عامل إقليم اليوسفية يوجه كشافات الضوء نحو صحة الأم والطفل بالوسط القروي

عامل إقليم اليوسفية يوجه كشافات الضوء نحو صحة الأم والطفل بالوسط القروي عامل إقليم اليوسفية محمد سالم الصبتي
في مستهل كلمتها التقديمية احتفاء بالذكرى 19 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تحت شعار: "الألفية الأولى أساس مستقبل أطفالنا" والتي شهدت فعالياتها قاعة الاجتماعات بعمالة اليوسفية يوم الثلاثاء 26 ماي 2024، حيث كان اللقاء التواصلي الذي تضمن تقديم عدة عروض ذات الصلة بالموضوع، ثم أشرطة فيديو ميدانية، فضلا عن بعض التكريمات اعترافا بما قدمته فعاليات المجتمع المدني في حقل الطفولة والمرأة والصحة الإنجابية، إلى جانب توقيع ثلاث اتفاقيات شراكة.
في هذا السياق، أوضحت مقدمة أنشطة الحفل بقولها: "أنه منذ انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تظافرت جهود جميع الجهات الفاعلة من أجل تعزيز ثقافة القرب والشراكة وتسريع وتيرة تنفيذ البرامج من خلال وضع مجموعة من تدابير وآليات المواكبة"، وأكدت في كلمتها مبرزة فلسفة الورش الملكي قائلة: "عملت استراتيجية التواصل المؤسساتي وتواصل القرب على ترسيخ مبادئ وقيم المبادرة، مما نتج عنه تنزيل المشاركة الفعلية لجميع الفاعلين المحليين في مواكبة مشاريع وأنشطة هذا الورش الملكي".
 
- هكذا فكك عامل الاقليم التفاوتات الاجتماعية والمجالية
أشار عامل إقليم اليوسفية محمد سالم الصبتي في كلمته بأن موعد تخليد ذكرى انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، "أصبح محطة سنوية يتم فيها ومن خلاها الاحتفاء بالخطاب الملكي التاريخي والذي تم بمقتضاه الإعلان عن انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بتاريخ 18 ماي 2005"، وشدد عامل الإقليم على أن "هذا الخطاب قد شكّل في حينه ثورة اقتصادية واجتماعية، اعتبارا لما تمثّله المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من نموذج متفرّد ومن فلسفة اجتماعية، ومنظومة ثقافية تساهم في معالجة الاختلالات الاجتماعية، وتشكّل جوابا مغربيا ـ مغربيا للإشكاليات المتعلقة بالمعضلة الاجتماعية".
 
وأوضح بأن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعمل على "إذكاء روح المواطنة الفاعلة، وتكرس قيم التضامن الاجتماعي، وذلك ارتكازا على عدة مبادئ"، حيث عدد البعض من هذه المبادئ مشيرا إلى "مبادئ تتأسس على الكرامة، وعلى الثقة في الحاضر والمستقبل، ثم على المشاركة الفعالة وعلى الشفافية، والقرب، والاستمرارية ثم تتأسس أيضا على التشاور الواسع مع الفاعلين وعلى الشراكات المتوازنة والتعاقد المسؤول بالإضافة إلى الحكامة الجيدة".
 
وقال موضحا: "شرف لي أن أشارككم هذا الحدث الذي يمنحنا اليوم بعد عشرين سنة من إطلاق هذا البرنامج المتميز، يمنحنا فرصة للوقوف، للتقييم، ولتثمين المكتسبات وتحسينها وتحصينها، ولكن أيضا الوقوف على مظاهر النقص أو الاختلال إن وجدت وتقييمها وتقويمها"، واعتبر اللقاء التواصلي بأنه "يشكل فرصة لتبادل الأفكار حول التحديات الكبرى، المطروحة على مستوى التنمية البشرية ببلادنا، خاصة وأننا في نهاية المرحلة الثالثة التي انتهت سنة 2023، ونحن اليوم في سنة انتقالية في انتظار بروز الملامح الأساسية للمرحلة الرابعة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية".
 
عن الاحتفاء بالذكرى 19 برسم سنة 2024، ذكر نفس المتحدث باختيار مضمون الشعار الموسوم بـ: "الألفية الأولى أساس مستقبل أطفالنا"، معتبرا أن الاختيار كان موفقا على اعتبار ما تمثله هذه المرحلة العمرية من حياة الإنسان كونها فترة حساسة وحاسمة بالنسبة لنموه. وأشار محمد سالم الصبتي إلى أن الخبراء يعتبرون هذه المرحلة العمرية نافذة للنمو السريع وتلعب دورا أساسيا في التأثير على صحة ومستقبل الأجيال الصاعدة. وأكد في هذا السياق على أن الاستثمار المبكر في هذه المرحلة العمرية من حياة الطفل، على مستوى التغذية والتربية السليمة وفي الرعاية الصحية وأيضا في التعليم وفي التحفيز الاجتماعي بشكل مبكر، كل هذه الأمور لها تأثير كبير في مستقبل الناشئة على جميع المستويات بما فيها التوازن النفسي واكتساب المهارات.
 
