يعيش المغرب كغيره من بلدان العالم ثورة جامحة في كثير من الميادين ذات البعد التنموي، سواء على مستوى الاقتصاد، أو البنية التحتية من طرقات، وموانئ ومطارات، وما يستلزم ذلك من مستلزمات لوجيستيكية، وهو الأمر الذي تخطو فيه المملكة خطوات ثابتة نحو التموقع الجيد على خريطة الدول المؤهلة لتنظيم الملتقيات الكبرى والمسابقات العظمى من حجم كأس افريقيا لكرة القدم لسنة 2025 ، وكأس العالم لسنة 2030..
وقد ساهمت عوامل كثيرة في تفجر هاته الثورة المحمودة، والتي جعلت من المغرب والمغاربة محط اهتمام، وإشادة بل وإلهام، وعشق من عدة دول وشعوب عبر العالم .
ولعل أول هاته العوامل وأهمها استقرار البلاد الذي يعود بدوره للإستقرار السياسي والذي تشكل القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس أهم ركائزه، وصون نجاته من الدسائس الداخلية والخارجية، سيما إذا ما استحضرنا ما تعرضت له المؤسسة الملكية من محاولات انقلابية في الماضي وما لها من علاقة بأجندات خارجية، كانت للدولة التي حشرنا الله معها في الجوار إلى جانب بعض الدول العربية الثورية آنذاك اليد الأولى فيها ، وفي رسم خيوطها ومآلاتها.
أما العامل الثاني، فيكاد يرتبط بالأول من حيث الصفة السياسية: ذلك أن تعاقب الملوك والسلاطين على تدبير شؤون هذه المملكة الشريفة أكسبها استقرارا وثقة وهيبة في ميزان العلاقات الدولية وهو العامل الرئيسي الذي تفتقده بلاد العسكر والذي من أجله تم رفضها بمجموعة دول البريكس : حيث لا وزن ولا هيبة ولا مواقف سياسية على حد تعبير وزير الشؤون الخارجية الروسي سيرجي لافروف ، وصدق الرجل إذ رمى بالسهم حيث يقبع ابو الهول ببذلته العسكرية ذات الخياطة الفرنسية..!!
أما العامل الثالث، والذي يثير حقد الحاقدين، وخسة المتربصين، فيتمثل في الموقع الجغرافي والإستراتيجي للمغرب، هذا الموقع الذي يعد ملتقى القارات والبحار والمحيطات إلى جانب قربه إن لم أقل التصاقه بالقارة الأوربية، ما أهله ليكون موطنا ومقصدا حقيقيا لاستثمارات ضخمة لأعتى القوى العالمية...هذا وهناك العديد من محاسن العوامل التي جعلت من المغرب محط اهتمام مراكز الدراسات الاستراتيجية وكبريات الشركات العالمية، وهو الأمر الذي سال من أجله الكثير من المداد عبر مختلف وسائل الإعلام العالمية، في الوقت الذي كان فيه إعلامنا بصفة عامة خجولا لأبعد الحدود في إبراز مظاهر الثورة المغربية وهي تتفجر يوما بعد يوم. وحيث إن هذه الثورة المباركة قد مست مظاهرها جميع ميادين الحياة في هذا المغرب الجديد الضارب جذوره في التاريخ والحضارة، سواء في السياسة أو الصناعة أو الإقتصاد أو الرياضة وما إلى ذلك من أبواب النجاح والرقي إلا أن الجانب الإعلامي أو الإشهار التحفيزي ظل مرتبكا في تفاعله وتلاقحه من أجل السير مع هذه الصحوة والاستثمار فيها، ولعل ذلك راجع حسب رأيي لخلل بنيوي تتقاسمه المؤسسة الإعلامية من جهة والإدارة المغربية ممثلة في الوزارات المعنية من جهة ثانية، وهو الخلل الذي فشل فيه الطرفان في إيجاد بدائل للصحافة التقليدية التي أمست بعض قنوات التواصل الاجتماعي توصل صورة وصوت المغرب بشكل يتعدى بكثير خرير الإعلام الرسمي للبلد.
ولكي نساير قطار هذه الثورة، لابد من التفكير في سياسات دقيقة، وبدائل خارقة تؤتي أكلها بشكل سحري يتعدى لغة الزمان والمكان..
