عبد الله بوصوف: تشريعيات جنوب افريقيا.. هل هي رياح التغيير..؟

عبد الله بوصوف: تشريعيات جنوب افريقيا.. هل هي رياح التغيير..؟ عبد الله بوصوف
ستعيش دولة جنوب افريقيا تشريعيات النسخة السابعة منذ سنة 1994..إذ سيذهب حوالي 21 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع يوم الأربعاء 29 ماي...لاختيار  الحزب الفائز الذي يختار بدوره الرئيس...

وتجري هذا الانتخابات قي ظل أوضاع سياسية قوية تميزت بفضائح فساد مالي و أخلاقي داخل صفوف الحزب الحاكم و هي الفضائح التي انعكست على نتائج بلديات 2021 حيث فقد حزب المؤتمر العدي من قلاعه الانتخابية ونزوله إلى اقل من 50% مما أجبره على عقد تحالفات محلية...
 
الرئيس الحالي Cyril Ramaphosa يعمل من أجل إعادة انتخابه بعد فشل سياساته العمومية في تقليص الفوارق الاجتماعية و الاقتصادية بين مكونات المجتمع سواء البيض أو السود من المواطنين سواء من حيث توزيع الأراضي الفلاحية أو نسبة البطالة التي تبلغ داخل المواطنون السود أكثر من ثلث السكان و نسبة 60% داخل الشباب...في حين لم تتجاوز نسبة البطالة داخل السكان البيض 9.2%..و ستزاد هوة الفوارق  في مجال التعليم إذ عرفت تقليصا طفيفا على مستوى الإعدادي أما على المستوى الجامعي فلازال تفوق السكان البيض وهو ما يؤهلم للمناصب العليا...
 
هذه الفوارق أثرت في الأداء السياسي للعديد من الفرقاء الحزبيين و على راسهم حزب المؤتمر الوطني الافريقي الذي سقط من علو 70% في زمن مانديلا الى نسبة 57،5% سنة 2021 إلى استقراءات بين  40% و 50 % في زمن Cyril Ramaphosa سنة 2024..
 
كما  لوحظ من جهة أخرى ، عودة الرئيس السابق Zuma بعد استقالته الاضطرارية على خلفية فضائح فساد مالي سنة 2018...

لقد عاد Zuma   من خلال تنظيم سياسي جديد يحمل عنوانا بحمولة عاطفية وسياسية واجتماعية أي Umkonto we siwze " انطلاقة الأمة " والذي شكل الذراع المسلح لحزب المؤتمر الوطني في زمن الابارتايد..

وحسب استقراءات الرأي فإن Zuma سيحصل على نسبة 14%  وهي نسبة مهمة اذا عرفنا ان خصوم Zuma اعتبروه خارج اللعبة السياسية و أن اطاره هو حديث المولد منذ سنة تقريبا...

من جهتها فالمعارضة خاصة حزب التحالف الديمقراطي وزعيمه  John steenhuisen ستحاول  كسب مساحات جديدة للسكان البيض.... إذ تذهب استقراءات الراي إلى حصوله على نسبة 18% و 20%..
 
لكن لا يمكننا تجاهل لاعبين سياسيين شباب بدءا من ابنة الرئيس السابق Zuma ذات 41 ربيعا Duduzil Zuma  ,والرئيس السابق لشباب حزب المؤتمر الوطني Julius Malima ذو 43 ربيعا و زعيم حزب الاقتصاد الحر أو حزب الحرية الاقتصادية... بعد طرده من شبيبة الحزب سنة 2012 في عهد الرئيس Zuma سنة 2012...حزب Malima سيحصل على نسبة 11% حسب استقراءات الرأي...

المؤكد من خلال العديد من القراءات هو فقدان حزب المؤتمر الوطني الحاكم لاغلبيته التي حافظ عليها منذ 1994 وهو ما يعني بحثه عن حلفاء لمشاركته الحكم...و طبعا مع تقديم تنازلات هنا وهناك...لكن هل يستحمل الرئيس Cyril Ramaphosa  مسؤوليته السياسية والاخلاقية  لفقدان حزب مانديلا لشعبيته الكاسحة..؟ هل ستؤتر قضية غزة / فلسطين على نتائج هذه الانتخابات خاصة إذا علمنا ان Malima  هو احد المناصرين الأقوياء في الشارع...؟ وهل حضر حزب المؤتمر الوطني  خليفة لما بعد Cyril أم أن التغيير سيأتي من خارج الحزب...؟  سنتابع...