهاج تربوي متكامل يهدف إلى بناء شخصية التلميذ. كما نحن بحاجة اليوم ليس الى مؤسسات لها رأي ارتجالي وقرار سريع وانما بحاجة إلى مفكرين ومبدعين لديهن القدرة الحقيقية على .. نسج وبناء مناهج تربوية صالحة تحقق الغايات المرجوة منها والا فان ذلك سيؤدي إلى تهديد مستقبل جيل كامل وعنوان أن أهم خطوة باتجاه إصلاح واقع التعليم ببلادنا يجب أن ينطلق من توفر إرادة الاصلاح لدى الجهات المعنية بقطاع التعليم والقناعة التامة بأن التعليمي حاجة إلى عمليات إصلاح شاملة وعلى جميع مستوياته ومكوناته حتى يتمكن من أداء الدور المنوط به في التنمية والمساهمة في بناء مجتمع المعرفة.
 
فالتعليم اذا توقف، توقف النمو وتوقفت القدرة على القيادة والتوجيه علينا ان نعمل على تمهين التعليم وجعله عملية إبداعية تفاعلية وليس تلقينية، وعن إصلاح أنظمة الامتحانات الإشهادية وعن دمقرطة اجواء الحياة المدرسية والفصل الدراسي . فمدارسنا ينبغي ان تكون ادوات تغيير وتجديد وبناء التزامات وطنية إنسانية وهذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال عمليتي تفاعل ابداعي بين التلميذ واستاذه.