مثلا رأينا خلال السنوات القليلة الماضية سلسلة من الخنشلات الجزائرية للتراث المغربي،وقد استخدموا في ذلك أخبث الوسائل وأمكرها،أذكر على سبيل المثال لا الحصر قرصنة الزليج المغربي وطبعه على أقمصة المنتخب الجزائري ومحاولة بيعه وأحيانا إعطائه بأثمنة زهيدة للجالية الجزائرية المتواجدة بالديار لقضاء العطلة الصيفية، وخاصة للاطفال الذين هم مازالوا في سن التمدرس بل وحتى للكبار رجالا ونساءا...وما إن عادت هذه الجالية لفرنسا بصفة خاصة وأوروبا بصفة عامة حتى أصبحت هذه الأقمصة تلازم أنظار المجتمع الفرنسي وبالتالي الأوروبي في أي مكان..في المدرسة والثانوية بل وحتى في الجامعة، وفي الأسواق والمراكز التجارية حتى أمسى المواطن المغربي محط حرج وشك في الدفاع عن هويته أمام مجتمع أوربي لا يفهم إلا لغة ما يراه من واقع أمامه....وتشاء الصدف لتأتي المباراة التاريخية بين نهضة بركان ونظيره اتحاد العاصمة الجزائري لتتكلم الأقمصة من جديد مكان السلطة الرابعة وتجعل من المغرب والمغاربة وأقمصة بل وقمصان الشرف موضوع كلام وتحليل عبر كل أنحاء العالم...إنه ياسادة سلطة رابعة من جيل جديد تعالج مواطن الخلل وتكشف الوجه القبيح لدولة طالما تغنت بحيادها في ملف وحدتنا الترابية وإن كانت هي الحاضنة والممولة لدولة تندوف الكرتونية..
وحيث إن للأقمصة سحر منذ الأزمنة الغابرة ، فقد راينا ما فعله قميص سيدنا يوسف الصديق بأبيه يعقوب وما فعله قميص بسيط للنهضة البركانية بخصوص تعريفه بالوحدة الترابية عن طريق خريطةالمغرب الحقة والحقيقية...
أتوجه بهذه الكلمات البسيطة إلى مسؤولي الإدارات المغربية الرياضية بدءا بالسيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، وإلى السيد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، وإلى جميع وزراء حكومة السيد عزيز أخنوش إلى الاستثمار في أمر بسيط من حيث التكلفة لكنه بمثابة سلطة رابعة خارقة وجارفة بل وإشهار ذو مفغول ساحر يتعدى كل مفاهيم الإشهار والترويج الصحفي : إنه قميص المنتخب المغربي أو الفرق الرياضية المغربية مرصعا بخريطة المغرب كاملة من طنجة إلى الكويرة، نريده ياسادة متوفرا بمطارات وموانئ المملكة إما بسعر رمزي أو بالمجان ، قميصاا أو اثنان لكل عائلة مغربية عائدة من المغرب إلى بلاد المهجر...وهكذا بعد ان انتشر القميص الجزائري المرصع بالزليج المغربي وهو الفاقد للمصداقية والشرعية على مدى سنتين او اكثر، نريد لقميص بلدنا المغرب المرصع بالخريطة المغربية الشرعية الكاملة أن يغزو كل متر بديار المهجر سواء بفرنسا أو ألمانيا أو اسبانيا أو إيطاليا أو جميع دول العالم... ياسادة نريد أن يرى العالم برمته صدورنا نحن المهاجرون مرصعة بوسام هذه الخريطة التي اخذت من أبنائنا الساهرين على صحرائنا الشيء الكثير ، وكلفت الدولة عقودا من التضحيات إلى يومنا هذا.
وإننا إذ نناشد مسؤولينا لتسهيل هذه المهمة وجعلها حقيقة واقعية إبان عطلة المهاجرين الصيفية، نؤكد لهم أن جميع المهاجرين المغاربة سوف يحملون هذه الأقمصة بكل شرف وذود واعتزاز...لعل هذه العملية ستكون بمثابة قميص المغرب الذي سيعيد البصر لكثير من القوم الذين لايفقهون...حقا سيكون بمثابة سلطة رابعة ساحرة..وما أعظم وقعها ياسادة..!!!