واستطرد موضحا بقوله: "أنه رغم التقدم الهام الذي تم تسجيله على مستوى بلادنا في مجال صحة الأم والطفل، وتغذية الأم والطفل كذلك، إلا أن هناك عمل كبير ينتظرنا جميعا للحد من التفاوتات الحاصلة، سواء كانت تفاوتات اجتماعية أو مجالية، خاصة ما بين الوسط الحضري والقروي، وأيضا التفاوتات بين الجهات".
 
في سياق متصل ذكر عامل إقليم اليوسفية بمقتطف من رسالة الملك محمد السادس خلال المناظرة الوطنية الأولى للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية الموجهة للمشاركين حيث أكدت الرسالة الملكية على كل هذه المعاني بقوله: "من المؤكد أن بلدنا بدل مجهدات جبّارة في مجال التكفّل بالطفولة الناشئة، وذلك بتقليص نسبة وفيات النساء الحوامل والأطفال، والحدّ من تأخر النمو وتحسين التغذية والولوج إلى التعليم الأولي وإلى العلاج".
 
وقال في هذا الصدد بأنه "مازالت هناك تحديات تستدعي من الجميع التعبئة، وتقاطع التدخلات، وأيضا تحصين المكتسبات، ولكن أيضا السعي إلى رفع التحديات القائمة على مستوى وفيات الأمهات خلال الحمل خاصة الوسط القروي على اعتبار أن الأرقام تسائلنا جميعا" وبخصوص الإشكاليات المطروحة على مستوى التغذية أوضح عامل الإقليم بأن "التأخر في النمو الذي مازال يعاني منه الأطفال، تفيد فيه الإحصائيات بأنه بين كل خمسة أطفال هناك طفل بالعالم القروي، وطفل واحد بين عشرة أطفال بالوسط الحضري يعانون من هذه الإشكاليات ذات الصلة بالوزن الزائد والسمنة المفرطة" حيث اعتبر ذلك "تجلي من تجليات التغذية السليمة".
 
خلاصات هذا التشخيص ـ يقول عامل الإقليم ـ هي التي أملت على المرحلة الثالثة هذا البرنامج الكامل من أجل الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، وبالخصوص الاشتغال على محورين أساسيين هما محور التعليم، ومحور الصحة، على غرار كافة أقاليم المملكة التي سطرت برنامجا حافلا من الأنشطة بشراكة مع وزارة الصحة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية يتعلق بحملة 1000 يوم الأولى من حياة الطفل والتي تتضمن العديد من الأنشطة سواء التحسيسية والتواصلية والأبواب المفتوحة والورشات التكوينية والتأطيرية للفئات المستهدفة، بشراكة مع القطاعات الحكومية الحيوية وأيضا مع فعاليات المجتمع المدني.
 
وفي ختام كلمته نوه عامل الإقليم بكافة الشركاء على اعتبار أن منجزات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية متعددة على جميع الأصعدة، مؤكدا على أهمية التيمة التي تم اختيارها هذه السنة، خاصة أن برنامج الصحة الذي يقوم على مفهوم الوسطاء الجماعاتيّين قد نجح في مهامه وأهدافه المسطرة بإقليم اليوسفية والذي يضرب به المثل بين الشركاء سواء المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة الصحة إلى جانب منظمة الأمم المتحدة للطفولة.
 
يذكر أن هناك ثلاث جهات تم اختيارها من أجل تنفيذ هذا البرنامج المتميز، وهي جهة مراكش أسفي، ثم جهة درعة تافيلالت، بالإضافة إلى جهة بني ملال خنيفرة في أفق تعميمه على باقي الجهات بعد تقييم التجربة. وقد تم توقيع ثلاثة اتفاقيات حيث تتعلق الأولى بتسيير المنظومة الجماعاتية لصحة الأم والطفل بدائرة الكنتور، أما الثانية فترتبط بتسيير المنظومة الجماعاتية لصحة الأم والطفل بدائرة أحمر، في حين تتعلق الاتفاقية الثالثة بالبرنامج المندمج المتعلق بالصحة المدرسية.