تعيش الساحة الجامعية في المغرب حالة من الاضطراب والتوتر بفعل الإضراب الذي يدخل طلبة كليات الطب والصيدلة شهره سادس، مما يهدد بسنة بيضاء قد تلقي بظلالها على مؤسسات التعليم العالي ومستقبل الطلبة. تعتبر هذه الحركة نتيجة لعدم الاتفاق بين الطلبة والوزارتين المعنيتين، والتي أكدتا استجابتهما لجزء كبير من مطالب الطلبة، لكنهما رفضتا تلبية المطالب الأساسية المتعلقة بتخفيض عدد سنوات التكوين الطبي.
منذ دجنبر 2023 قام طلبة كليات الطب والصيدلة بمقاطعة الدروس النظرية والتطبيقية والامتحانات، مطالبين بالتراجع عن قرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بتقليص فترة الدراسة في الكليات من 7 إلى 6 سنوات. يعتبر الطلبة هذا القرار انتهاكًا لجودة تعليمهم وتشويهًا لتكوينهم الطبي،و أن القرارات التأديبية تهدف إلى قمع حركتهم الاحتجاجية وتثبيط إرادتهم في المطالبة بحقوقهم التعليمية.
بالمقابل ترى الحكومة أن تقليص سنوات الدراسة إلى ست سنوات هو خيار استراتيجي أساسي لتوفير عدد كافٍ من الأطباء لتحقيق التغطية الصحية الشاملة التي تطمح إليها الدولة.
في غياب حوار مثمر بين الطلبة والحكومة، يزداد القلق بشأن مستقبل التعليم الطبي في المغرب. يتمسك الطلبة بمطالبهم ويصرون على مواصلة الإضرابات، بينما تتجه الحكومة نحو تبني سياساتها الاستراتيجية في التعليم الطبي.
تستدعي هذه الأزمة حلاً سريعًا وفعّالًا يحقق مصالح الجميع، حيث ينبغي على الحكومة أن تعيد النظر في سياساتها التعليمية وتبحث عن حلول توفر جودة التعليم وتحقق تطلعات الطلبة في الحصول على تعليم طبي متميز.