رفعوا راية المغرب عاليا في مصر.. استقبال باهت لمنتخب كرة القدم مبتوري الأطراف! 

رفعوا راية المغرب عاليا في مصر.. استقبال باهت لمنتخب كرة القدم مبتوري الأطراف!  ستقبال باهت لمنتخب كرة القدم مبتوري الأطراف بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء
فرح المغاربة جميعا بما حققه المنتخب المغربي لكرة القدم في كأس العالم بقطر، باحتلالهم الرتبة الرابعة، وخصصت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم استقبالا، يليق بهذا الإنجاز، وسارت بذكرهم الركبان، ما دام أن ما حققوه سيبقى خالد في تاريخ الرياضة المغربية عموما، وكرة القدم خصوصا.. 
فئة اجتماعية أخرى حققت ما عجز عنه رفاق وليد الركراكي، ففي نفس الصنف الرياضي، كرة القدم لمبتوري الأطراف، احتلت هذه الفئة، المرتبة الثانية، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من الفوز بكأس أمم إفريقيا التي أقيمت بمصر، ولولا تجربة غانا لما فازت بهذا الكأس.. 
والحديث عن المنتخب المغربي لكرة القدم مبتوري الأطراف، يجرنا لإعطاء صورة عامة حول إعاقة هؤلاء اللاعبين، بدء من الحارس الذي يحرس مرماه بيد واحدة، إلى اللاعب الذي يستعين بعكازين ورجل مبتورة، في دفاعه وهجومه، ومع ذلك صالوا وجالوا في ملعب "بيتروسبور" بالقاهرة، خلال المباريات التي جمعتهم بمنتخبات إفريقيا، وبحصص ثقيلة وجهوا قوة سيقانهم وعزيمتهم إلى مرمى الخصم، ومنه المنتخب المصري، صاحب الأرض، والذي رغم قوته استسلم لبسالة ودفاع رفاق المدرب الوطني عثمان النجمي، مما مكنهم من احتلال الرتبة الثانية، والتتويج بأقوى هجوم ودفاع في نفس الوقت.. 
إعلاميا، لم يرافق هذا المنتخب طاقم للقطب العمومي، الذي يمول بضرائب المغاربة، وتم بث مقاطع فيديو مأخوذة من الموقع الرسمي لنهائيات كأس أمم إفريقيا على قناة "يوتوب". 
انتصارات تلو الأخرى حققها هذا المنتخب وبحصص ثقيلة لم تجد صداها بما تستحق إعلاميا، وهو ما جعل أعضاء المنتخب المغربي يحسون بالغبن من ضعف تسليط الأضواء الإعلامية عليهم وعلى مجهوداتهم، وباستثناء تغطية ميدانية لبضع مواقع إلكترونية قليلة جدا (ضمنها "أنفاس بريس")، فإن صولات وجولات هذا المنتخب بقيت محصورة داخل ملعب "بيتروسبور" بالقاهرة، بل حتى العشرات من الجماهير المغربية المقيمة بمصر، بحت حناجر أطفالها وشبابها ونسائها، وهم يشجعون منتخبهم حاملين الرايات، وهم يتابعون الخصوم تلو الآخر يتساقطون أمام هجومات رفاق المدرب الوطني النجمي، مرتدين أقمصة تتصدرها الخريطة المغربية.. 

 
نقطة الضوء الوحيدة هي الاستقبال الرسمي الذي خصصه السفارة المغربية في مصر - في شخص السفير المغربي محمد ايت أوعلي- للوفد المغربي  والاحتفاء بأعضائه قبيل المباراة النهائية ضد غانا، وهو ما ترك صدى طيبا في نفوسهم. 
لكن الفضيحة الكبرى هي التي تفجرت أمام الباب الرئيسي لمطار محمد الخامس بالدار البيضاء، ظهر يوم الأربعاء 29 ماي 2024، فباستثناء أعضاء من الجامعة الملكية المغربية لرياضة الأشخاص في وضعية إعاقة، كان الغياب التام والمؤسف لكل ممثل لوزارة أو إدارة لها اختصاص رياضي أو شبابي في هذا البلد السعيد، وهو ما جعل أعضاء الوفد الذين تتراوح أعمار لاعبيه بين 16 و26 سنة، يتفاجأون من هذا الغياب المثير للتساؤل: فهل كان هذا الوفد في زيارة سياحية لمصر؟ ألم يشرفوا بلدهم وسط أمم إفريقيا؟ أليست إنجازاتهم شرف لهذا البلد؟ ألم يرفعوا راية بلدهم؟ ألا يشفع لهم كل هذا بأن يكون في استقبالهم وزير الرياضة شخصيا ويشد على أيديهم، أليسوا من الفئات المعنية لهذه الوزارة في مخططاتها وكذا وزارة الشباب؟ ظلوا لدقائق وهم في حالة جمود وحسرة من هذا الموقف، وهم تابعوا عبر منصات التواصل الاجتماعي كيف تمت الإشادة الرسمية بمنتخبات احتلت الرتب العشرة الأخيرة في هذه النهائيات الأفريقية، وتحدثت عنهم وسائل إعلامهم الرسمي، واستقبلوا استقبال الأبطال، بينما هم احتلوا المرتبة الثانية، يغيب عن استقبالهم موظف صغير يمثل وزارتي الرياضة أو الشباب. 
طبعا هو إحساس بالغبن زاد منه مضايقات أحد الدركيين بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء، وهو يحاول منع بعض الزملاء من مواقع إلكترونية مختلفة، تغطية وصول هذا المنتخب في أبسط التفاتة إعلامية لأعضائه. والسبب، حسب هذا الدركي، هو عدم التوفر على رخصة مكتوبة للتصوير موقعة من قبل المكتب الوطني للمطارات والدرك الملكي ووزارة الاتصال ووزارة الداخلية! حسب تعبيره.. بل منع الدركي بشكل فج، استعمال كاميرات التصوير، مما اضطر هؤلاء الزملاء للاستعانة بهواتفهم النقالة، بل والتحكم بشكل سلطوي في مساحة ضيقة للتصوير أمام باب الخروج. 
فهل بهذا تفتخر حكومة اخنوش ووزيري الشباب والرياضة بهؤلاء الشباب الذين شرفوا البلد، وأحسنوا تمثيله، ورفعوا الراية المغربية خفاقة عاليا، وزينوا صدور أقمصتهم بالخريطة المغربية؟!